ليبيد سيصل الانتخابات التالية هزيلاً إذا سار في طريق نتنياهو

<p>بقلم: إيال مغاد</p>
<p><br />
يائير لبيد ونفتالي بينيت زوجان لطيفان، فهما إيلي يشاي في جلد نعجة. أيهما أفضل الذئب الذي يُظهر وجهه الحقيقي أم الذئب المتنكر؟ الجواب معلوم وهو انه يمكن الحذر من الذئب الواضح. كنت أستمع في الشهرين أو الثلاثة الاخيرة الى لبيد ولا أنجح في التعود عليه، بدأ ذلك بتصريح ارئيل عن أنه &quot;يجب التخلص من الفلسطينيين&quot; ثم &quot;لا أُنشئ مع الدرايفوسيين (المعذرة، الزعبيين) كتلة حسم&quot;، ثم توصية ببنيامين نتنياهو لرئاسة الوزراء في منزل الرئيس.</p>
<p><br />
بالاعتماد على علامات الطريق الثلاث هذه لا يوجد أي سبب في العالم يمنع لبيد من ان يتحد مع بينيت الآن. لكن ليست هذه هي القضية، ولا يوجد ايضا سبب يدعو الى التمهل في اختيار الكلمات البائسة في كل مرحلة (انظروا المقابلة الصحافية في &quot;عوفده&quot; مع من يعتبر أديبا موهوبا أيضا).</p>
<p><br />
الشيء الذي يثير سؤالا كبيرا حقيقيا هو اعلان لبيد، الذي أوصى به بنتنياهو لرئاسة الوزراء، لأن هذا &quot;هو الخير للدولة&quot;. هل وقعت بلبلة في الكلام مرة اخرى؟ لا يبدو الامر كذلك. فلبيد يحسب حساب اجراءاته على الأقل بصورة مخيفة؛ وهناك شيء آخر يمكن ان نقوله في فضله وهو انه يعرف جيدا أتباعه، أي انه أدرك بأحاسيسه السليمة ان الجمهور هنا أكثره أحمق. وهو يستطيع ان يكون على يقين بأنهم لن يسألوا لماذا هو موجود أصلا في السياسة اذا كانت مصلحة الدولة في ان يكون نتنياهو رئيس الوزراء. فاذا كان هذا هو الوضع فلماذا لا يمضي الى بيته ويدع نتنياهو يُصرف الأمور.</p>
<p><br />
جاء لبيد مع جواب مُعد سلفا عن هذا السؤال وهو جواب بسيط: &quot;نحن لا نلعب ألعابا&quot;. المعذرة، لم أفهم. لماذا يُسمى عدم التوصية بنتنياهو ألعابا؟ ظننا أنك دخلت الساحة السياسية كي تغير الاشياء من الأساس ولتُصلح ما أفسده نتنياهو وإلا فلماذا تبلبل أذهاننا؟ دع لنا نتنياهو ويشاي في الطريق ايضا فالأصلي أفضل دائما، هذا بالإضافة إلى ان القديم له قيمة ايضا. فيشاي صاحب خبرة بكل ما يتعلق بالتمييز والقطيعة والاقصاء.</p>
<p><br />
وفيما يتعلق بما يسمونه &quot;التفاوض السياسي&quot;، الله عظيم. والدليل ان لبيد قال للرئيس ان حكومة برئاسة نتنياهو، كما يأمل ويؤمن، ستعود إليه سريعا في أيامنا. ولم تُقل كلمة مثلا عن تصريح خالد مشعل على مسامع ملك الاردن وهو تصريح ابتلعته فورا النار الشمالية التي يؤججها نتنياهو &ndash; وهو ان &quot;حماس مستعدة لحل الدولتين. اذا كان لبيد يؤيد العودة الى التفاوض السياسي فكيف لم يستقبل بالمباركة هذا التطور الحاد؟ كيف؟.</p>
<p><br />
أضحكتم لبيد. لماذا يورط نفسه؟ ولماذا يكف عن نيل اعجاب الآخرين جميعا؟ انه الآن يفكر في المرحلة التالية، أي في الانتخابات القادمة. انه يعمل على هذا النحو لآماد بعيدة وفي هذه الاثناء لا يلعب ألعابا، أو بعبارة اخرى هو يفكر في نفسه. فهو يعمل مثل ثنائي بينيت ونسخة من بيبي ونسخة مطورة من يشاي. وماذا عنا في هذه الاثناء، ماذا عن الدولة التي يوصي من اجل مصلحتها بنتنياهو لرئاسة الوزراء؟.</p>
<p><br />
هناك شيء واحد لم يأخذه لبيد في حسابه قبل الفوز الذي يتوقعه لنفسه في الانتخابات القادمة وهو أنه سيبلغها جافا. فبيبي يعرف كيف يشوش على خطط من يريد ان يرثه أفضل من الآخرين جميعا، فهو ايضا لا يلعب ألعاباً.</p>