علينا أن لا نتشوش «المعسكر الصهيوني» منذ عهد رابين كان صوته اجتماعيا ويداه سياسيتان

رابين

يسار صهيوني
بقلم ليمور تسمميان ـ درش

كم هو مثير أنه في هذا الزمن الاستخفافي الذي نعيش فيه، فان حزبا حاليا يسمي نفسه «المعسكر الصهيوني». ولكن سريعا يتضح أن المعسكر الصهيوني يشكله الكثير من غير الصهيونيين. لقد بدأ هذا مع معارضة لفني لقانون التهويد بذريعة أن هذا القانون يهودي جدا وقومي أكثر من اللازم، وتواصل ذلك بدعوتها ودعوة هرتسوغ التي تثير الغضب ليهود فرنسا أن يحضروا إلى هنا فقط «للاسباب الصحيحة» وكأن دولة إسرائيل ليست هي البيت اليهودي والملاذ السياسي لكل يهودي أينما كان.

بعد ذلك تبين أن باقي اعضاء الحزب هم بصورة عامة على يسار ميرتس. ستاف شبير تشعر أن نشيد هتكفاه هو اشكالي وعنصري. يوسي يونا يطالب بتوحيد يوم الكارثة ويوم النكبة. زهير بهلول ليس متأكدا أنه يوافق على تعريف إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، ويدافع عن أحد نشطاء حزب الله. ميراف ميخائيلي لن ترسل أبناءها إلى الجيش المحتل. وبعد أن اهتم الجميع بتوضيح نواياهم، طلب غالب مجادلة تغيير اسم المعسكر الصهيوني لأنه ليس في الحقيقة معسكرا صهيونيا. ولكن القلق الحقيقي لا ينبع فقط من ذر الرماد في العيون الذي تقوم به لفني وهرتسوغ. إن الخوف الحقيقي هو مما سيحدث هنا في اليوم التالي للانتخابات.

كيف سيحقق هرتسوغ وعوده باجراء الزيارة الاولى له لدى أبو مازن في رام الله، وماذا ستعرض لفني عليه هذه المرة من اجل جلبه إلى طاولة المفاوضات، بعد أن عارض العرض السخي لاولمرت الذي تضمن تقسيم القدس و98 بالمئة من الضفة الغربية، اخلاء غور الاردن واعادة اللاجئين؟ تهدد لفني وهرتسوغ بأنه اذا لم يتوليا السلطة فان الثلاثة ملايين فلسطيني من الضفة والقطاع سيتم ضمهم إلى إسرائيل. هذا الكذب يرددونه منذ اوسلو. عمليا ليس فقط لم نقم بالضم – بل انفصلنا. وكذلك تم وعدنا بالعجائب اذا تم الاعلان عن نهاية الصراع. نتيجة ذلك تحولنا إلى رهائن للتفجيرات، الصواريخ والانفاق. وعندما تنشأ دولة الإرهاب الكبرى في الضفة الغربية، سنشتاق إلى خطابات التخويف لنتنياهو.

ولكن في ظل الحملة الانتخابية كل هذا يُقال بالرموز. إن هذه حملة اجتماعية. تم الحديث عن الاقتصاد وعن غلاء المعيشة، نفس الحيلة التي تعود مرة تلو الاخرى في انتخابات حزب العمل. الصوت هو صوت اجتماعي ولكن اليدين هما يدان سياسيتان. مثلا وعد رابين عشية الانتخابات بتحرير الضمانات الامريكية، وتم وعد السوق الإسرائيلية بـ 10 مليارات شيكل. ولكن مع مرور الايام، سُميت فترته بـ «نهاية دولة الرفاه». وبدلا من الرفاه بقينا مع اتفاق اوسلو وم.ت.ف في إسرائيل. باراك زاد على ذلك وفطر قلوبنا بتعبيره «العجوز في الرواق». لكن الشفقة انقشعت بسرعة ووجدنا مكانها باراك وعرفات يُدفعان إلى بيت الرئيس كلينتون في كامب ديفيد. وعمير بيرتس؟ الذي سيهتم بالمواضيع الاجتماعية؟ انقض على منصب وزير الأمن.

لهذا علينا ألا نتشوش، لا من صهيونية ولا من اجتماعية «المعسكر الصهيوني». نُذكر لفني وهرتسوغ أن «أن نكون شعبا حرا في بلادنا»، ليس سطرا من النشيد العنصري، وعبارة «في ارض إسرائيل قام الشعب اليهودي» ليست عبارة دينية – هذه هي حقيقة صهيون والصهيونية.

إسرائيل اليوم

حرره: 
س.ع