يجب وقف انتشار داعش

داعش

يحاول التنظيم السيطرة على ليبيا كبوابة للسيطرة على أوروبا
بقلم افرايم هراري

ومن اجل منع انتشاره يجب شن حرب برية واسعة النطاق عليه حتى تتم تصفيته. ومن جهة اخرى يجب اتخاذ خطوات داخل اوروبا تدمج بين منع انتشار الفكر الجهادي وبين احترام الانسان المسلم المخلص لدولته كانسان – المصدر).

أعلن أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة الاسلامية، عن نفسه خليفة المسلمين في العالم. الخلافة تعطي الشرعية لتحقيق الهدف الاسلامي التقليدي – سيطرة الاسلام على العالم كله، ويُسمح في القضاء الاسلامي فقط في ظل وجود خليفة يحكم العالم الاسلامي. هذا الهدف يقتضي أولا وقبل كل شيء حربا معلنة من قبل الدولة الاسلامية ضد انظمة الحكم التي تعتبر كافرة، الشيعة والعلويون في العراق وسوريا، وايضا في نيجيريا المحكومة من قبل زعيم مسيحي، وفي ليبيا السنية. كما أنها تُشرع الجهاد ضد كل حكم مسلم لأنه حسب الشريعة فقد انتهت صلاحيته بعد تتويج خليفة لكل المسلمين.

المرحلة القادمة هي سيطرة الاسلام على باقي العالم وخاصة في اوروبا: الدولة الاسلامية أعلنت روما كهدفها الاساسي والآن تخطط لاستخدام ليبيا كبوابة للسيطرة على اوروبا، بواسطة اغراقها بنصف مليون من المهاجرين الذين سيتم نقلهم اليها، من خلال خلق خطر كارثي انساني في البحر الابيض المتوسط. طريقة اخرى هي عن طريق العمليات مثل عملية مهاجمة الكنيس المركزي في كوبنهاغن: فجأة يقوم مسلم اوروبي مخلص للخليفة في الصباح، ويأخذ بندقية ويبدأ بالقتل بدون تمييز. إن قدرة شخص منفرد على الوصول الى الوسائل القتالية القاتلة تزيد من صعوبة المشكلة.

التأثيرات على إسرائيل وعلى الشعب اليهودي هي امور مصيرية: أولا، الدولة الاسلامية والمنظمات القريبة ايديولوجيا منها يمكن أن تحول كل الفضاء في المنطقة الواقعة شرق إسرائيل الى كيان اسلامي متطرف. ثانيا، نظرا لأن اليهود يعتبرون أعداءً للاسلام فانهم يتحولون الى هدف مركزي.

ومن اجل التصدي بنجاح للدولة الاسلامية يجب أن نفهم في البداية بأن سياسات الهجوم من الجو فقط مصيرها الفشل: لقد تعلم داعش كيفية امتصاص هذه الضربات، وسيطرة البغدادي على المدينة الاستراتيجية الواقعة في غرب العراق تثبت ذلك. كما أن العقاب البسيط لاولئك الذين يظهرون تأييدهم للدولة الاسلامية أو للمنضمين اليها لا يكفي للردع.

على الغرب أن يشن معركة واسعة النطاق على الارض ضد الدولة الاسلامية، حتى تصفيتها. لكن هذا ايضا لا يكفي، عليه اتخاذ سلسلة من الاجراءات الصارمة داخل حدوده. أولا، عليه منع التعليم والوعظ للجهاد وكراهية غير المسلمين في المدارس والمساجد بما في ذلك عقابا سريعا وقاسيا للمخالفين لهذا الحظر. ثانيا، عليه ملاحقة ومتابعة مواقع الانترنت الجهادية التي تعتبر مصدرا ناجعا لتلقين الشباب المسلم في كل أرجاء العالم، وحتى لمنع نشاط هذه المواقع.

عليه ايضا تشجيع الزعماء الاسلاميين الذين يعترفون بالخطر الكامن في الاسلام الارثوذكسي، والذين يتجرأون على اتخاذ خطوات عملية لاصلاحه. مثال بارز على هؤلاء هو الرئيس المصري السيسي. نأسف أنه يتصرف مثل دكتاتور ويعيد رؤساء النظام الفاسد لمبارك الى مراكزهم، لكن يبدو أن الفائدة تفوق الضرر.    

الدمج بين الانتصار السياسي حتى تصفية الدولة الاسلامية وبين المعالجة الجذرية بقبضة حديدية ضد المسلمين في الغرب الذين يشتغلون بالجهاد ويدعمونه مع الحفاظ على الاحترام الكامل للمسلم المخلص للدولة التي يعيش فيها، كانسان. كل هذا يُبين للعالم الاسلامي بأن الله لا يقف الى جانب اولئك الذين يحاولون تحقيق حلم سيطرة الاسلام على العالم.

إسرائيل اليوم

حرره: 
س.ع