لقد أسمعت لو ناديت حياً .. ولكن لا حياة لمن تنادي

بقلم: 

يمر اليوم تلو الأخر على الأسير محمد علان ويعده بألف يوم، علان الذي يقاوم الإعتقال الإداري بأمعائه الخاويه لليوم الثاني والستون، هذا القانون الذي سنته بريطانيا لتستخدمه إسرائيل وتقتل به أعمار أسرانا ، علان اليوم ساكن كالجماد ولكنه ثائر كالبركان، يتحدى سجانه ويقاتله ، يقاتل عقارب الساعه والأيام لعله يسابق الزمن لينتصر، يلاحظ جسده يتساقط منه شيئاً فشيء، ويفقد بصره رويداً رويداً ، فالأسير لا يحيى بالملح والماء، على كاهله قضية أمة ، يحمي بها بأعضائه ، يخسر ويخسر ولكنه بالنهاية رابح ، نادى بأعلا صوته ولكن لا حياة لمن تنادي ، عدة فعاليات خجولة لا ترتقي لألامه ولا لكيلوهات اللحم التي قدمها على مذبح الحريه، علان إسم جديد في سجل الإضرابات الفردية سبقه عدنان وسامر وأيمن وطارق وها هو يحلم بإنتصار أخر ، يحلم بكسر القيد ، عنوة عن إسرائيل وبريطانيا التي سنت هذا القانون في بلادنا، محاصر في مشفى الإحتلال كحصار بيروت ، كحصار المهد ، وأبا جندل بالمخيم، هل سيبعدوه مثلما فعلوه بجعاره ورفاقه؟ أم سيعدموه مثلما عدموا أبا جندل وإخوانه؟ يعيد التاريخ نفسه لكن دون العبر والدروس ، نتركهم لأخر نفس هل لأننا نعرف بأن نفسهم طويل ؟

أم لأن نفسنا قصير ونتسابق في الوقت الضائع، فصائل وتنظيمات عاجزه ، ولكن الأرض حبلى والمولود ثائر ، فذاك دياب الثائر حطم قيده بنفسه الطويل وخط إنتصاره من جوع وغيره الكثيرون من رفضوا الركوع، لم يتبقى المزيد من الوقت تعدى مرحلة الخطر من الخطر إلى الأخطر ، وصمتنا تعدى مرحلة الصمت ، تحركوا يا أصنام المناصب  هبوا يا عشاق الكراسي ، ثوروا فهدوئنا جريمه، صمتنا تواطؤ ، الأمر لا يحتاج المستحيل مسيرات في كل المدن، ضغط شعبي ورسمي ، إضرابات هنا وهناك ، مظاهرات وصدام ، أنتركه يتصادم لوحده، كيف يتصادم وهو في غيبوبه ؟؟ بالله عليكم كيف؟ راهن علينا ، راهن على شعب الجبارين ، من رفح حتى جنين ، فلنقرع الخزان كي لا نندم مثل رجال كنفاني بالشمس