دفعٌ أميركي نحو "صفقة إقليمية".. صدمةٌ إسرائيلية من تفاؤل ترامب بوقف حرب غزة

دفعٌ أميركي نحو "صفقة إقليمية".. صدمةٌ إسرائيلية من تفاؤل ترامب بوقف حرب غزة

زمن برس، فلسطين:  قالت القناة 12 الإسرائيلية، نقلًا عن مصدر أميركي، إن "زيارة نتنياهو المرتقبة إلى البيت الأبيض هدفها الدفع بصفقة إقليمية ستشمل إنهاء الحرب على غزة"، مضيفةً: "نتنياهو بعث رسائل تشير إلى أنه معني بإنهاء الحرب على غزة خلال 10 أيام". وذكرت القناة، أن واشنطن تضغط للتوصل إلى اتفاق يُفضي إلى إنهاء الحرب وفتح الطريق أمام التطبيع. مشيرةً إلى أن "المقترح الأميركي الجديد يشمل التطبيع مع السعودية وسوريا ولبنان ولاحقًا إندونيسيا".

هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي: "هنالك تقدم في المفاوضات، لكن الاتصالات لم تبلغ بعد مرحلة إرسال الوفود"

وفي السياق ذاته، أشارت القناة إلى أنه من المقرر أن يبلغ رئيس الأركان الإسرائيلي الكابينت غدًا بتحقيق عملية "عربات جدعون" في غزة أهدافها. بينما أضافت القناة 13 الإسرائيلية: أن "الجيش الإسرائيلي سيبلغ الكابينت غدًا أن مناورة عملية مركبات غدعون بلغت حدها الأقصى"، مضيفةً: "موقف الجيش سيرتكز على عدم إمكانية الاستمرار في القتال دون تعريض حياة الأسرى للخطر".

وقالت القناة 12 الإسرائيلية، عن مسؤول أميركي: "نريد أن يصل نتنياهو إلى واشنطن بالتزامن مع إطلاق سراح المختطفين ووقف إطلاق النار". وأضافت: "في إسرائيل يؤكدون أن واشنطن تريد صفقة تعيد المختطفين وتنهي الحرب ثم التقدم نحو خطوات إقليمية".

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي، إن "هنالك تقدم في المفاوضات، لكن الاتصالات لم تبلغ بعد مرحلة إرسال الوفود"، موضحًا: "المفاوضات لا تقتصر على صفقة الأسرى بل تشمل أيضًا توسيع اتفاقيات التطبيع وإنهاء الحرب في غزة".

صرح مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى اليوم السبت، لموقع "واللا" الإسرائيلي، بأنه، خلافًا لتصريحات الرئيس الأميركي دونالد، ترامب أمس، لم يُحرز أي تقدم يُذكر في المفاوضات بشأن اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة. 

وأشار المسؤول إلى أنه حتى الآن لم يطرأ أي تغيير يُذكر على المواقف الأساسية لإسرائيل وحماس بشأن الخلافات الرئيسية، وفي مقدمتها مطلب حماس الحصول على ضمانات لإنهاء الحرب. وأضاف المسؤول الإسرائيلي: "كان هناك استعداد من كلا الجانبين للمرونة في بعض الصيغ، ولكن ليس بطريقة تُغير مواقفهما بشأن القضايا الجوهرية".

يوم الجمعة، عقد رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو جلسة نقاش حول قضية المحتجزين، ومن المتوقع أن يعقد غدًا جلسة نقاش أخرى حول هذا الموضوع.

وزار ممثل ويتكوف للمحادثات مع حماس، رجل الأعمال الفلسطيني- الأميركي بشارة بحبح، القاهرة في الأيام الأخيرة، حيث أجرى وفدٌ متوسط ​​المستوى من حماس محادثاتٍ مع كبار مسؤوليها في المخابرات المصرية.

وأفاد مصدرٌ مطلعٌ على التفاصيل أن ويتكوف أعرب في الأيام الأخيرة في محادثاتٍ مغلقة عن تفاؤله بشأن فرص التوصل إلى اتفاقٍ في الأسابيع المقبلة، وادّعى أن الخلافات بين الطرفين قد ضاقت. ويقول مسؤولون إسرائيليون إن هذا وصفٌ مُفرطٌ في التفاؤل للواقع.

وقال مسؤولون إسرائيليون كبار مشاركون في محادثات صفقة التبادل لـ"يديعوت أحرونوت"، إنهم لا يفهمون أساس تفاؤل الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وأضافوا: "فاجأ تصريح ترامب شخصيات سياسية إسرائيلية، لم تُبلّغ مسبقًا بأي تغيير أو تقدم يُبرر مثل هذا التوقع". وصرح مسؤولون إسرائيليون كبار: "لا يوجد أي مؤشر على مرونة أو تغيير في موقف حماس، ولا أي تغيير في موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن إنهاء الحرب".

وأضافت الصحيفة: "أحد التقييمات هو أن تفاؤل ترامب هو نوع من ’التفكير بالتمني’ ورغبة في استغلال الزخم الذي نشأ بعد انتهاء الحرب بين إسرائيل وإيران - لتحقيق إنجاز دبلوماسي جديد. لكن على أرض الواقع، كما يقول كبار المسؤولين أنفسهم، لم يتغير الكثير". وتابعوا: "هناك اتصالات سرية واتصالات مكثفة يقودها القطريون والمصريون، لكن دون نتائج أو اختراقات. كما أن التقارير عن زيارة وشيكة للمبعوث ستيف ويتكوف غير صحيحة، ولا توجد نية لوصوله في الأيام المقبلة"، بحسب ما ورد في الصحيفة الإسرائيلية.

وبحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، سيزور وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر واشنطن يوم الإثنين، ويلتقي بكبار مسؤولي البيت الأبيض. ووفق الصحيفة، من المتوقع أن تتناول الزيارة، من بين أمور أخرى، مفاوضات الولايات المتحدة مع إيران بشأن برنامجها النووي وإمكانية توسيع اتفاقيات التطبيع، إلا أنه من المتوقع أن ينصب تركيزها على القضية الرئيسية التي ما تزال "تُشكّل عائقًا أمام تحقيق رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشرق الأوسط، وهي إنهاء الحرب في غزة".

وتابعت الصحيفة، أعلن البيت الأبيض هذا الأسبوع أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، أبدى اهتمامه بزيارة واشنطن، ووفقًا لمصدر مطلع على التفاصيل، فإن موعد الزيارة يعتمد إلى حد كبير على تقدم المحادثات التي سيجريها الأميركيون مع ديرمر بشأن إنهاء الحرب.

قال موقع أكسيوس، إن الوزير الإسرائيلي رون ديرمر، سيصل يوم الإثنين، لإجراء محادثات في البيت الأبيض بشأن إيران وغزة. وأضاف أن ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، سيناقش أيضًا زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن في وقت لاحق من هذا الصيف.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ليلة أمس، إنه من الممكن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار خلال الأسبوع المقبل. وفي معرض رده على أسئلة الصحفيين يوم الجمعة، قال: "نعمل على حل أزمة غزة ونسعى إلى حلها".

وصرح مسؤول مطلع لوكالة "أسوشيتد برس"، أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر سيصل إلى واشنطن الأسبوع المقبل لإجراء محادثات حول وقف إطلاق النار في غزة، وإيران، وقضايا أخرى.

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية إن الوسطاء يتواصلون مع إسرائيل وحماس للاستفادة من الزخم الناجم عن وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه هذا الأسبوع مع إيران والعمل على التوصل إلى اتفاق هدنة في قطاع غزة. 

وقال ماجد الأنصاري في مقابلة مع وكالة فرانس برس، يوم الجمعة: "إذا لم نستغل هذه الفرصة السانحة وهذا الزخم، فسنكون أمام فرصة ضائعة من بين فرص كثيرة في الماضي القريب. لا نريد أن نشهد ذلك مرة أخرى".

بدورها، قالت إيناف تسينغاوكر، والدة أحد الأسرى في قطاع غزة: "سمعنا الرئيس ترامب يقول إننا نقترب من وقف إطلاق النار. هناك اتفاق مطروح، وما يمنعه هو رفض نتنياهو إنهاء الحرب".

من جانبه، قال يهودا كوهين، والد الجندي الأسرى في غزة نمرود، مخاطبًا الرئيس الأميركي ترامب: "نمرود لا يزال حيًا، ويجب أن نعيده وجميع من معه في اتفاق شامل، دون تردد أو اختيار. أخاطب الرئيس ترامب، الذي يحاول الآن الترويج لاتفاق: يا رئيس ترامب، سيحاول المتطرفون في حكومة نتنياهو منعك من إعادة ابني، لا تدعهم يفعلون ذلك".

وأضافت عائلات الأسرى: "مهما فعلنا في إيران، فلن يكون نصرًا بدون إعادة الرهائن"، وأضافوا: "قال رئيس الأركان أمس إن الأهداف في غزة قد تحققت، وحان الوقت لحل سياسي. إنهاء الحرب في مصلحة إسرائيل. إما إعادة الرهائن الآن وإعلان النصر، أو الغرق في وحل غزة". يشار إلى أن هذه التصريحات، تأتي بالتزامن مع عودة المظاهرات المطالبة بتنفيذ صفقة لتبادل الأسرى، في أعقاب توقفها خلال العدوان الإسرائيلي على إيران. 

صرّح رئيس أركان الاحتلال، إيال زامير، يوم أمس الجمعة، خلال اقتحامه قطاع غزة، بأنّ الجيش الإسرائيلي على وشك الوصول إلى الخطوط التي حددها لنفسه للمرحلة الحالية من عملية "عربات جدعون". وفيما بدا وكأنه إشارة إلى مجلس الوزراء الإسرائيلي، أضاف زامير: "القتال في غزة هو الساحة الرئيسية. في المستقبل القريب، سنصل إلى الخطوط. ومن هناك، سيتم وضع خيارات العمل وعرضها على القيادة السياسية. سنواصل العمل بعزم لتحقيق هدفي الحملة، إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس"، وفق تعبيره.

وقال المحلل العسكري في القناة 12 الإسرائيلية، نير دفوري، إن "زيارة زامير إلى قطاع غزة كانت تهدف إلى إرسال إشارة إلى القيادة السياسية بعد الحرب مع إيران بأن التركيز الآن عاد إلى غزة".

وأضاف دفوري، أن "زامير ألغى مؤخرًا خططًا لتجنيد لواء احتياطي في حالات الطوارئ". وقال المحلل إن "هذا يُشير إلى أن القيادة السياسية تُدرك أن القوات مُنهكة بعد عشرين شهرًا من الحرب".

وقال محللون سياسيون في القناة 12 الإسرائيلية، إن هناك مؤشرات على أن نتنياهو قد يكون مستعدًا للمرة الأولى للتفكير في إنهاء حرب غزة.

يأتي ذلك وسط تقارير في الأيام الأخيرة تفيد بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان يضغط على نتنياهو لإنهاء الحرب المستمرة منذ 20 شهرًا على قطاع غزة، بعد العدوان على الإيران، وإمكانية توسيع اتفاقية التطبيع.