"العلاج بالخارج" ترفض تحويل جرحى يحتضرون في غزة والصحة ترد

العلاج بالخارج

يوسف حماد

زمن برس، فلسطين: عندما يستصرخك إنسان فقد أعز ما يملك أمان عينيه في هذه الحياة، فإنك لا محالة تحاول قدر الإمكان تقديم المساعدة لا لشيء إلا لإنسانيتك في تلبية حاجته وتساعده في محنةٍ تتمنى أن لا تقع فيها.

ربما يصعب على كائنٍ بشريٍ أن يتجاهل استغاثةً تصاغ بصرخات كانت تخرج من عروق عميقة لصاحبها، يحاول جاهدا انقاذ والده من موتٍ محققٍ اذا لم يتلق التحويل المناسب للعلاج خارج قطاع غزة.

وهذا ما لم تفعله غرفة التنسيق للعلاج في الخارج في قطاع غزة حسب عائلة النادي، التي تراقب والدها ذا الإصابة البالغة في الرأس، وهو يعاني وينذر جهاز الكتروني بقرب رحيله إكلينيكيا من الحياة خلال أيام.

يقول عماد وهو نجل الجريح سعيد النادي، والذي رافقه خلال رحلة علاجه الى مدينة نابلس بالضفة الغربية، إن مستشفى نابلس تذرع بوجود جرثومة لإعادة والده لغزة ولكنه رفض إرجاعه لأنه في وضع صحي يسير بتحسن ولو بقي لفترة أطول سيتماثل للشفاء على حد قوله.

ويضيف عماد" أنه حدثت إشكالية مع إدارة التنسيق والتحويل وتم إرجاع الجريح النادي الى غزة في مستشفى الوفاء والذي نقل الى وسط القطاع بعد قصف المبنى الرئيس شرق مدينة غزة".

ويزيد عماد" أن والده يعاني من تجلطات وتقرحاتٍ عميقة في الجلد وصلت الى العظم"، ويستطيع أي بشري ان يشاهدها بالعين المجردة عدا التحويل للخارج كما يقول سعيد والكلمات اليائسة والمتوترة تواصل الزمجرة أثناء حديثه أمام زوجته التي ما تلبث ان تصمت حتى تعاود بسلاحها الوحيد وهو الدموع التي تغدق على وجنتيها،على حال زوجها، حيث يصعب وصف حال إنسان ينتظر موت رب أسرته.

ويعاني قطاع غزة من نقص حاد في المعدات اللوجستية لإجراء فحوص طبية شاملة، وأدوات مخبريه حديثة تستطيع الكشف عن أمراض خطيرة أو عضال، حيث يتم تسريح المرضى الى الخارج سواء الى مصر او غيرها من الدول وكثيرا الى اسرائيل على نفقة السلطة الفلسطينية أو على نفقاتهم الخاصة.

في حين قال الفتى محمود نصر والذي أصيب أيضا في الحرب الأخيرة على قطاع غزة، شأنه كما 11 ألف فلسطينياً" إن كل الوعودات بمنحه تحويلةً للخارج كانت من أجل تصبيرهم فقط لا أكثر على حد تعبيره".

بدورها ردت وزارة الصحة الفلسطينية الاتهامات بالجملة لمديرة التحويل في الخارج حيث قالت مساء أمس الخميس إتها تضع ملف تقديم الدعم لأهالي قطاع غزة في سلم أولوياتها.

وجاء ذلك في بيان صادر عن الوزارة للرد على بعض الانتقادات التي وجهت لها على خلفية ملف التحويلات الطبية في قطاع غزة.

وقال البيان: "إن الهجمة الشرسة التي تعرضت لها دائرة شراء الخدمة الطبية وطالت الطبيبة أميره الهندي مسئولة الملف يقف وراءها المتضررون ليس من المرضى وإنما من كانوا يستغلون المرضى والذين لم يرق لهم العمل المنظم والذي يعمل على الاستغلال الأمثل لموارد التحويلات والتي كانت تصل الى 35 مليون شيكل للمستشفيات الإسرائيلية في شهر واحد".

وتابعت الوزارة في بيانها " إن ما تقوم به دائرة شراء الخدمة الطبية من تحويلات إنما تصدر بناء على توصيات لجان متخصصة وليست قرارا فرديا، ولقد حاول هؤلاء تشويه الصورة بكل الاتجاهات".

وأضاف: ولم يكن اختيار أميرة الهندي إلا بسبب أدائها ونزاهتها بعيداً عن أي ضغوط أو محسوبيات وإن إدارة هذه الوحدة مبني على بروتوكولات عملت وزارة الصحة على ترسيخها ولا تصدر أية تحويله طبية خارجها".

وأنهت وزارة الصحة بيانها بالقول:" إن عيوننا دائما تتجه نحو أهلنا في قطاع غزة وهناك العشرات من التحويلات التي تصدر يوميا لأهلنا في المحافظات الجنوبية وإننا نعمل جاهدين على استكمال العمل لتسير عمل التحويلات في الضفة أو غزة على حد سواء دون تمييز بين أي مواطن وأخر ونعطي الحق لمستحقه فقط".

حرره: 
م.م