تثقلها الديون وقسوة الحال .. عائلة تعيش وضعًا صعبًا في سرداب بخان يونس

عائلة محتاجة

سعيد قديح

زمن الخير،  خاص زمن برس: «جنة» ذات السنة، ربما لم تعد قدماها الرقيقتان تتحملان كثرة السقطات التي تحدث لها حين تتنقل في الغرفة التي طالتها النيران منذ فترة، وربما لم يعد بمقدور والدها داوود أبو عكر (31 عامًا ) توفير البامبرز لها هذه المرة، هو واقعُ حياة صعب يعيشه أفراد العائلة في معسكر خان يونس جنوب قطاع غزة.

وصلت زمن برس عبر زقاق ضيق إلى السرداب الذي تتخذه العائلة بيتًا لها حيث يظهر مدى الأضرار التي سببها حريقٌ كبير اندلع فيه، والجدران التي تآكلت بسببه، والأمتعة التي أكلتها النار ذات القيمة الكبيرة للعائلة نظرًا لحالها الصعب.

لداوود ثلاثة أطفال أكبرهم محمد ( 4 سنوات ) وأصغرهم جنة التي أشرنا لها في بداية قصتنا، لا تجد زوجته ( 29 عامًا ) الخزانة التي ترتب فيها ملابسهم، فتضطر لوضعها كلها غير مرتبةٍ في أغطية الفراش، ونادرًا ما تصلهم ملابس جديدة كون أن الحال لا يسمح أساسًا بشرائها.

الديون كثيرة على داوود، وهذا ما لا يزرع الراحة في نفسه طوال الوقت، وهو يشير الى طفلته الصغيرة قائلًا لزمن برس:" هذه تحتاج كل يوم إلى الحليب والبامبرز، لا أستطيع تدبير كل هذا، ألجأ للأصدقاء وللأقارب لأستدين بعض المال، وأعجز عن سدها، هذا يحرجني أمامهم". ويضيف:" ما من شمسٍ تشرق إلا وأستيقظ من نومي كما أطفالي مهمومًا لا حاجة تُشغِل بالي سوى كيفية العمل على توفير طعامهم، وهذا يحدث بصعوبة كبيرة".

«داوود» بحاجة لمصدر دخل ثابت يعطيه القدرة على توفير المستلزمات الأساسية لأفراد عائلته، وبيته بحاجة لإعادة ترميم تمّكن أطفاله من العيش تحت سقفه برغدٍ وراحة وطمأنينة، مع ضمان تعليمهم وسير حياتهم بشكل جيد.

بدأ داوود قبل سنوات، مشروعًا صغيرًا بالشراكة مع صديق له يعيش قربه، لتحسين وضع عائلته، في أن يكون وكيلًا لدى احدى محطات توزيع الغاز داخل محافظة خان يونس، يقوم بأخذ اسطوانات الغاز من العائلات وإعادتها اليهم بعد تعبئتها مقابل عدّة شواكل في اليوم، إلا أن ما لا يُحمد عقباه قد وقع، حيث تم سرقة جميع الاسطوانات على حين غفلة، هذا الذي كسر إرادته وفق قوله، وأدخله في حالة نفسية صعبة، وديون كبيرة تصل إلى الفي دينار أردني، ويصف هذا بالقول:" لما أتذكر هالشيء، بتمزق من جوا".

يعود داوود قائلًا:" أملي بالله كبير، وأملي بأن ينظر المعنيون لوضعنا ويساهموا في تحقيق أحلام أطفالي بالعيش بالسعادة أيضًا كبير، ربما الأشياء التي يعتقدها الكثيرون بمجرد مساهمتهم بها أنها بسيطة، ولا تفعل شيئًا، هي تعني لي الكثير".

ويضيف:" عند الافطار، نحاول قدر الامكان أن تكون المائدة دسمة، وهذا ما لم يحدث في أول يوم من رمضان، حيث ثلاجة البيت التي نادرًا ما تتوافر فيها الخضروات والفاكهة، فنلجأ لأن تكون مائدة خفيفة نشعر معها ولو ببعض الشيء أننا في رمضان فعلًا".

تتجاوز طفلته عتبة الغرفة بعد أن سقطت مرة أخرى، يلتقطها والدها بكلتا ذراعيه، تبتسم، ويختم بالقول:" تذكرونا ". وتودعنا « جنة » بابتسامة أخرى.

-هذا التقرير ضمن حملة زمن الخير التي تنظمها وكالة زمن برس خلال شهر رمضان لدعم الأسر التي تعاني أوضاعاً صعبة، ويمكنكم التواصل معنا عبر صفحة الحملة على موقع فيسبوك لأي استفسار. 

 

حرره: 
ع.ن