الإسلام: سنة أخرى من التطرف

صورة توضيحية

ياسيون، رجال استخبارات ومؤرخون لم يتمكنوا من توقع الاحداث المركزية التي ألمت بالعالم في السنوات الاخيرة وبشكل عام ووقفوا مرتبكين في ضوء المفاجآت التي استدعاها وزير التاريخ. مقدرون حذرون يستشرفون المستقبل بقوا يحملون اسئلة وسيناريوهات في جعبهم في محاولة لتشخيص الميول واللاعبين الاساسيين في توقع المستقبل. يُخيل أن اللاعبين الإسلاميين في الشرق الاوسط بالذات أوضح من غيرهم وذلك لأن أجندتهم تعكس التزاما معلنا وصريحا لمحاكاة الارث الذي خلفه لهم محمد في القرن السابع.

يمكن اذا التقدير بأن حركات الارهاب الإسلامية المتطرفة من بيت الاخوان المسلمين (مثل داعش، القاعدة، حماس، الجهاد العالمي وجبهة النصرة) ستتوجه في العام 2015 القادم إلى إكمال السيطرة على العراق، سوريا ودول في افريقيا كي تقيم قواعد انطلاق لهجوم الخلافة الإسلامية على اوروبا وعلى الغرب الذي يقضم أظفاره حرجا. يمكن التقدير بأنه حيال الجهود الشيعية الموحدة برئاسة إيران والموجهة للتعاظم في الشرق الاوسط، وفي ضوء العجز الغربي، ستواصل حركات الارهاب الإسلامية في السنة القادمة اعمالها الانشقاقية ضد الدول «الكافرة» («العدو القريب»). ولاحقا ستنقل هذه الحركات أساس نشاطها إلى اوروبا «الكافرة»، وعلى رأسها الكنيسة المسيحية في روما («العدو البعيد«.)

ستستغل حركات الارهاب الإسلامية جيوب المهاجرين الإسلاميين في اوروبا، والى جانبها موجات المهاجرين الجدد من افريقيا ومقاتلي الجهاد الاجراميين ممن سيعودون من ميادين القتل في سوريا والعراق للتصعيد وللمواجهة العلنية ضد الغرب. وسيحرك هذا الوضع المتفجر اليمين الاوروبي ضد المسلمين نحو مواجهة محتمة. في هذه الاثناء، في الساحة البيتية ستواصل الدول العربية «المعتدلة» والملكية (ذات المبنى التقليدي القبلي والشرعية الدينية الهشة) الكفاح في سبيل بقائها في ظل التعلق المادي والأمني بالغرب المخادع، الذي انسحب من افغانستان ويفقد الاهتمام بمعاقله وبالنفط الاقليمي. هذه الدول، وبينها الاردن، التي هي عرضة للتهديد الإسلامي من الداخل، للانفجارات السكانية، للغرق بالمهاجرين وللتهديد الشيعي من الخارج، ستستخدم التهديد الإيراني لتوحيد الصفوف وتعميق «المصالحة» مع قطر.

معقول أن توجد هذه الدول في السنة القريبة القادمة في وضع خطر متزايد ولغرض ردع إيران «المتحولة نوويا» ستستعين سرا ايضا بالقدرات الكامنة الردعية الاسرائيلية. ولما كان هكذا يحتمل أن تُسرع السلام الفلسطيني الاسرائيلي ولكنها ستتطلع إلى النووي الخاص بها.

في الدائرة الأوسع العالم يغلي: الصين تسحق الراديكالية الإسلامية، التوتر السائد بين الهند والباكستان لا يبشر بالخير لمنطقتنا، الروس والإيرانيون يضعفون كنتيجة للعقوبات الغربية، الامر الذي يضعف روسيا والمحور الإيراني الذي يضم العراق، نظام الاسد في سوريا وحزب الله. والنتيجة – ميناء المياه الساخنة الروسي في سوريا في خطر.

تركيا، حلقة هامة في المنظومة الغربية المناهضة لإيران، تفقد العطف الغربي بسبب دعمها للارهاب الإسلامي (حماس وداعش) وانضمام مهاجرين اتراك إلى التهديد الإسلامي على اوروبا من الداخل. مكانتها في الناتو تضعف وأحلام الامبريالية لاردوغان في الشرق الاوسط تنطفيء. وفي السنة القادمة سيتضح أن المسألة الفلسطينية ليست حتى في هامش مشاكل المنطقة وهم سيحاولون «احراق النادي» والبروز. لقد قال الحكماء إنه منذ خراب الهيكل أُعطيت النبوءة للاغبياء. ننتظر لنرى.

اسرائيل اليوم 

حرره: 
س.ع