(بالجزمـــة ) !!!

بقلم: 

كنت قد كتبت مقالا" حول لقاء  أجرته الإعلامية الفلسطينية  أميرة حنانيا مع توفيق عكاشة خلال زيارة لها لمصر حيث أجرت يومها عدة لقاءات مع العديد من الشخصيات المصرية ولكن اللقاء مع عكاشة  أثار الكثير من التعليقات والتي كانت تميل بالطبع الى رفض اللقاء مع عكاشة حيث أن توفيق عكاشه هذا رجل إشكالي عليه ملاحظات كثيره بسبب ما يقول  خاصه بأنه عندما ينفعل يميل الى المبالغه .

طبعا" هو يمتلك معلومات ولديه تحليل ولكنه ليس نابغة في هذا المجال وإن تميزت اللغة التي يستخدمها في مخاطبة مستمعيه بالبساطة حيث يستأنسها الناس ويجد فيها المشاهد متعة وقرب من لغته وحياته   وهذا بالنسبة لي هو أساس شعبية هذا الرجل والتي تجسدت أخيرا" من خلال فوزه في إنتخابات مجلس الشعب المصري .

طبعا" نحن نحترم خيارات الشعب المصري .

وكلنا ثقة بأن  البرلمان المصري سيقوم بالدور المناط به لخدمة شعب مصر .

ولكني أكرر بأن توفيق عكاشة هذا يمتلك أسلوب في التخاطب مع بسطاء الشعب المصري جعلته على تواصل مميز معهم ولهذا قلت في مقالي السابق بأن إجراء لقاء مع مع عكاشة من قبل قناة فلسطينية هو عمل إعلامي هام لمحاولة الإبتعاد بعكاشة عن التعميم عند الحديث  وما يهمنا هو مستمع عكاشة وليس بالضرورة عكاشة نفسه.

كنا في ذلك الوقت عندما تم إجراء اللقاء في  حاجة ماسة الى أن نجعل الكل في مصر (بما فيهم جمهور عكاشة )يفهم بأنه هناك فرق بين موقف حماس وموقف فلسطين وبأن إخوانية حماس وتبعيتها لمكتب الإرشاد في مصر هي التي جعلت مواقف حماس منحازة لصالح نظام المخلوع مرسي .

طبعا" مشكلتنا في فلسطين في ذلك الوقت بأن عكاشة كان ينفعل أحيانا" وهو يهاجم حركة حمـــاس فيصل به الأمر للتعميم بالانتقاد والهجوم بالحديث عن فلسطين مما يجعل كلامه يبدو تحريضيا" ضد شعبنا أو ضد قضيتنا وهذا حتما" لا يمكن أن يكون كموقف لأي مصري .

في المقابل يجب أن يكون حاضرا" في الذهن والعقل بأن ..

عكاشة هذا يعلم علم اليقين بأن حماس مجرد ذراع للإخوان المسلمين وبأن مشاركة حماس في بعض ما حصل في مصر هو من باب (إخوانية ) حماس التي لا شأن للشعب الفلسطيني فيهــــــــــــــا  ومع ذلك كان وللأسف يلجأ للتعميم أحيانا" .

للأسف الموقف العام من حماس والنابع من الموقف العام من الإخوان المسلمين في ذلك الوقت  والتهييج الإعلامي ضد حماس والتضخيم بالمواقف جعل البعض جهلا" أو قصدا" يتهجم على شعب فلسطين ويعمم في الإتهامات .

مع ذلك قلنا بأنه ستبقى العلاقات الفلسطينية المصرية والعلاقات المصرية العربية والفلسطينية العربية علاقات راسخة، كيف لا ونحن نتحدث نفس اللغة ولدينا نفس الطموح والأمل ،وعلى كلٍ العلاقة  مع مصر هي علاقة ضاربة في التاريخ   تتوجت بالدماء الطاهرة  من خلال مشاركة مصر في الدفاع عن فلسطين .

نعود للنائب عكاشة أو النائب توفيق عكاشة الذي أثار الكثير من الجدل منذ دخوله للبرلمان المصري من خلال تصريحاته العجيبة وتحركاته البهلوانية في البرلمان  والتي كانت تعبر عن تخبط ناتج عن رغبة أوطموح للنائب عكاشة حيث لم يمكنه اعضاء البرلمان من تحقيق هذا الطموح أو الرغبة .

ويبدو بأنه نتيجة عدم حصولة على ما يريد سعي للفت الأنظار له بكل الطرق حتى ولو كانت بطرق غبية .

بالمختصر ...

تخبط ..تصريحات ..دعوة لانتخابات مبكرة...إتهامات ...واخيرا" إستقبال السفير الإسرائيلي في مصر من قبل النائب توفيق عكاشة في منزله  .

هذا الفعل غير معتاد في مصر وغير معتاد من نواب الشعب في مصر .

وهذا الفعل (العكاشي) فيه تجاوز  لدور أجهزة الأمن المصرية والمؤسسات السيادية خاصة بأن الحديث الذي دار بين السفير الإسرائيلي وبين عكاشة هو ليس من إختصاص نائب في البرلمان.

بل بالغ توفيق عكاشة في الأمر وأخذ بالتفاخر بهذا الإستقبال والتأكيد على أن هذا الإستقبال يجعله يمشى مرفوع الرأس في البرلمان  المصري العتيد  لأن لقاءه مع السفير الإسرائيلي  هو من أجل مصر .

وكأن عكاشة هو الرئيس المصري .

لست بوارد التدخل في أي أمر يتعلق  بالبرلمان ولست أشكك بوطنية أحد بما فيهم عكاشة نفسه  ....ما أقوله ببساطة وبلا تردد بأنه في مصر العلاقة مع إسرائيل هي شأن الدولة لأن مصر الدولة سعت وما زالت تسعى للحفاظ على الخط الفاصل بين (المعاهدة) و(التطبيع) .

وحتى يكون موقفي واضحا" وبشدة فإنني أرى بأن الدور المصري في فلسطين يجب أن يكون أكبر من دورها في المصالحة بين فتح وحماس بل يجب أن يكون هناك دور مصري وأردني كذلك في إعادة الإعتبار لإمكانية تطبيق حل الدولتين لتحقيق طموح وأمال الشعب الفلسطيني بإقامة دولتة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ولهذا يجب أن يكون هناك حوار مع الطرف الإسرائيلي ولكن حوار لا يجريه عكاشة وإنما المختصين.

طبعا" في برلمان مصر تم التعامل مع دعوة توفيق عكاشة للسفير الإسرائيلي (بالجزمة) فقط (بالجزمة) حيث قام النائب الكبير عمرا" ومقاما" وهو النائب المخضرم الناصري كمال أحمد بضرب توفيق عكاشة (بالجزمة) وقال بأن هذه (الجزمة) من كل أسر شهداء مصر العربية بلد الزعيم الخالد عبدالناصر  ومن أجل فلسطين.

تحدثنا وحللنا وكتبنا حول الموضوع ولكن الفعل الأهم هو (الجزمة) التي سقطت على رأس عكاشة في تعبير جديد على أنه ما زال في هذه الأمة كلمة (لا).