اوقفوا حوار حماس مع إسرائيل بالقوة

بقلم: 

إن حركة حماس تسعى إلى تنفيذ مشروعها الانفصالي في قطاع غزة، والذي يهدف إلى ضرب المشروع الوطني الفلسطيني. هذا ما يردده قادة السلطة الفلسطينية بمناسبة ودون مناسبة، وهم يستندون في ذلك على تقارير تبثها الصحافة الإسرائيلية، أو يلتقطون أحاديث مجتزأة منسوبة إلى بعض قيادات حركة حماس.
سأفترض مصداقية التقارير التي تبثها الصحافة الإسرائيلية، وسأفترض مصداقية تخوف قيادة السلطة الفلسطينية على المشروع الوطني، وسأفترض أن مهاجمة قيادة السلطة لحركة حماس جاء من منطلق الحرص على القضية الفلسطينية، وسأفترض أن حركة حماس قد ضلت الطريق، وتاهت سياسياً، وانحرفت عن مسار الثورة القاضي بتحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني، وسأفترض أن حركة حماس قد خانت الأمانة الوطنية، وقصمت ظهر البندقية، وكممت أفواه صواريخها التي قصفت تل أبيب، وسأفترض أن قيادة حركة حماس قد صاروا عملاء لإسرائيل، وصار ضباط حركة حماس يشربون الأنخاب في مكاتب ضباط المخابرات الإسرائيلية، وينسقون معهم طرق تصفية المقاومة، واعتقال المقاومين، وسأفترض أن حركة حماس صارت تتلذذ على المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع الإسرائيليين، سأفترض كل ما سبق، فكيف يمكن التصدي لمشروع حماس الانفصالي؟
ما هو الرد الثوري على عشق حماس للتفاوض مع الإسرائيليين؟ وكيف ستنجح قيادة السلطة في رد حركة حماس عن درب الضلال؟
أمام قيادة السلطة الفلسطينية خياران لا يلتقيان:
الخيار الأول: أن تصف قيادة السلطة الفلسطينية أولئك الحريصين على التفاوض مع الإسرائيليين بالعملاء والخونة، وأن تشجع على اللجوء إلى الأساليب القديمة التي اتبعتها منظمة التحرير الفلسطينية في القرن الماضي، حين اعتمدت أسلوب التصفية الجسدية لكل متهم باللقاء مع ضباط المخابرات الإسرائيلية.
الخيار الثاني: أن تتفهم قيادة السلطة الأسباب التي دفعت حركة حماس للتفكير بالتفاوض غير المباشر مع إسرائيل، وتقوم بسحب البساط من تحت أقدامها، وأول هذه الأسباب هو تواصل الحصار الظالم على قطاع غزة، والثاني هو عدم صرف رواتب أربعين ألف موظف في قطاع غزة منذ أكثر من عام، والثالث هو عدم دعوة المجلس التشريعي للانعقاد بعد مرور عام على التوقيع على اتفاقية الشاطئ، والرابع هو عدم دعوة الإطار القيادي لمنظمة التحرير للاجتماع، والخامس هو عدم تحقيق المصالحة المجتمعية.
ولكن على رأس كل الأسباب يتربع الفشل المقيت الذي وصل إليه المشروع الوطني الذي ركبت على ظهره السلطة الفلسطنية، فانكسر بعد عشرين عاماً من المفاوضات العبثية، إن العجز الجلي عن تحقيق المشروع الوطني بحد ذاته يحفز القوى السياسية للتفتيش عن البدائل، ولاسيما أن السيد محمود عباس قد تفرد وحيداً بالقرار السياسي الفلسطيني.
فهل ينطبق على قيادة السلطة الفلسطينية قول الشاعر:
إذا كان رب البيت للدف ضاربٌ فشيمة أهل البيت كلهم الرقص؟.
لا أظن ذلك، لأن المقاومة لا ترقص، المقاومة رقصت بصواريخها مدينة تل أبيب.