تحقق ثمن هام منذ الان

جيش الاحتلال

يوآف غالنت

بعد نحو ثلاثة أيام من العملية في قطاع غزة يجدر اجراء تقويم للوضع، فحص الانجازات حتى الان والتقدير الى أين يجدر السير بالمعركة. وضع الافتتاح الاسرائيلي في هذه المعركة مريح بلا قياس بالنسبة للسنوات الماضية: المصريون يغلقون توريد الوسائل القتالية الى قطاع غزة، ومنظومة القبة الحديدية تمنح حماية ناجعة للغاية ضد نار الصواريخ الغزية.

توجد ايضا نواقص: لدى حماس مخزون من الصواريخ بعيدة المدى وقدرة انتاج ذاتية محسنة. في السنوات الاخيرة انكبت حماس على اعداد منظومات تحت أرضية داخل الارض المبنية، في ضواحيها وعلى حدود القطاع بنية استخدامها للعمليات وللتهريب.

حماس هي جهة عدوانية ولكنها ضعيفة. وضعها الاساس متهالك، ومن بداية الحملة تفقد ذخائر كل يوم. قدرتها على انتاج الوسائل القتالية متدنية بالنسبة لكمية النار التي تنفذها؛ وهي توجد في عزلة استراتيجية. سوريا ومصر ادارتا لها ظهر المجن؛ بسبب العمل الاسرائيلي (مثلما ثبت ضمن امور اخرى في القبض على سفينة السلاح كلوز سي). وبسبب الجهد المصري لمنع تهريب الوسائل القتالية الى سيناء ومنها الى غزة.

بالمقابل، في الطرف الاسرائيلي يبدو أن جهود الدفاع تعمل جيدا. فالغالبية الساحقة من الصواريخ التي تعرض السكان للخطر، تعترضها القبة الحديدية، ومحاولات العمليات القليلة احبطت. فضلا عن ذلك، لا يوجد اليوم تهديد حقيقي من حماس على ادوات الهجوم الاسرائيلية الاساسية – طائرات سلاح الجو. كقاعدة، كمية المصابين القليلة نسبيا والضرر القليل بالبنية التحتية في اسرائيل (مقابل الوضع المعاكس في غزة) تشكل دليلا على موازين القوى بين الطرفين.

وتتمنى حماس خطأ اسرائيليا ومسا واسعا بالمدنيين الفلسطينيين او كبديل نجاح حماسي ومس واسع بمدنيين اسرائيليين.

العمل المتخذ اليوم محسوب وصحيح، والى جانبه تنفذ عملية اعداد لعملية برية. صحيح لان استخدام القوة البرية وتعريض مقاتلين كثيرين للخطر سيتم لغرض تحقيق حدث مناسب، واضح ومحدد. في حملة «الرصاص المصبوب» التي قدتها استخدمت القوة البرية للوصول الى نقاط اطلاق الصواريخ او على مقربة منها ومنع هذه النار. وكما يذكر، لم تكن منظومة القبة الحديدية قيد الاستخدام في ذاك الوقت.

في الواقع الحالي، عندما يتم صد النار على اسرائيل بشكل مطلق تماما من خلال القبة الحديدية بينما تهريب الوسائل القتالية الى القطاع هزيل جدا، كفيلة عملية برية ان تتجه نحو تحقيق هدف تكتيكي محلي او جباية ثمن بالمصابين من مخربي حماس. في وضع متطرف قد تكون مطلوبة عملية لاحتلال القطاع ودفع حكم حماس الى الانهيار.

وعليه، فمفتوح امام اسرائيل طريقا عمل مبدئيان يختلف الواحد عن الاخر اختلافا كبيرا: الاول ـ جباية ثمن ذي مغزى وخلق ردع مؤقت يتطلب عمل اضافي في غضون اشهر حتى بضع سنوات، والاخر ـ تغيير الواقع في قطاع غزة لدرجة انهيار حكم حماس واحتلال القطاع بكامله. جدير، على حد فهمي، ان في هذا الوقت، في ضوء التحديات الامنية المركبة التي نقف امامها، ان تختار اسرائيل الطريق الاول وتفعل كل ما يلزم كي لا تتدهور الى البديل الثاني.

الحساب المفتوح مع حماس نسويه في الظروف المناسبة وفي المواعد المرغوب فيها لنا. فعلاقات القوى ستبقى وستسمح لذلك في كل مدى زمني منظور.

 

٭ لواء احتياط، قائد المنطقة الجنوبية سابقا

يديعوت