إحياء "خطة فياض" لإقامة مشاريع عمرانية ضخمة بعدما تبنى كيري تعزيز الاقتصاد

تل أبيب: قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن السلطة الفلسطينية تسعى إلى إقامة مشاريع عمرانية كبيرة في أراضي الضفة الغربية، بهدف خلق تواصل جغرافي بين المدن الفلسطينية، من جهة، وخلق فرص عمل للفلسطينيين من جهة ثانية. وتشمل هذه المشاريع إقامة مدن جديدة بأكملها، ومطارين دوليين، ومصانع وفنادق ومستشفيات، وجامعة، وشبكة طرق جديدة من شأنها وصل المناطق بعضها ببعض.

وقالت مصادر مطلعة إن الخطة قديمة، وتهدف إلى السيطرة على مناطق "ج" التي تخضع أمنيا ومدنيا للسلطات الإسرائيلية بحسب اتفاق أوسلو.

وتظهر خرائط المخططـ محاولة السلطة خلق تواصل جغرافي في الضفة، والسيطرة على مفاصل الطرق الرئيسية، مقابل قطع الطريق على التواصل الاستيطاني.

وتقول السلطة إن بناء مشاريع استيطانية أخرى في الضفة من شأنه قطعها إلى نصفين، ومنع التواصل الجغرافي فيها، وعزل القدس عن محيطها.

وهددت السلطة مرارًا بالتحرك نحو مؤسسات دولية إذا بدأت إسرائيل مشاريع استيطانية أخرى في قلب الضفة. وبدلا من ذلك تريد السلطة فرض الأمر الواقع على الأرض.

ويبدو أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تبنى ذلك ضمن مخطط اقتصادي لدفع عجلة النمو في الضفة. وقالت المصادر: "أصبحت هذه الخطة جزءا من مشروعه".

ووعد كيري بأربعة مليارات دولار لإنعاش الاقتصاد الفلسطيني، متحدثا عن توقعات بزيادة في إجمالي الناتج المحلي الفلسطيني بنسبة تصل إلى 50 في المائة خلال ثلاث سنوات، وخفض معدل البطالة بنسبة الثلثين ليتراجع من 21 في المائة إلى 8 في المائة، وارتفاع متوسط الرواتب بنسبة 40 في المائة.

وخطة كيري الاقتصادية هذه يفترض أن تكون جزءا من خطة متكاملة تتضمن خطة أمنية وخطة سياسية لإحلال السلام.

وتأمل السلطة البدء في هذه المشاريع مع انطلاق المفاوضات إذا ما نجح كيري في إقناع الطرفين، وقدم مبادرة معقولة.

وتبدو هذه المشاريع أكثر واقعية الآن مع تبينها من قبل كيري شخصيا.

وأكدت "يديعوت" أنها حصلت على وثيقة تتضمن تفاصيل الخطة الفلسطينية لاحتلال المناطق المصنفة "ج"، وهي خطة وضعها رئيس الوزراء السابق سلام فياض. ويريد الفلسطينيون إقامة مدن قرب رام الله وجنين ونابلس وعلى ضفاف البحر الميت، إلى جانب مطار في غور الأردن ومطار آخر شمال القدس.

ومن بين المشاريع الموضوعة على الطاولة مناطق صناعية كبيرة ومحطات تنقية وجامعات ومستشفى وشبكة طرق جديدة.

ولكن في السنوات الماضية، واجهت السلطة عقبات كثيرة مع الجانب الإسرائيلي الذي كان يرفض المشاريع أو يحيلها إلى لجان، أو يهدم بعضها بحكم منطق القوة.

وتشكل المنطقة "ج" أكثر من 60 في المائة من مساحة الضفة الغربية، وتعتبر الامتداد الطبيعي للدولة الفلسطينية، وأكثرها مصدرا للثروات الطبيعية والمياه الجوفية كذلك.

وكان فياض بدأ فعلا خطة الاستيلاء على "ج" منذ 2009؛ إذ أسقط ما اعتبره الحدود الوهمية بين مناطق "أ" و"ب" و"ج" في الضفة الغربية، معلنا غزو المنطقة بالبناء.

ودخل فياض حربا مع إسرائيل في المنطقة "ج" باعتبار ذلك جزءا من بناء الدولة الفلسطينية، وكان يبني بينما تهدم إسرائيل، وبعض الشوارع بنيت وهدمت خمس مرات.

واليوم فإن العديد من هذه المشاريع تجاوزت التخطيط، وأصبحت قائمة، مثل مدينة روابي، بينما يتم العمل في أخرى مثل الرياحين، فيما يجري التفاوض مع الأميركيين على المطارات والمناطق الصناعية والطرق في قلب الضفة.

وإضافة إلى العقبات التي تضعها إسرائيل، ثمة حرب أخرى على السلطة يقوم بها المستوطنون الذين وصفوا الخطة الفلسطينية بأنها "خطر أمني حقيقي".

وقالت مصادر في المجلس الاستيطاني في الضفة: "إنهم يريدون بناء دولة الأمر الواقع على حساب المستوطنات. يجب ضم المزيد من المناطق وتوسيع المستوطنات ردا على ذلك".

وقال أحد زعماء المستوطنين الذي رفض ذكر اسمه، في تعقيب على النبأ لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أمس، إن هذه المشاريع تشمل إقامة ست مدن جديدة، ومطارين دوليين، ومصنع لتكنولجيا المعلومات "هاي تك"، وجامعة، وفنادق، ومستشفى، وشبكة طرق سريعة تربط بين جميع أنحاء الضفة.

واتهم المستوطنون حكومة بنيامين نتنياهو بالمسؤولية التامة عن هذا المشروع، بل أعرب أحد قادتهم عن شكوكه في أن تكون هذه الحكومة قد منحت التراخيص اللازمة لمعظم هذه المشاريع "إن لم تكن كلها "   حسب ما نقلته صحيفة الشرق الأوسط.

حرره: 
م.م