لا بديل عن احتياطي ضخم من القبة الحديدية

القبة الحديدية

دان مرغليت

اذا وافق موشيه يعلون على الميزانية الامنية التي تبلغ 57 مليار شيكل فسيبقى له فقط 26 مليار شيكل لعمل الجيش الاسرائيلي الحقيقي في التدريب وشراء المعدات. وهذا ما كان يملكه ايضا في السنة الماضية حينما خصص له 52 مليارا، لأنه أعلن مسبقا في السنتين الماضيتين أن موافقته على التقليص اعتمدت على فرض أنه سيحصل على تعويض بعد ذلك، وقد حان الآن وقت الدفع.

الحكومة لم تفِ بالتزامها

بناءً على ذلك ستُدفع الزيادة كلها الى الصناعات الامنية وسيتم شراء ناقلات «نمر» المدرعة بالدين وتصنع في الخارج ايضا، وستجبي الحكومة من الجيش ضريبة مسقفات وكأنه مصلحة رب مال.

إن الميزانية الامنية تبدو مثل الغول لأنها تشمل مخصصات التقاعد وسائر المشكلات، ولا يعامَل متقاعدو الوزارات الاخرى على هذا النحو.

وعلى ذلك تحصل وزارة الدفاع في واقع الامر لاجل النشاط المهني الجاري على قدر أقل من المال من وزارة التربية أو الصحة. ويجب أن يفحص الغوغائيون عن المعطيات قبل أن يصرخوا.

طُرح تقرير اللجنة برئاسة دافيد بروديت على جانب الطريق ولم تف الحكومة بالتزاماتها، وينتظرون الآن تقريرا جديدا باسم هرئيل لوكر، فماذا سيكون بعد ذلك؟ لن ينفذ هو ايضا.

لكن يجدر أن نتذكر أن جنود الاحتياط لم يُدعوا منذ زمن طويل الى التدريب؛ وبسبب عملية الرصاص المصبوب كف الطيارون عن التحليق وهو شيء أفرح كل أعداء اسرائيل والعائبين عليها في الداخل؛ وماذا كانت اسرائيل ستفعل من غير احتياطي ضخم من القبب الحديدية مكنها من اقامة اقتصادها دون تشويش عليه في ذروة خمسين يوم قتال، وكم يساوي ذلك بالنسبة للاقتصاد الوطني؟.

كان الواقع بعد الهزيمة في حرب لبنان الثانية أنه يحتاج الى مخطط لعقد، والواقع الآن أنه لا امكان للتخطيط حتى للسنة الجارية إلا اذا لم تكن الميزانية أكثر من توصية ضعيفة ستخترق أطرها مع تعطيل أكثر الوحدات قتالية في الجيش الاسرائيلي.

حدث ذلك في 2014 وسيتكرر في 2015، وإن هذا الوضع لتعطيل المعدات سنة بعد اخرى اسوأ من سيء.

ما البديل؟ هل نضائل احتياطي القبة الحديدية؟ أم نضائل العصا السحرية؟ حتى إن شعار أن مقدار التهديد العسكري لاسرائيل في تراجع ليس صحيحا لأنه من قال إن سوريا مع نظام حكم مستقر وجيش نظامي مطيع هي خطر أكبر من المنظمات الارهابية التي توشك أن تسيطر عليها؟.

شاهدت هذا الاسبوع شيئا قليلا مما يحدث في منطقة القنيظرة. وما يزال الوضع هادئا وممتعا وريفيا، حتى إن المستشفى الاسرائيلي الذي يخدم السوريين الجرحى معطل أكثر الوقت. ومع كل ذلك لا يعود من يأتي ويراقب الغور الى بيته مع شعور بأنه يُحتاج الى اقتطاع من ميزانية الامن خاصة.

صحيح أن بنيامين نتنياهو أشار تعريضا الى أنه ستكون زيادة، وتوجد تجربة من الماضي ايضا لكن الجيش الاسرائيلي ورفائيل ومصانع المناطق الحدودية التي تصنع دبابات المركباه وناقلات «نمر» المدرعة ليست أبناءً غير شرعيين لهذا البلد، وليس من المناسب أن تُعامل كالمتسولات.

اسرائيل اليوم