ينبغي قول الحقيقة ببساطة

نتنياهو وشخص من الاتحاد اليهودي

بقلم شلومو تسيزنا

التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد يوم من خطبته في الجمعية العمومية في فندق في نيويورك مع مجموعة من 200 من رؤساء الاتحادات اليهودية.

وسألت طالبة جامعة شابة: «ماذا استطيع ان أقول في الحرم الجامعي لاصدقائي كي انقل أحدّ رسالة لإسرائيل»؟ وأجاب نتنياهو: «قولي الحقيقة ببساطة». وبعد ذلك نقل نتنياهو هذه الرسالة إلى حاضري اللقاء جميعا: «في كل مرة آتي فيها إلى الأمم المتحدة، تكون غايتي ان أعرض الحقيقة كما هي».

ويحرص نتنياهو في كل شهور ايلول على ان يأتي إلى الجمعية العمومية مصرا على إسماع حقيقة إسرائيل، وقد اعتاد ان يقول بعد تلك الخطب: «نور واحد يطرد ظلاما كبيرا ايضا».

كانت الخطبة التي خطبها هذا الأسبوع موجهة إلى آذان أربعة جماهير: زعماء العالم، ومواطني الولايات المتحدة، وزعماء الدول العربية المعتدلة ومواطني إسرائيل. وكانت رسائله واضحة وهي ان ايران أخطر من داعش؛ وان التغييرات في الشرق الاوسط توحد بين إسرائيل ودول إسلامية معتدلة في مواجهة المتطرفة وفي مقدمتها ايران وذراعاها الإرهابيتان حزب الله وحماس.

والرسالة الأخرى ان دولة إسرائيل تريد السلام لكن لا يبدو الان ان أبو مازن معني به، وليس الحل في رام الله بل في العاصمتين الاسلاميتين المعتدلتين (الرياض والقاهرة)، اللتين قد تقودان مع إسرائيل إلى اتفاق برقابة دولية يمنح إسرائيل الأمن والسيطرة على الحدود ونزع سلاح كل المنطقة التي ستسلم إلى الدولة الفلسطينية.

بثت شبكتا «فوكس» و»سي.ان.ان» خطبة نتنياهو كاملة (ولم تكونا وحدهما). واستمع الامريكيون لرئيس الوزراء يبين ان إسرائيل ما جاءت لتطلب صدقة من أحد، فنحن والغرب معرضون للتهديدات نفسها ولهذا فان حربنا القاسية في الشرق الاوسط هي حرب الغرب ونحن ذراع العالم الحر في المقدمة. ويوجد شرق اوسط جديد، وتوجد أخطار وآمال، قال رئيس الوزراء وفصل. والخطر الرئيس هو ايران على شفا القدرة الذرية.

واقتبس نتنياهو هذا الأسبوع من كتاب وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الذي قال: «لنا مشكلة اساسية مع الغرب ولا سيما أمريكا وذلك لاننا وارثو رسالة عالمية تتصل بسبب وجودنا… وكيف لا يكون لماليزيا (وهي دولة ذات أكثرية مسلمة ظاهرة) المشكلة التي لنا مع الغرب؟ ذاك لان ماليزيا لا تحاول ان تغير النظام العالمي».

سيتم تغيير النظام العالمي، كما يحذر نتنياهو، حينما تصبح ايران دولة على شفا القدرة الذرية: «غايتنا المشتركة هي منع ايران من الحصول على سلاح ذري. وتبحث ايران عن اتفاق يسقط العقوبات القاسية التي عملت عملا صعبا جدا لاحرازها وسيجعلها ذلك دولة على شفا القدرة الذرية، وانا آمل ألا يحدث ذلك في ظل قيادتك». قيل هذا الكلام للرئيس الأمريكي باراك اوباما بأوضح صورة وأكثرها استقامة.

قال نتنياهو هذا الكلام واوباما يهاجم داعش عسكريا ويفاوض ايران. وقد يبدو كلام نتنياهو مثل تحد للرئيس الامريكي وهذا هو ما يجعل نتنياهو حذرا، فهو يمدح اوباما على قيادة التحالف على داعش، لكنه يبين انه لا يجوز التخلي لايران، ومن المؤكد انه لا يجوز شملها في الحلف الواسع على داعش.

ان اوباما الذي أراد قبل وقت غير بعيد ان يخلص الولايات المتحدة من عمل شرطي العالم فقد كثيرا من مناصرة الجمهور له وصحا آخر الامر وهو الان يقوم بحملة دعائية خاطفة. وقد سمع هذا الأسبوع في التلفاز الأمريكي يذيع رسائل مناقضة تماما. وسأل اوباما: حينما توجد مشكلة في العالم فبمن يتصل من يقع في ضائقة؟ هل بموسكو أم ببكين؟
لا! يتصلون بواشنطن. الجميع يتصلون حتى اولئك الذين يوجهون الدعاوى علينا.

ويعد اوباما من جهته مشكلاته المحرجة: ان الولايات المتحدة تقود حلفا دوليا على داعش، وتواجه العدوان الروسي على اوكرانيا ووباء الايبولا في غرب افريقيا. ولم تذكر القضية الفلسطينية لكن اوباما لا يتجاهلها ويقول ان الوضع الراهن في الضفة الغربية وفي غزة لا يمكن ان يستمر، بيد انه لم يعرض حلولا.

وأسمع أبو مازن في الجمعية العمومية «خطبة قتل الشعب» التي اتهم إسرائيل فيها بانها نفذت في اثناء عملية الجرف الصامد قتل شعب في قطاع غزة. وراسل نتنياهو من فوق منصة الامم المتحدة أبو مازن وذكره بشهادة الدكتوراة خاصته التي «برهن» فيها على انه لم يقتل ستة ملايين يهودي في الكارثة بل 600 ألف «فقط». وبين نتنياهو ان النازيين نفذوا قتل شعب وتنفذ شريكة أبو مازن حماس جرائم حرب بغيضة في مدنيين فلسطينيين وإسرائيليين.

وأقام رئيس الوزراء سلم حقيقة وقيم أبو مازن في المكان الصحيح، فأبو مازن رافض للسلام كما يرى نتنياهو، وهو «غير ذي صلة، فقد الصلة بالواقع»، كما يرى وزير الخارجية افيغدور ليبرمان. وتهديد أبو مازن للمس بالتنسيق الأمني مع إسرائيل والتهديد بالتوجه إلى مجلس الامن لتحديد موعد لانهاء الاحتلال الإسرائيلي في يهودا والسامرة يبين كم هو في مسار صدام مع نتنياهو. ورئيس الوزراء حذر لكنه قال في هذا الأسبوع ان أبو مازن لا شك في انه يقترب من الطرف الاقصى الذي سيعلن فيه بانه «ليس شريكا».

كان اللقاء الذي تم هذا الأسبوع بين نتنياهو واوباما مصحوبا بلقاء مصور مستريح. وقد شكر نتنياهو اوباما على المساعدة اثناء القتال، والمساعدة في النفقة على القبة الحديدية وملء الناقص من مخازن الجيش الإسرائيلي، وهو غير معني بشجار مع اوباما في وقت تريد فيه إسرائيل ان تضمن الفيتو الأمريكي كي تصد إجراءات أبو مازن من طرف واحد، وكان ذلك «ضريبة دخول إلى الغرفة البيضوية».

بل عاد نتنياهو لمزيد التأكيد فذكر انه يلتزم برؤية سلام تقوم على دولتين للشعبين وعلى اعتراف متبادل وترتيبات أمنية متينة. ويبدو برغم الشجارات حول البناء في القدس ان الرئيس الأمريكي غير معني الان بأي شجار وقد أخذت تقترب انتخابات مجلسي النواب.

إسرائيل اليوم

حرره: 
س.ع