أوسلو تخدمكم بعد كل شيء

اتفاق أوسلو

بقلم: يوسي بيلين

اذا كان كل ما يقوله منتقدو اوسلو صحيحا جدا فلماذا لا يلغونها؟ أليسوا موجودين في موقع يحق لهم فيه أن يتخذوا مثل هذا القرار؟ يخيل إلي حينما أستمع لانتقاد من اليمين أن الحديث مع معارضين يحاولون اقناع حكومة يسارية بتفهم حقائق الحياة، وحماقة انشاء دولة فلسطينية، وسذاجة التوصل الى تسوية مع م.ت.ف والاخطار الامنية التي تصاحب الانسحاب من المناطق.
أعلن بنيامين نتنياهو إذ كان رئيسا للمعارضة، في النقاش التاريخي في اتفاق اوسلو في الكنيست، أنه حينما يتولى رئاسة الوزراء سيلغي اتفاق اوسلو. وبعد ذلك بأقل من ثلاث سنوات انتخب لهذا المنصب ولم يذكر ذلك الوعد ألبتة. وبعد ذلك أدرك اليمين أنه يمكنه أن يستعمل الاتفاق على نحو يريحه، فانه يمكن أن يُقال إن اتفاق اوسلو ما زال نافذا الى أن يُستبدل باتفاق آخر، ولهذا يجوز الاستمرار على البناء في المستوطنات، والتبرؤ من المسؤولية المالية والسياسية عن الفلسطينيين في المناطق، الذين اختاروا سلطة فلسطينية ورئيسا منهم، وأن يحاولوا الاستمرار على الوضع الحالي بقدر المستطاع، تحت المظلة التي أقمناها خمس سنوات والتي تؤبدها حكومات اليمين.
تطلب الحكومة الحالية الى حماس في واقع الامر شرطا واحدا فقط كي تتحدث معها وهو الاعتراف باتفاق اوسلو (الذي يشمل بالطبع البراءة من الارهاب، والاعتراف باسرائيل). وتراود هذه الحكومة السلطة الفلسطينية التي أنشئت في اوسلو لاجل الاستمرار على التنسيق الامني في الضفة الغربية وتوافق ايضا على أن تتجه الى القطاع كي تحمي المعابر. ولا يوجد نفاق أكبر من القيام بحملة دعائية على الاتفاق الذي جاء اسرائيل بايام مجد علاقات دولية، وبالغاء كبير للمقاطعة العربية وبنمو اقتصادي لم يسبق له مثيل وبتحرر من السيطرة المباشرة على ملايين الفلسطينيين، مع التمسك به من جهة اخرى.
يكرر اليمين عرض صورة مشوهة لهدوء وسكينة ميزات الحياة هنا، الى أن بادر شخص ما الى اتفاق اوسلو فانفجر العنف. ونقول لمن نسي إن رابين بلغ الى الحكم وبين يدي ذلك ازدياد الارهاب الفلسطيني قوة والذي بلغ ذروته بقتل هيلينا راب في بات يام. وقد فاز لجملة اسباب منها أنه وعد بأنه سيتوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين في غضون تسعة أشهر. وقد بدأت عمليات حماس الانتحارية الكبيرة بعد مذبحة باروخ غولدشتاين الفظيعة في الحرم الابراهيمي بأربعين يوما بالضبط. وكانت زيارة اريئيل شارون التحرشية حينما كان رئيس المعارضة مع رفاق من حزب الليكود ومع ألف حارس لجبل الهيكل هي التي بدأت الانتفاضة الثانية بعدها بيوم. وقد قاد رئيس الوزراء ذاك الذي كان يرأس الليكود حماقة الطرف الواحد بخروجه من قطاع غزة، واستعداده لتمكين منظمة ارهابية اسمها حماس من المنافسة في الانتخابات الفلسطينية (بمخالفة صريحة لاتفاق اوسلو).
أعلنوا من فضلكم أنه لأن حكومة اسرائيل ترى أن السلطة الفلسطينية لم تفي بكل التزاماتها بحسب اتفاق اوسلو، فانها تلغي السلطة الفلسطينية وتقيم حكما عسكريا في المناطق التي احتلتها اسرائيل في 1967، ولأنه لا يوجد أي احتمال لحدوث ذلك يحسن الاعتراف بأنه ليس لليمين أي بديل عن هذا الاتفاق بعد 21 سنة من التوقيع عليه.

اسرائيل اليوم 

يوسي بيلين

حرره: 
م.م