أربع ملاحظات عن الوضع

ابو مازن وابو عمار

1. رأيان عن الهزيمة التي تكبدها أبو مازن في التصويت في مجلس الامن على مشروع القرار لانهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطينية في حدود 67، والذي صوت ثمانية اعضاء في المجلس في صالحه ولهذا لم تكن الولايات المتحدة بحاجة لان تستخدم الفيتو مرة اخرى – الفيتو الـ 52 لحماية اسرائيل منذ قيامها.

حسب واحد من الرأيين، المتفائل جدا، فليس اوباما فقط، بل كل رئيس امريكي في المستقبل لن يعطي ضوء أخضر للتصويت ضدنا، والذي معناه تسويغ عمل بالقوة ضد اسرائيل. اما حسب الرأي الثاني، فيحتمل ان نكون عزيزين على قلب السياسيين الامريكيين، ولكن لسنا هامين جدا كذخر استراتيجي مثلما قدر بيغن، رابين وبيرس.
فمن قام عنا بالعمل هذه المرة هم الفلسطينيون: أبو مازن يواصل طريق ياسر عرفات، الذي نجح في انقاذنا المرة تلو الاخرى من المشاكل، وينقذ الامريكيين من الحاجة الى استخدام الفيتو. من لا يزال يعتقد ان اسرائيل هي ذخر استراتيجي متقدم لامريكا في منطقتنا الساخنة، مخطيء. فأمريكا ليست في جيبنا. يمكنها أن تتدبر نفسها جيدا بدوننا أيضا. اسألوا مايكل اورن، سفير اسرائيل في واشنطن سابقا، والذي انضم لتوه الى قوى كحلون – فهو سيقول لكم من يمسك بخصيتي من، في العلاقات الامريكية الاسرائيلية.
2. لم تبدأ الانتخابات بعد، ولكن في كل ما يتعلق بالشرطة، فان الحملة في ذروتها وينبغي الترحيب بذلك. فحسب التحقيقات الجنائية واسعة النطاق والعمق، مرغوب فيه أن يغير اسرائيل بيتنا اسمه ليصبح «نفعا لبيتنا». فالارض ترتعد تحت اقدام ليبرمان في القصة عن الفساد السلطوي المزعوم، الذي لم يسبق له مثيل. وكان هناك من وصف ما يحصل كـ «بوتينية» الدولة. فلا حاجة لان تخفض الشرطة أي وتيرة. فأحد لا يلاحق ليبرمان شخصيا. وهو يدعي بانهم قالوا له انه «ينبغي خوزقة هذا الروسي الصغير». لا أدري اذا ما قالوا ام لم يقولوا، ولكن اذا ما قالوا، فهذا قول غبي.
منذ زمن بعيد تتطور في البلاد طريقة، لا يمكن عمل اي شيء دون «وسيط»، لا يمكن اغلاق اي شرفة دون مال جانبي. فبماذا يشتبه باسرائيل بيتنا: أن جزء من اعضائه تلقوا مخصصات حكومية، شريطة أن يذهب المال الى جمعيات معينة. السؤال هو ما الذي عرفه ليبرمان، وان كان الفساد هو الفساد، ليس هاما ما هو الاسم الرسمي الذي يعطى له. اذا كان عدد المشاركين كبيرا ومشاركتهم كانت أعمق مما نشر، فاننا بالفعل نشهد «بوتينية» للدولة. ليبرمان هو رجل كفؤ وشديد النشاط، ولكن شيئا واحدا واضح: هو ليس درايفوس.
3.القصة التراجيدية – الكوميدية للانتخابات هي ما يحصل في شاس. قبل أن ندخل في عمق الازمة، آمل أن يسمح لي بان أمتدح عقيلة آريه درعي مرتدية بأعلى شياكة ممكنة في بني براك، دافعت في مقابلة تلفزيونية عن زوجها، برقة تبعث على الاحترام. فقد قالت انها لا تعرف، او تعد الا يكون «عاطلا عن العمل». فكرت في تلك اللحظات كم يمكن لزوجة الزعيم ان تكون رقيقة ومدافعة في الخفاء. وكل هذا بينما يؤدي درعي الدور الدراماتيكي لمن اهين، الضحية، المسكين الذي شربوا دمه وما شابه وهلمجرا.
على ماذا في واقع الامر شعر درعي بالاهانة – على أنه حكم بالسجن بثلاث سنوات على الرشوة، الغش وخرق الثقة؟ مؤيدوه يمكنهم أن يقفوا خارج السجن وينشدوا بقدر ما يطيب لهم بانهم بريء، بريء، بريء، ترتتا. أغضبه الشريط البيتي الذي يشكك فيه المعلم باستقامته. ايلي يشاي قال انه ليس هو المسرب، ولو كان يريد – فهناك الكثير مما يسربه. من ناحيتي هذه مثل حرب العراق – ايران. أتمنى لكليهما أن يهزم الواحد الاخر. كل فكرة الحزب الطائفي مرفوضة في بلاد متنورة كبلادنا.
4.هذا هو المكان لان أطلب الاعتذار من القراء على أن هذه المرة لم أذكر نتنياهو. فهو سيسقط من تلقاء نفسه من قبل نفسه، دون معونتي ايضا.

هآرتس

 

حرره: 
م.م