بانتظار الانفجار

بنيامين نتياهو

بقلم: يوسي فيرتر

في الليلة بين السبت والاحد وقفت الحكومة الاسرائيلية ولأول مرة منذ تشكيلها قبل 20 شهرا أمام خطر التفكيك، كان ذلك بعد المقابلة التحريضية والاستفزازية للوزير عمير بيرتس في القناة الثانية، حيث وجه لرئيس الحكومة عدد من الاتهامات. وفي نفس الليلة اتصل نتنياهو برئيسة حزب عمير بيرتس، تسيبي لفني، وأبلغها عن نيته إقالة الوزير بيرتس في اليوم التالي في اثناء جلسة الحكومة.
وقد أمسكت الرئيسة لفني برأسها، فهي أدركت مغزى هذه الخطوة: في حال تمت إقالته من الحكومة فسيكون عليها سحب حركتها والخروج من الائتلاف. يا للعار: أن تُجر الى الخارج بسبب بيرتس، خروج يُفرض عليها من قبل الرقم 3 في حزبها – لم يكن هذا ضمن خططها، وهي تنسق هذه المواضيع مع يئير لبيد. ومن جهتها فان الظروف لم تنضج بعد للخروج من الائتلاف، حيث أنها تدرك حقيقة أنها لا تجد ما تفعله في هذه الحكومة منذ ثمانية أشهر، هذه الحكومة التي لها صلة بالعملية السياسية فقط في تصور جون كيري.
لفني طلبت من نتنياهو الانتظار لمدة 24 ساعة، وهو أبدى من جهته استعداده للتفكير بهذا الامر، لكنه لم يلتزم. وفي صباح أمس وقبل جلسة الحكومة، اجتمعت لفني مع الوزير بيرتس وأوضحت له أن هذا ليس فيلما يجلس فيه على كرسي من جلد الغزال وينتظر بأن يقوم بيبي باقالته. وانصاع بيرتس ودخل الى جلسة الحكومة وأعلن أنه سيستقيل في نهايتها من اجل عصر الليمونة أكثر فأكثر. وقد تحرش بنتنياهو وحدثت بينهما مشادة الامر الذي سيكون جيدا بالنسبة لبيرتس في نشرات الاخبار المسائية وصحف الغد.
الآن وبعد استقالة بيرتس بيوم التي تأتي بعد استقالة جدعون ساعر بثمانية ايام، فان الحكومة الآخذة بالتقلص تنتظر التطورات :من أين ستأتي المواجهة القادمة التي من شأنها أن تُضعف أكثر فأكثر منعة الحكومة؟.
يحاول نفتالي بينيت اصدار اصوات ازمة حول موضوع ضريبة القيمة المضافة صفر، القانون الذي يريده وزير المالية لبيد، حيث يحاول أخذ ملايين الشواقل للمستوطنات كشرط للموافقة على القانون، ونتنياهو نفسه أعلن أمس بعض الانتقادات لوزير المالية بسبب رفضه اتخاذ خطوات اقتصادية معينة. ولم نسمع بعد من افيغدور ليبرمان الذي شوهد أمس وهو يجلس مع يئير لبيد بأربع عيون خارج جلسة الحكومة. لفني انضمت بين الحين والآخر الى هذا اللقاء الذي ظهر وكأنه يُخرب على الحكومة، بينما شاهد ذلك رجال رئيس الحكومة بعيون سيئة.
وسؤال الاسئلة هو: هل ستكون هناك ميزانية جديدة حتى نهاية العام؟ الجواب يرتبط بشخصين فقط: نتنياهو ولبيد. فاذا أرادوا سيكون وتستمر الحكومة عدة اشهر اضافية، واذا لم يريدوا فلن يكون وسنذهب الى الانتخابات في الربيع.
سؤال من سيخلف بيرتس في وزارة البيئة لا يقلق الشعب، لكنه بيقين يقلق اعضاء الحزب. عميرام متسناع الذي هو رقم 2 يرغب جدا في دخول الحكومة لكنه وضع نفسه في الاشهر الاخيرة في موضع المعارضة الشديدة لنتنياهو، أكثر من بيرتس. ومن الصعب رؤيته يؤدي يمين الولاء لبيبي و»معانقة الاشجار» كما يُقال عمن هم من المدافعين عن جودة البيئة. متسناع هو شخص اخلاقي.
اذا لم يكن متسناع، فسيكون مئير شتريت هو البديل. الرئيس القادم سيكتفي بهذه الوظيفة الثانوية وهي وزارة البيئة. أقل من رئيس ولكن أكثر من رئيس الحزب كما هو في الوقت الحالي. هذا بالطبع اذا لم تطل من جديد القضية الغريبة حول الاتفاق السخي جدا جدا جدا مع مدبرة المنزل، هذا الاتفاق الذي أعاب بأثر رجعي على ترشحه لرئاسة الدولة حيث أنه لم ينجح في ذلك.

هآرتس

يوسي فيرتر

حرره: 
م.م