النكبة.. الوجع الفلسطيني المستمر

بقلم: 

يحيي اليوم شعبنا الفلسطيني ذكرى نكبته بعد 68 عاما، من تشريده من أراضيه التي هجّر منها، ففي ذكرى يوم النكبة يبكي الشعب الفلسطيني على وجعه الذي ما زال يلازمه والحزن نراه في عيون اللاجئين الذين ما زالوا يعانوا في المخيمات إن كان هنا أو في الشتات ..

فحينما ننظر إلى عيون الشيوخ والنساء المسنّات الذين هجروا منذ أن حلت النكبة بهم، نرى الحزن في تلك العيون جليا، وندرك حينها مدى المعاناة التي ما زالوا يعانونها جراء بعدهم عن أراضيهم وقراهم ومدنهم،  فهم كانوا شاهدين على تلك الجرائم التي ارتكبتها العصابات بحق أبناء، ففي يوم النكبة يتذكر الناس هروبهم من قراهم ومدنهم، دون أن يتمكنوا من أخذ أي شيء سوى تمكنهم من أخذ كواشين الأراضي، ومفاتيح بيوتهم، التي تدمرت، والبعض من تلك البيوت بقيت حتى يومنا هذا، فيتذكر اللاجئون حينما فرّواَ من بيوتهم، وكان الأطفال وقتها يبكون من سماع صوت الرصاص الذي كان يئزّ من حولهم، فالأهالي وقتها هربوا واختبئوا بين القمح، لكي يحموا أطفالهم، ووصل الكثير من الشعب الفلسطيني المهجر إلى بلدات لبنانية، واعتقدوا حينها بأنهم سوف يعودون بعد وقت قصير إلى بلدانهم وقراهم، لكن بعد سبعة عقود مرّتْ على تهجيرهم لم يعودوا، وما زالوا ينتظرون حلَّ قضيتهم.

فنرى في ذكرى النكبة يحمل كل لاجئ مفتاحا وصورا تذكرهم ببيوتهم وقراهم، فما زالوا يحتفظون بكواشين الأراضي والصور والمفاتيح ويقولون باستمرار لن نفرط في حق العودة ..

فالتهجير بحق الشعب الفلسطيني ما زال مستمرا، ففي ذكرى النكبة يظلّ اللاجئون يتذكرون بلداتهم ومدنهم وأراضيهم، والحنين إليها لا يفارقهم، فتأتي ذكرى النكبة في ظل تلاشي حلّ الدولتين، فقضية اللاجئين كانت مطروحة في مفاوضات الحلّ النهائي، وهي من الثوابت الفلسطينية، التي لا يمكن أن يتخلى عنها شعبنا الفلسطيني.. فذكرى يوم النكبة هي ذكرى وجع فلسطيني.. فاللاجئون لا يريدوا سوى العودة إلى أراضيهم وقراهم ومدنهم، فما زال اللاجئون بكل شغف يريدون العيش هناك في وطنٍ لم ينسوه..