العودة الى المربع الأول ..الاحتلال والانقسام نموذجاً

بقلم: 

مع كل جولة مفاوضات كانت تعمد حكومات اسرائيل المتعاقبة على طرح المزيد من عطاءات بناء مستوطنات وتوسيع أخرى قائمة، هي تُطبقُ مقولة " القوي عايب" منطلقةً بذلك نحو المجتمع الدولي الذي بطبيعة الحال لا يُحرك ساكناً ولا يلتفتُ لمعاناة شعب يقبع تحت آخر احتلال في العالم.

الى ذلك كله، نقف الآن وكلنا آذان صاغية ونلتفت صوب العاصمة باريس والتي طرحت مبادةً من الممكن أن تُشكل أساساً صلباً لاطلاق مفاوضات جادة قادرة على انهاء الاحتلال الاسرائيلي الذي وقع على الارض الفلسطينية في العام 67، إلا أن الاستيطان دوماً يكون أسرع وأكثر ايلاماً بحق الفلسطينيين او القيادة التي تعمد الى مشاورة وزراء خارجية الدول العربية والمجتمع الدولي لقبول او تعديل او وضع اشتراط للمبادرة يكون أساسها أن تكون المفاوضات برعاية دلية وفق حدول زمني .
فبعد كل  جولة وجولة أخرى يخرجُ الاستيطان ليلتهم المزيد من الارض، ويهبُ الشعب لنصرة الاقصى الذي أيضاً يُستباح على مرآى المجتمع الدولي، كما ان العرب مجتمعون اصبحوا غير مقيدين بالقضية الفلسطينية حتى في مشاوراتهم الثنائية التي يأتي من ضمنها توقيع اتفاقيات مشتركة هي الاولى منذُ زمن، ويخرجُ الوطن فلسطين من القضية الأم الى القضايا الثانوية العربية والتي أصبحت رئيسية في ظل الانقسامات والتلعثم الواضح في اتخاذ قرارات مصيرية لم تحدث منذ المبادرة العربية للسلام وكأنهم يهمسون في أذن العالم " نحن موافقون على كل ما تتوافقون عليه" ، إلا أننا نخجل من " اخواننا الفلسطينيين لنصارحهم بذلك" ، فماذا يبقى من السياسة سوى فن الممكن او المستحيل الذي ينطبق على ذلك .

المربع الأول ..  نعود اليه ونحن مشتاقون متلهفون ومصممون على البدء من جديد في مفاوضات نعتقد مرةً أخرى أنها ستُفضي الى حل عادل نرضى ويرضى العرب به في ظل شعوب عربية تائه لا تخضعُ لسلطان او تأتمر بأمرة نفسها حتى .

الانقسام 
ونرجع الى المربع الأول  عند كل حديث صحيح عن المصالحة، وهنا تزداد الاحاديث المُصححة او التي تُروى عن عدة أشخاص فتصبحُ ضعيفة ، هنا الكل يتحدث عن الصالح العام وفي نفسه يستجدي الصالح الخاص ، ويعمدُ الى  وضع العُصي في الدواليب لإنكار الآخر وممارسة الضغوط عليه لإفشال تطبيق أي اتفاق حصل والبدء للاتفاق من جديد ..  لتبدأ الوفود بالخروج في جولات مصالحة هي وقعت منذ أعوام ، إلا أن هوايتنا تتلخص هنا  بمحبتان للعودة الى المربع الأول لإطالة أمد الانقسام والدعوة الى انهائه في ذات الوقت .