بالصور: تحليل فيلم "إحراق الطيار الأردني" لحظة بلحظة

الطيار الاردني

اعداد المخرج الفلسطيني نزار أبو زياد

أستهل حديثي بالتأكيد على أن جميع الكلام المكتوب هنا يعبر فقط عن وجهة نظري ورأيي المهني الشخصي ولا أحد مجبر على تصديقه أو الإقتناع به، يحق لك رفضه ودحضه بالحقائق التي تملكها وليس بالجهل أو الهرطقة.. ليس الهدف من تقريري هذا التأثير على أحد ولا تغيير الحقائق أو تشويهها، قد أكون مصيباً في تحليلي وقد أكون مخطئا والله تعالى أعلى وأعلم.. إذا كنت مصيبا فأجري على الله وإذا كنت مخطئاً فسامحوني.

تنويه: قبل أن تقرأ التقرير يجب أن تكون قد شاهدت الفيديو بالكامل المكون من حوالي ٢٢ دقيقة لتفهم محتوى الكلام المكتوب وعليك قراءة التقرير والنظر إلى الصور المرفقة عندما يتم الإشارة اليها بالنص لكي تفهم.. لا تنظر الى الصور مباشرة من دون القراءة لانك لن تفهم.

لمن لم يشاهد الفيلم كاملا سيجد رابط للفيلم في نهاية المقال علية الفيلم بجودة عالية، اتأمل ان تستطيعوا مشاهدته قبل أن يتم حذفه من اليوتيوب.

سأبدا من لحظة وقوع طيارة معاذ في الرقة والقبض علية من قبل جنود داعش... الطيارة سقطت لا نعلم بعد الاسباب الحقيقية لسقوطها.. رأينا صورا وتسجيل فيديو لجنود ببزات عسكرية وهم يقبضون على معاذ وسط النهر يتسابقون عليه يتهافتون من يريد وضع يده عليه تحت أشعة الشمس الساطعة بشدة (ونحن من المفترض أننا في فصل الشتاء والبرد القارص خاصة في سوريا.. فلنقل أنها صدفة وكانت الشمس ساطعة آنذاك) كان يتصدر الجنود شخص يلبس لبسا عسكريا مختلفا عنهم ومن غير قناع على الوجه ربما ليكون مميز الشكل وهو القائد او "الأمير" الذي يترأس هذه الكتيبة او المجموعة.. كان يمسك بمعاذ كمن يمسك بكنز.. وجه معاذ يبدو عليه الخوف بالإضافة لبعض الكدمات والجروح التي أصابته لحظة خروجه من الطائرة وسقوطه بالنهر.. فنرى جروح في شفاه معاذ والدم يبدو واضحا ايضا في الصور والفيديو.. (انظر الصورة ١).

انتقل الان الى الفيلم.. سأتخطى المقدمة الترايجيدية المليئة باللقطات الأرشيفية العالية الجودة (التي يتطلب البحث عنها وقت وجهد طويل في حال لم يكن عندهم ارشيف بكل ما يحتاجونه) بالاضافة الى الجرافيكس والمؤثرات البصرية التي صنعوها.. كانت هذة المقدمة حول الملك عبدالله واتهامهم له بالعمالة والخيانة وتحريض شعب الاردن خاصة وشعوب العالم العربي عامة عليه.. انتهت المقدمة وظهر معاذ في مقابلة تحدث بها بشكل مرتب وكلام منظم (سيناريو) تم كتابته بشكل متقن يحتوي على تفاصيل ومعلومات هامة وخطيرة تم تلقينها لمعاذ (بالرغم من انه عسكري وعلى علم بها) الا انه تم تلقينه اياها لكي يقولها بشكل يتناسب مع سيناريو الفيلم والطريقة التي يريدها مخرج الفيلم من حيث تطور الاحداث بشكل درامي وتصاعدي.. ولا شك ان معاذ كان يبدو على وجهه الخوف والقلق وتلعثم عدة مرات في الكلام اثناء تصوير المقابلة.. إذن هناك بداية درامية للفيلم (مقدمة الفيلم حول الملك والتحريض عليه) ووسط (التعريف بمعاذ والعملية التي قاموا بها والجهات التي شاركت.. الخ) ونهاية درامية مؤلمة (حرق معاذ واستشهاده) تلتها خاتمة قوية تهديدية تطالب برؤوس طيارين آخرين مع ذكر أسمائهم وصورهم ومكان سكنهم وجميع بياناتيهم التي يستغرب العقل كيف حصلوا عليها بهذة السرعة والدقة الشديدة.. كانت الاحداث التي يسردها معاذ متناسقة مع ما يعرض على الشاشة من جرافيكس ورسوم وكتابات وذلك لاضافة قوة ورهبة للفيلم وكسر عنصر الملل واستعراض عضلات للمخرج من خلال الجرافيكس ودمجها مع شرح معاذ.. هذه التركيبة جميعها من المستحيل أن تحصل بشكل عفوي.. اذن فالحقيقة الأولى التي يجب ان نوقنها هي ان هناك مخرج سينمائي وطاقم كبير وشركة انتاج كبيرة وراء اصدار هذا الفيلم.. فالمؤسسة التي تُدعى مؤسسة الفرقان ان كانت هي حقاً التي نفذت العمل فهي مدعومة من جهات اخرى.. الان يجب ان نركز على بعض النقاط المهمة في شكل معاذ اثناء المقابلة فنرى ان الكدمات التي شاهدناها في وجهه لحظة القبض عليه ما زالت موجوده (خدوش في الوجه وانتفاخ وجروح في الشفاه) بل وزادت بعض الشيء على الرقبة والعين (انظر الصورة ٢) وهذا يؤكد لنا بشكل جازم بأن تصوير المقابلة تم مباشرة بعد القبض على معاذ بيوم أو يومين وليس بعد فترة طويلة ووجب التأكيد أن معظم الخدوش والكدمات في وجهه حقيقية وجزء منها انا شخصيا أشك في صحته كالجزء الذي تحت عينه اليمنى المرسوم باللون الازرق الداكن اعتقد انه صناعي وتم رسمه بالمكياج (انظر الصوره ٢) لإضافة بُعد درامي بأن معاذ ربما قد تم تعذيبه أو ضربه أو ما شابه... كذلك انظر الى ذقن معاذ في المقابلة فانها ما زالت خفيفة ولم تنبت بعد وكانت مطابقة تقريبا للشكل الذي كانت عليه عندما قبضوا عليه بالنهر (وهذا ما يؤكد ايضا انهم قاموا بتصوير المقابلة بعد فترة قصيرة جدا لا تتخطى اليوم او اليومين) (انظر الصورة ٣) لكن سنلاحظ لاحقا اثناء تصوير مشهد الحرق ان جميع الكدمات والخدوش التي كانت على وجه معاذ ورقبته قد اختفت كليا بسبب انه تعافى منها فمنطقيا وطبيا بعد استشارة الاطباء فانها لكي تختفي تحتاج الى فترة اسبوع تقريبا (انظر الصورة ٤) لكن يبدو ان الكدمة تحت عينه اليمنى لم تختفي ولم تخف بقيت كما هي بل وزادت قليلا لتشمل منطقة الجفن ايضا ومكانها وطريقة رسمها اختلفت.. (انظر الصورة ٥) منطقيا ان كانت صحيحه فيجب ان تخف كباقي الجروح التي اختفت من وجهه... الا اذا حظه سيء وقاموا بضربه فقط على عينه قبل التصوير بيوم واحد في نفس المكان ونفس القوه.. لذلك على الاغلب انها غير حقيقية وانهم اعادوا رسمها لكن بشكل سيء وغير مطابق لما كانت عليه في المقابله.

إذن المحصلة للنقطة الاولى انه في تصوير المقابلة كان هناك كدمات حقيقية وكدمات صناعية.. الحقيقية اختفت مع مرور الوقت والصناعية بقيت مثلما هي بل تم رسمها بشكل غير صحيح... اذن الحقيقة الثانية التي يجب ان نوقنها وهي الأهم انه بدأ العمل على هذا الفيلم من اللحظة الاولى التي قبضوا فيها على معاذ يعني لم يقرروا فجأة صناعة هذا الفيلم بل كان مُحضرا له تحضيرا مسبقاً.. واذا اعدنا النظر في الصور بشكل جيد سنرى ان لحظه القبض على معاذ كانت الشمس ساطعه والجو مشمس وكذلك الأمر عندما قاموا بحرقه وتمثيل الفيلم.. شاءت الأقدار ان تكون الشمس ساطعة والجو مشمس وجميل ومناسب للتصوير طوال النهار بالرغم من أننا في فصل الشتاء.. هناك مثل اذكره يقول "لا تثق بشمس الشتاء".

اللقطه الاولى: دخول معاذ الى موقع التصوير (المحرقة) نراه يتقدم بخطى ثابتة يلبس البدلة البرتقالية تبدو للوهلة الاولى أنها بدلة الاعدام التي إعتدنا أن نراها بهذا الشكل واللون في الافلام الامريكية وفي سجون غوانتنامو.. (من ناحية اللون والشكل للبدلة هي فكرة امريكية الأصل).. عند أول مشاهدة للفيلم لم أنتبه ان معاذ يلبس تحت هذه البدلة بدلة اخرى لم يكن يلبسها اثناء المقابلة.. نرى جزء منها يظهر من عند الرقبة بلون ازرق غامق مائل الى السواد.. فبدأت شكوكي بالموضوع ثم لفتت إنتباهي أقدام معاذ فرأيت أقدامه شكلها غريب وكبيرة الحجم لدرجة ان "البابوج" الذي يلبسه يبدو صغيرا عليها.. ما هذا الشيء الاسود الغريب الملفوف على قدميه؟ (انظر الصورة ٦) قررت أن أعمل بحث على الانترنت حول البدلات التي يلبسونها لمكافحة النار ويستخدموها في التمثيل او في الامور المتعلقة في مكافحة النيران بشكل عام... وجدت انواع مختلفه وكثيرة والوان وواشكال متنوعه إلا انني وبعد بحث طويل وجدت صوره لبدلة مشابهه تماما لبدلة معاذ لكن بتصميم مختلف بعض الشيء... انظر الى حذاء البدلة الاصلية وانظر الى الحذاء او الشيء الاسود الملفوف على اقدام معاذ (انظر الصورة ٧) ربما تكون مصادفة عجيبة مثل مصادفة الشمس في الشتاء وربما تكون فعلا البدلة التي يلبسها معاذ مصممة لمكافحة النار لكن ربما تم قص اكمامها بعض الشيء بحيث لا يستطيع المشاهد العادي ان ينتبه انها كذلك خاصة ان يدي معاذ مكشوفتان مما يبعد شكوك المشاهد ان هذه البدلة تكافح النار.. وسأتحدث لاحقا عن موضوع ايدي معاذ اللتان كانتا مرفوعتان طوال الوقت اثناء عملية إحتراقه "الافتراضية" ومعظم الناس تعتقد أنه كان رافعا يديه للسماء تضرعا لله او انه كان يقرأ الفاتحه لكن الحقيقة قد تكون غير ذلك.

يدخل معاذ الى موقع التصوير كأنه يدخل اليه اول مرة لكنه حقيقتاً كان يمشي على مسار محدد كان المخرج قد امره بأن يمشي عليه لان اللقطة سيتم تصويرها من هذة الزاويه بحيث نرى ظهر احد الجنود في يمين الكادر ونرى معاذ يتقدم في يسار الكادر ونرى الجرافه التي ستردم القفص لاحقا في خلفية الصورة وراء معاذ...(انظر الصورة ٨) والجرافه لم تكن في خلفية الصورة بالصدفه او بشكل عشوائي بل تم وضعها عن قصد لكي لا تتسائل لاحقا من اين ظهرت الجرافة فجأه! فالمخرج اراد لنا ان نراها في اكثر من لقطة لكي نتذكر لاحقا ان هذه الجرافه كانت موجوده بالموقع... أول خطأ اخراجي عند الدقيقة ١٤:٥٩ يجب ان تشاهد الفيديو بالتصوير البطيء جدا لكي تلاحظه.. هناك غلط في التتابع (او ما نسميه في السينما بالراكور) غلط في تتابع حركة معاذ فمن الزوايه الاولى حركة اقدامه ويدية في نهاية اللقطة الاولى تختلف تماما عن حركة يديه واقدامه في بداية اللقطة الثانية من الزاوية الاخرى (انظر الصورة ٩) وهذا يعني الحقيقة الثالثة ان المشهد تم تصويره أكثر من مره لذلك حدث هذا الخطأ في الحركة وانه ولم يتم استخدام كاميراتان او خمسة كما يدعي البعض في تصوير مشهد دخول معاذ لانه منطقيا ومهنيا لو تم استخدام كاميراتان او ثلاثة فانها ستكون تصور نفس المشهد في نفس الوقت من جميع الزوايا وعند عمل المونتاج مستحيل أن يحصل أي خطأ في التتابع او (الراكور).

اللقطة الثانية: وهي التي شاهدنا عندها اول غلطة اخراجيه "التتابع"

شرح المشهد: يكمل معاذ خط سيره نرى الجنود "الداعشيون" يقفون بخط مستقيم بجانب بعض كالأصنام ولا حركة لا يلتفتون لا يمينا ولا يسارا.. ينتظرون قدوم معاذ ليمر من امامهم.. مشهد رأينا مثله كثيرا في افلام هوليوود.. نطلق عليه بالسينما مشهد "دخول البطل" أو التقديمة التي سيظهر بها بطل الفيلم والتي يجب أن تكون مؤثرة ومميزة.

اللقطة الثالثة: دخول معاذ من يمين الكادر ليقف في المكان الذي طُلب منه أن يقف فيه.. في السينما عند تصوير مشهد ما يكون به حركة للممثلين يطلب المخرج من الممثل ان يقف في مكان ما مناسب لحركة او زاويه الكاميرا.. الممثلين المحترفين لا يجدون صعوبة بذلك لكن معاذ ليس بممثل فكانت الامور صعبة عليه لأن يقف تماما في المكان المحدد فوضعوا له علامة على الارض ليعرف أين سيقف وهذا ما نفعله بالسينما ايضا ومع ذلك لم يستطع الا ان ينظر عليها قبل أن يقف (هذا الشيء يحصل مع جميع من هم ليسوا بممثلين أو أول مره لهم) لذلك نظرته ستلفت انتباه المشاهدين انه ينظر الى الارض.. لذلك لجأ المخرج الى قطع اللقطة من المنتصف قبل وقوف معاذ وإضافة لقطة الطيارة عند الدقيقة ١٥:٠٥ وثم نرى معاذ بعدها واقفا في مكانه بشكل ثابت ينظر حوله.
الغلطة الاخراجية الثانية.. غلطة التتابع (الراكور) عند الدقيقة ١٥:٠٢ نرى الجنود واقفين بجانب بعضهم البعض بشكل مستقيم ولا يوجد فراغات بين اقدامهم لكن في اللقطة التي تليها عند الدقيقة ١٥:٠٣ نرى احدهم فاتح قدميه بشكل زائد وذلك ليسد الفراغ في هذة اللقط.. كما ونرى بأن هناك خطأ تتابع الحركة في مكان معاذ (انظر الصورة ١٠).

في هذه اللقطه ايضا اثناء وقوف معاذ ينظر امامه (المفروض انه ينظر على البيت المهدم والعمارة التي يقف عليها المزيد من الجنود (لكن حقيقتا لا يوجد مزيد من الجنود فقد تم استخدام الـ ١٢ جندي نفسهم وتنقيلهم من مكان الى مكان وتصويرهم في لقطات مختلفة) في هذه اللقطه نرى دخان غريب يمر من امام وجه معاذ لا نعلم مصدره.. دخان غير منطقي ابدا يظهر من فجأه من منتصف الصوره ويختفي ايضا فجأه.. يفضل مشاهدة هذه اللقطه بالفيديو بالتصوير البطيء لن تظهر بالصوره واضحه.. هذا الدخان قد يكون المقصود منه انه صادر من فم معاذ لاضافة عنصر الجو البارد على الموضوع الا ان تركيب الدخان كان فاشلا وحركته غير منطقية.

السؤال الذي راودني ماذا ينتظر هؤلاء الجنود الذين يقفون بالخلف؟ لماذا يقفون بلا حراك نظراتهم جميعهم الى الامام؟ لماذا معاذ يمشي وحده كأنه يعرف الطريق؟ من اين ظهر في اول لقطة له؟ رأيناه فجأة يبدأ الحركة من منتصف الطريق.. اسئلة كثيرة جميع أجوبتها تصب في مكان واحد.

اللقطة الرابعة: لقطة قريبة على وجه معاذ ينظر حولة ونرى بالخلفية بعض الجنود بالإضافه الى القفص الاسود في الزاوية اليسرى للكادر والذي لم يظهر في هذه اللقطة بالصدفه او بشكل عشوائي.. فهذة اللقطة تقديمية للقفص ايضا.. نلاحظ ان الضربة على عين معاذ قد اختلف شكلها وقد زادت عما كانت عليه وقت المقابلة لتشمل منطقة الجفن ايضا.. قمت بإستشارة عدد من الاطباء وجميعهم أكدوا لي بأن ضربة مثل هذه تحتاج يوم او يومين لتصبح زرقاء بهذا الشكل وتحتاج الى حوالي اسبوع الى ١٠ ايام لتتلاشى بشكل نهائي.. مع العلم ان جميع الكدمات والخدوش التي كانت في وجه معاذ وقت تصوير المقابلة اختفت الا هذه الضربة فقد زادت.. هل يعقل ان قاموا بضربه مره اخرى وفي عينه اليمنى فقط؟ لو افترضنا ذلك.. هل يعقل ان يتضرر ما حول العين فقط والعين نفسها تبقى سليمة بلا اي خدوش او جروح؟ إلا اذا تم ضربه مره اخرى بنفس اليد ونفس مقدار القوة ونفس زاوية الضرب لتبقى العلامه نفسها من دون اثار جديدة. (انظر الصوره ٤)
اللقطة الخامسه: لقطة قريبة على وجه احد الجنود الكاميرا تصعد من جسدة وسلاحه ومن ثم الى وجهه.

اللقطة السادسة: الكاميرا من خلف الجنود معاذ يقف في المكان المخصص له بحيث يظهر من الفراغ بين الجنديين والـ Focus او تركيز الوضوح على معاذ والجنود out of focus (لقطة سينمائية بإمتياز) انظر الصورة ١١.

اللقطة السابعة: تتكرر نفس اللقطه القريبة على وجه معاذ لكن هذه المرة ينظر من اليمين اليسار الأعلى لتكون نظرته صحيحة ومتتابعة مع اللقطة التي تتلوها وهي
اللقطة الثامنة: احد الجنود يقف على العمارة وينظر حوله.

اللقطة التاسعة: لقطة قريبة على وجه معاذ يتأمل المكان حوله.

اللقطة العاشرة +١١ +١٢+ ١٣ هي لقطات على الجنود مختلفة الاحجام نسميها في السينما inserts / reaction shots / general shots
في اللقطة ١٣ وهي عند الدقيقة ١٦:٤٥ الى ١٦:٥٠ يظهر الدخان مرة اخرى (المقصود منه اضافه اجواء انه الطقس بارد) وان هذا الدخان او البخار يصدر من فم الجندي بينما الجندي يلبس قناع على وجهه ورأينا سابقا بعض الاقنعة مبتله من منطقة الفم وهذا بسبب النفس وطول المدة الزمنية التي وقفوها تحت الشمس.. من اين جاء الدخان اذن؟ يجب مشاهدة اللقطة بالتصوير البطيء لملاحظته.

هنا حصل فاصل مهم ومحوري عند الدقيقة ١٦:٥٠ في انتقال الاحداث من مكان الى مكان آخر

انتقال معاذ من الساحة الى داخل القفص.. حصل قفزة في تطور الاحداث لم يرد لنا المخرج ان نراها لأنها ستُفشل العمل وتكشف انه خدعة.. الأمر الإول:
١- لم نرى كيف تم إنزال القفص على معاذ.. القفص ليس له أي مدخل أو مخرج، هل قاموا برفعه بالجرافة مثلا وإنزاله على معاذ؟ تبدو قضبان القفص ضعيفة وركيكة وهذا يدل على خفة وزنه.. يعني ان جنديين إثنيين يستطيعوا قلب القفص بأيديهم أثناء وقوف معاذ بالنص... واذا المشاهد رأى هذا المنظر بالفيلم فإنه سيسأل نفسه لم يحاول معاذ ان يقلب القفص عندما حرقوه؟ وسيبدوا شكل الجنود مضحكا وهم يقوموا بقلب القفص.. ولو ان الجرافة انزلت عليه القفص ستبدأ بالتساؤل لماذا لم يحاول الهرب؟ لماذا ولماذا...؟ وستبدأ لديك الشكوك.

٢- لم نرى كيف تم سكب المادة المشتعلة (بنزين، كاز، سولار الخ...) على معاذ.. هذا في حال كانت اصلا مادة مشتعلة.. نلاحظ ان ملابسه مبتلة بشكل فني ايضا.. فنرى جزءا منها مبلول والجزء الاخر جاف.. هل تعلم لماذا؟ لانه لو قاموا بتغطيسه بالمادة المشتعلة فانك كمشاهد لن ترى الفرق وستتسآئل كيف تم احراقه بهذة السرعة من دون ان يسكبوا عليه مادة مشتعلة.. اذا قاموا بسكب البنزين على ملابسه بشكل كامل فإن البدلة ستصبح ذات لون برتقالي غامق ولن ترى الفرق لذلك اراد المخرج بأن يزرع في عقلك فكرة انهم قد سكبوه عليه البنزين.. اذا دققنا النظر في هذه اللقطة التي تبدأ عند الدقيقة ١٦:٥٢ سنرى ان ايدي معاذ ايضا تبدوان مبلولتان.. قد يكون هذا بنزين وقد يكون مادة خاصة تُرش على الجسم إسمها fire retardant spray (تباع على الانترنت بسعر زهيد) مادة تكافح النار بحيث النار لا تؤذي الشخص او الشيء الذي تُرش عليه هذه المادة لفترة محددة من الزمن بالإضافة الى البدلة التي كان يلبسها وهي ايضا مكافحة للنار (انظر الصورة ١٢).

اعود للقطة التي يقف فيها معاذ مطأطأ الراس الى الاسفل والكاميرا تصوره بحركة Tilt up اي حركة صعودية من الاسفل الى الأعلى.. يبدأ برفع رأسه بشكل تدريجي لكن يتم القطع السريع على الجنود وهم واقفين ينظرون عليه.. نرى لقطة الجنود عند الدقيقة ١٧:٠٥ مرتبين بشكل جميل نستطيع رؤيتهم جميعهم ولا احد يعارض في وقفته على الثاني.. يتم عمل نقله بالـوضوح Focus من الجندي في مقدمة الصوره الى الجنود الوافقين في الخلفية وهذه ايضا لقطة سينمائية بإمتياز باستخدام اسلوب الـ (Focus / Defocus) اللقطة التي تليها على معاذ لقطة قريبة يبدو عليه الحزن تتلوها لقطة اخرى للجنود وهم مرتبين بشكل منظم موزعين في جميع الكادر بحيث يملئون الصورة وايضا تم استخدام اسلوب الـ (Focus / Defocus) للفت انتباهك والتأكيد على الموضوع بحيث انتقل المخرج من التركيز على الجندي في مقدمة الصورة الى الجنود في الخلفية.

اللقطة التالية: معاذ يقف بالقفص يتأمل حوله ونرى الجرافة الآن بشكل اوضح عن قبل وهذا تأكيد درامي عالموضوع لجعل الجرافة ترسخ في ذهنك لكي لا تتفاجئ عندما تراها في النهاية.. تتلوها لقطة (بان من اليمين الى اليسار) حركة كاميرا يتم فيها استعراض الجنود مره اخرى وذلك لإطالة المدة الزمنية للفيلم وعمل تأثير درامي ونرى في خلفية هذه اللقطة جرافة اخرى مختبئة في الخلفيه على يمين الصوره يبدوا انهم قاموا بإستخدامها لعمل بعض الاضافات على موقع التصوير من هدم للمباني وعمل تلال من التراب والحجار ليقف ويجلس عليها الجنود (انظر الصوره ١٣).

تتلوها لقطة اخرى لمعاذ من الجهة الجانبيه تؤكد على المعنى والهدف هو الإطالة ايضا والقليل من استعراض العضلات من قبل المخرج.

تبدأ الآن مشاهد عملية الحرق.. عند الدقيقة ١٧:٢٩ حركة الكاميرا Tilt up من الأسفل الى الأعلى لقطة كبيرة الحجم الهدف منها ان نرى الشعلة الإفتراضية التي يمسك بها "الأمير" كما لقبوه بالفيلم نرى ان بزته العسكرية جديدة ومكوية تبدو كأنها "أول لبسة" وكذلك "كفوف اليدين" والحذاء والأشياء التي يرتديها على صدره كذلك جديده ولم يتم استخدامها من قبل وهذا الكلام ينطبق على جميع الجنود فكانوا يلبسون لبسا نظيفا جديدا وكأنه تم شرائه خصيصا لتصوير هذا المشهد... (انظر الصورة ١٤).

يتم عمل قطع والكاميرا تعود على معاذ لتصوره من ظهره ايضا بحركة Tilt up الهدف منها التأكيد على انهم قد سكبوا على معاذ البنزين او المادة المشتعلة لانه قد ينسى بعض المشاهدين ذلك فأراد المخرج التأكيد في عدة لقطات استعراضية بأنهم سكبوا عليهم البنزين وهذه اللقطات ركزت على ملابسه وتم تصويرها من جميع الزوايا. (انظر الصوره ١٥).

لقطة مهمه الآن لمعاذ عند الدقيقه ١٧:٤٦ وهو مطأطأ الراس والكاميرا تقوم بحركة zoom in سريع على وجهه ونظرة معاذ الى العدسة مباشرة فتشعر انه ينظر اليك انت المشاهد... كانت حركة ممتازه من حيث الوقت الزمني يعني رفع رأسه والكاميرا زووم إن في نفس الوقت... نوعية هذه اللقطات تتم بصعوبة وتعاد عدة مرات حتى تخرج بالشكل الذي رأيناها فيه.. لترتيب حركة الرأس مع حركة الكاميرا وخاصة انها حركة سريعه وزووم إن..
تتلوها لقطة سريعة جدا Flash لمعاذ يقف داخل القفص ينظر الى الكاميرا ويتقدم بسرعه ويمسك بقضبان القفص وينظر إلينا في نظرة قد يكون قصد بها المخرج استعطاف المشاهدين..

وهنا تظهر احد الكاميرات بالصورة التي يكونوا قد نسيوا اخفائها اوظنوا ان المشاهد لن يلمحها لان اللقطه تمر بسرعة شديدة لكن بالتصوير البطيء للغاية نستطيع ان نرى كل شيء (انظر الصورة ١٦)

تتلوها لقطات عشوائيه كبيرة الحجم big close up على وجه معاذ من زوايا مختلفه ولقطة عشوائيه سريعه للجنود.. الهدف من هذه اللقطات عمل تأثير درامي ينذر بقدوم الخطر..
الآن اللقطات الحاسمة لحظة الإشعال.. اللقطة الاولى medium shot متوسطة الحجم نرى فيها الجندي الأول يمد يده لإشعال الشعله والثاني يقترب منه لكن تختفي الشعله واليد وراء صخره في مقدمة الصوره (انظر الصورة ١٧) لو ارادنا المخرج ان نرى لحظة الإشعال لكان صور اللقطه من زاويه ثانية او كان تخطى هذه الصخره لكنه لم يردنا ان نرى لحظة الإشعال لانها غير حقيقيه وانتقل من اللقطه القريبة الى لقطة واسعه جدا نرى فيها ان الصخرة التي كانت في اللقطة القريبة لم تعد موجوده بالمكان اختفت.. ونرى اليد تنسحب وتبتعد عن الشعلة ونرى النار تشتعل من مكان خاطئ ايضا! فالمفروض ان تبدأ النار بالاشتعال من المكان الذي قمت بتوليعها منه وليس من مكان آخر بعيد كل البعد عنها (انظر الصوره ١٨).

الآن لقطه "للأمير: وهو يمسك بالشعله ويظهر معلومات بسيطه عنه وتركيز عليه لإضفاء بعض الرعب على الموضوع.. والتأكيد على ان الشخص الذي اشعل النار هو ليس بشخص عادي او جندي عادي.. يجب ان يكون شخص ذو مكانه مهمة.. هكذا تعودنا ان نرى بالأفلام.. البطل لا يقتله الا بطل مثله... هذا كان الهدف من اللقطه عندما كتبوا ان فلان هو امير احد القواطع الخ..

ينزل على ركبته ويضع الشعله على خط الرمل او البنزين او البارود الخ... الشيء الافتراضي الذي ستمشي عليه النار... مبدئياً وقبل ان اكمل شرحي اؤكد لكم بأن ٧٠٪ من النار التي تم استخدامها في الفيلم هي مؤثرات خاصة وخدع سينمائية.. لن اقوم بالدخول في تفاصيل النار لان هناك الكثير من "المحللين" الذين يفهمون ولا يفهمون بموضوع الاخراج والخدع السينمائية قاموا بتحليلها وشرح هذه النقطة وعمل فيديوهات عنها و٩٠٪ منها تم شرحه بطريقة صحيحة فلن اقوم بإعادة الشرح الذي قالوه لكني سأتحدث عن الاشياء التي لم يذكروها ربما.

بعد قيام الجندي باشعال النار تبدأ نار اخرى بالظهور على الشاشه وهي طبعا نار صناعية الهدف منها ذر الرماد بالعيون لكي لا ترى بأن النار لم تشتعل في المكان الذي وضع عليه الشعلة... ثم يقوم المخرج بالقطع الى اللقطة التاليه ونرى النار تمشي في المكان المخصص لها بشكل منظم ومرتب ونرى الدخان الابيض يتصاعد منها بشكل جميل ومتناسق مع حركة النار ايضا... دخان ابيض واحيانا اسود لا تعلم ما سبب سر هذه الخليط الغريب.. مبدئيا احد صفات النار انها عشوائية ومستحيل ان يتكرر شكل اللهب فيها او شكل الدخان الذي يصدر منها لكننا رأينا شكلا وحركة انسيابية للنار تتكرر اذا دققت النظر في جزء معين منها ستكتشف ذلك.

لاحظ عند الدقيقه ١٨:١٧ في اللقطة التي تمشي فيها النار.. تم القطع لحظة وصول النار الى القفص وقبل دخولها اليه.. النار من هذه الزاويه واضح انها وصلت حافة القفص.. الان انظر الى اللقطة التي تلتها مباشرة نرى ان النار لم تصل الى القفص بعد وهذا يعني انها تم تركيبها في المونتاج لان المشهد لو تم تصويره بعدة كاميرات بنفس الوقت كما ذكر بعض الاشخاص فانه لن يحصل اي غلطة اخراجيه في موضوع التتابع (الراكور) اذن هنا يوجد غلطة اخراجية.. لذلك يجب ان تكون على يقين بأن هذه النار تم تركيبها لاحقا وتم تصوير المشهد بدون النار... (انظر الصورة ١٩).

اللقطة التالية: high angle shot لحظة دخول النار بسرعة شديدة الى القفص ومعاذ يستعد لاستقبالها.. لاحظ نهاية اللقطة عند الدقيقه ١٨:١٩ ثم لاحظ بداية اللقطة التي تليها عند الدقيقة ١٩:٢٠ في بداية اللقطة الثانيه ترى النار مشتعله في ملابس معاذ من الجزء الامامي.. مع انها في اللقطه السابقه كانت في مدخل القفص ولم تشتعل بعد... غلطة اخراجيه اخرى في التتابع وتركيب النار. (انظر الصورة ٢٠).

اللقطة التالية عند الدقيقه ١٨:٢١ نرى معاذ يتحرك مكانه فقط يلوح بيديه دون ان يتحرك يمينا او يسارا ولا للأمام او للخلف.. اتدري لماذا؟ لانه لو تحرك أو هرب سيفشل الفيلم فشلا ذريعا لانه من الصعب جدا تركيب هذه المؤثرات على عنصر متحرك في الكادر السينمائي (لا اقول مستحيل) بل اقول صعب جدا ويتطلب الامر وقتا طويلا جدا وتقنيات اعلى وخبرة اكبر وعنصر الخطأ فيها أكبر.. لذلك امر المخرج معاذ بأن لا يتحرك طوال فترة لقطات الحرق وان يقوم فقط بالتلويح بيديه وتحريك رجليه يقوم بحركة دائرية في مكانه على نفس نقطة المركز الذي يقف عليها... لو كان معاذ مكبلا بالسلاسل داخل القفص لكانت هذه الحركة التي يقوم بها بمنطقية لانه لن يكون عنده فرصه او خيار مثلا لأن يهرب لأحد زوايا القفص التي لم تصل النار اليها وهذا واضح جدا بالفيديو... لكنه لم يهرب ولم يذهب لأي زاوية لان المخرج امره بذلك.

ما رأيكم بالدخان الذي نراه اثناء اشتعال معاذ؟ ما هذا الدخان الأسود الكثيف؟ هل يعقل ان يصدر دخان بهذا اللون وبهذة السرعه؟ ماذا كانوا يحرقون انسان ام عجال مطاطية؟ الدخان الاسود والابيض مفبرك وتم تركيبه على النار ايضا.

الآن سأقوم بشرح ما حصل في مشهد الحرق جميعه من دون الوقوف عند كل لقطة فهناك العديد من الأخطاء في تركيب الخدع السينمائية المتعلقة بالنار وحركتها وقد فشلت الخدع عدة مرات وظهرت على الشاشة (تكسرت النار عدة مرات) يدعي بعض ممن حللوا الفيديو انها تكسرت بسبب تبطيء الصورة التي قام به المخرج بواسطة twixtor اود ان اصحح لكم معلوماتكم بأن هذا المؤثر يستخدم لإبطاء الصورة لدرجة فوق العادية very very slow motion ولم يكن هناك اي تصوير بطيء بالفيلم بل بالعكس قام المخرج بتسريع الصورة وحركة النار في عدة لقطات.. عالعموم لن اقوم بالدخول اكثر في هذه التفاصيل التي شرحها غيري وسأقوم بشرح ما لم يتحدث عنه غيري وهو:

تم حرق الجزء السفلي من معاذ حتى منطقة الصدر بنار خفيفة طبعا ليست كما رأيناها في الفيلم.. لم تمسس النار جسد معاذ فقد قلت سابقا واوضحت لكم بأنه يلبس بدلة مصممة لمكافحة النار من اخمص قدمية حتى رقبته ويديه تم رشهما بالمادة المقاومة للنار التي تحدثت عنها سابقا وتباع على الانترنت بأسعار زهيدة لذلك لن تتأثر يديه ايضا.. تم عمل اضافات على برنامج "الافتر افكتس" وهو احد البرامج التي تستخدم للخدع السينمائيه وقام المخرج بإضافة بعض الحروق على يدي معاذ وكان واضحا بالفيديو انها مفبركة خاصة اللون الابيض الذي كان يتحرك من مكانه وغير ثابت...

ألم تلاحظوا بأن شعر معاذ لم يتأثر او يحترق؟ النار التي شاهدناها قادرة على ان تشوي جملاً بحاله.. النار الحقيقية التي كانت مشتعلة بمعاذ لم تصل أصلا الى منطقة الصدر وتم تكثيفها بنار صناعية مؤثرات خاصة... لماذا يا ترى قاموا بحرق الجزء السفلي منه فقط بنار خفيفه؟ وذلك اولا لكي يبدو المشهد أكثر اثاره وثانيا لكي يستطيع المخرج ان يحصل على ردات فعل حقيقيه من معاذ وثالثا وهو الأهم لكي يستطيع المخرج تركيب النار الصناعية فوق النار الحقيقية... لكن معاذ في أمان يلبس بدلة ضد النار وكان رافعا يديه معظم الوقت خوفا من ان تصلهم النار الحقيقيه والتي فعليا لو وصلت الى يديه فإنها لن تؤثر عليهما سوى بشعور الحم لكنها لن تحرقهما.. (لاحظ الصورة ٢١) خلال كامل عملية الحرق النار لم تمسس وجه معاذ او تحرقة فوجهه وشعره سليم وكذلك يديه...
الذي كان موجودا بالقفص هو معاذ فعلاً وليس دمية ولكن هذا الكلام صحيح فقط حتى الدقيقة ١٨:٥٣ عند سقوط معاذ على الارض بوضعية الركوع ورأسه منحني للأسفل ويداه مضموتان ويمسك بالقفص...

اللقطه التي تليها تظهر الدمية بوضعية مختلفة تماما عن الوضعية التي كان بها معاذ في اللقطة السابقة.. غلطة اخراجية اخرى..(انظر الصورة ٢٢) نرى لقطة قريبة جدا على وجه الدميه محترقة وسوداء مع ان وجهه معاذ في اللقطتين السابقتين كان سليما وغير محروق.. نرى الدمية في وضعية النهاية وهي الارتكاز على حديد القفص والنار تحرقها.. فجأة الدمية تبدأ بالحركة العكسيه الغير منطقية وتبدأ بالعودة الى الخلف وهو (مشهد السقوط الدرامي) طبعا اختلف كليا شكل الدمية عن شكل معاذ... الدمية الآن يديها مفتوحتان ومعلقتان بالهواء وتبدأ بالتراجع الى الخلف... وهنا تظهر خدعة فاشلة ايضا لم ينتبهوا لها وهي التي كشفتها سابقا ونشرتها لكم حول رجل الدمية اليسرى التي ذابت من النار عند الدقيقة ١٩:١٤ ولكن فجأه عادت القدم الى مكانها في الدقيقة ١٩:١٥ وهذا يدل ان المشهد تم تصويره عدة مرات وبكاميرا واحدة ولكن الحظ لم يحالفهم مع هذة الدميه التي استُنزفت واحترقت قدمها وذابت اثناء لحظة السقوط فاستبدلوها بواحده اخرى وحرقوها من جديد حتى اصبحت مشابهة للقديمه ثم وضعوها داخل القفص وصوروا اخر لقطة بالفيلم... (انظر الصورة ٢٣).

نأتي الان لمشهد الردم... نرى الجرافة تردم القفص... اين ذهبت النار والدخان الذي كان يملئ المكان؟ الحقيقه انه تم تصوير هذا المشهد لوحدة وتم ردم القفص في لقطه وحدها حيث لم يكن معاذ بداخله ولا كان هناك نار او اي اشيء... مجرد قفص فارغ وتم ردمه... (انظر الصورة ٢٤).

لاحظ نهاية لقطة الردم عند الدقيقة ١٩:١٥ ثم لاحظ بداية اللقطة التي تتلوها ايضا عند الدقيقه ١٩:١٥ نرى القفص كما هو والدميه مرميه على الارض والردم لم يصل اليهم.. غلط اخراجي آخر في التتابع او (الراكور) وبعدها نرى التراب والحجار تنهمر على الدمية وتم تصويره في نهاية الفيلم عندما تأكدوا انهم ليسوا بحاجة الدمية وانهم اخذوا جميع اللقطات التي يريدونها... نرى الجرافة تنسحب من المكان عند الدقيقة ١٩:٢١ حتى ١٩:٣١ وبعدها نرى لقطة الخاتمه وهي لقطة سينمائية بإمتياز.. لقطة قريبة جدا على يد معاذ او بمعنى اخر يد الدمية المحترقة في كادر سينمائي جميل واضاءه جميلة (ضوء الشمس مع الظلال المتحركة) وتم استخدام بعض الاكسسوارات في هذه اللقطة وهو عنصر "الكرتون" الذي لا نعلم من اي جاء حيث لم يكن على الارض في القفص ولا في الجرافة اي نوع من المخلفات او الكرتون وكانت الحمولة فقط من الحجار والاتربه... في عالم السينما نقوم بإستخدام اكسسوارات متنوعة انثاء تصوير اللقطات عندما نريد ان نخفي عيب من العيوب الموجودة في موقع التصوير.. وصورة اليد لها تأثير نفسي ودرامي كبير على المشاهد وسبحان لله شاءت الاقدار بمحض الصدفة ان تكون اليد وحدها هي التي بقيت ظاهرة من الجثة بهذا الشكل والتكوين السينمائي الرائع..ناهيك انه هذة أصابع الدمية الفلينية كبيرة الحجم وغليظة.. فالحقيقة انهم قاموا بإحضار يد الدمية وحدها وزرعوها تحت التراب وغطوها بالكرتون من الجوانب لكي لا تظهر انها صناعية او انها مفصولة عن الجسد. (انظر الصورة ٢٥)
المحصلة النهائية:

١- الطيار الاردني معاذ الكساسبة قد يكونوا قتلوه مباشرة بعد تصوير الفيلم ونحسبه شهيدا عند الله وندعوا له بالرحمه لكنه لم يُحرق ولم يُعذب كما ظهر بالفيلم.

٢- جميع ما شاهدناه هو فيلم سينمائي بحت خليط بين الواقع والخدع وهذه هي حقيقة الخدع السينمائية للذين يعرفون كيف تتم صناعتها فهي خليط بين الواقع وتتم اضافة الخدع عليه لاحقا.

٢- الهدف من هذا الفيلم وجميع الأفلام المماثلة التي سبقته زج العرب والمسلمين في حالة من البلبلة والضياع الفكري والعقائدي الذي ليس له اول من آخر.. خلافات ونقاشات حادة وتبادل إتهامات بالعمالة والخيانة بين الناس.. ناس سوف تدافع عن داعش وناس سوف تكفرهم.. ناس ستقتل بعضها البعض وناس ستُرمى في السجون لتصريحات قاموا بها او إعتناقهم فكر داعشي.. حالة من عدم الاستقرار في الدول العربية المسلمه.. حالة من التخبط الفكري والمجتمعي وانشغال الناس بتوافه الامور وانعدام الثقة بينهم وخلق فكر جديد وضرب الدين الاسلامي ضربة في المقتل... وتكريه الناس في فكرة وجود دولة اسلامية بشكل عام واظهارها بشكل مخيف ورهيب ودموي وتكريه المسلمين أنفسهم بدينهم الاسلامي واظهاره بصورة بشعة امام الشعوب الاخرى.. انظر ماذا حصل بالعراق (ايام القاعدة التي اختفت فجأه عندما انتهى دورها بإحتلال العراق واعدام صدام حسين) ماذا حصل في ليبيا.. ما حصل وما زال يحصل في مصر الآن.. ما يحصل في سوريا.. ويعتقدون بأن الأردن لقمة سهلة يريدون إدخالها الى دائرة الصراع... العرب تشتتوا وضاعوا انقسامات واحزاب وصراعات تتحول الى صراعات دينية بين المسلمين انفسهم... صدق رئيس المخابرات الأمريكيه عام ٢٠٠٦ عندما قال علناً على الملأ (سنصع لهم اسلاماً يناسبنا ثم نجعلهم يقومون بالثورات ثم يتم انقسامهم على بعض لنعرات تعصبيــة ومن بعدها قادمون للزحف وسوف ننتصــر) وهذا هو ما يحصل الآن... أفيقوا من سباتكم ومن ضياعكم.
ديننا الاسلامي في خطر وتتم محاربته بكل السبل والوسائل الممكنة لذلك دافعوا عن ديننا وعروبتنا وتاريخنا بدلا من ان تصدقوا اكاذيب الغرب التي تهدف لتشويه ديننا بكافة الوسائل والسبل وخلق الحروب والنزاعات فيما بيننا... احموا دينكم واوطانكم وتوحدوا "ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون" "ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا".

آمل أن يكون هذا التقرير فيه خيراً لي ولكم.

نزار أبو زياد - مخرج ومنتج سينمائي فلسطيني

حاصل على بكالوريوس في الانتاج والاخراج السينمائي من مصر ودبلوم تخصصي في الاخراج من فرنسا بخبرة اكثر من ١٠ سنوات في هذا مجال.
ارفق رابط فيلم "شفاء الصدور" كاملا وبجودة عالية 

حرره: 
م.م