الذم والقدح وسيلة جديدة لنيل الشهرة في فلسطين

بقلم: 

  انتشرت في الأونة الأخيرة وسيلة جديدة لنيل الشهرة في بلادنا، فأصبح البعض من الذين يسعون لنشر أسمائهم يستهدفون أمورا حساسة وتمثل لنا كفلسطينيين خطا أحمرا لا يمكن تجاوزه. الإلحاد بالدين والتخلي عن الهوية الفلسطينية والقدح بشهداء ورموز وطنية.
   كشاب فلسطيني مسلم أشد ما يحزنني أن أرى أشخاصا من جبلتي ومجتمعي يتعدون على ديني بتبنيهم للإلحاد من خلال ذمهم وإهانتهم للإسلام ورسوله الكريم (عليه الصلاة والسلام)، ومحاولة نشر ما ليس في ديننا بين الناس، وما يملئ قلبي بالغصة تخلي البعض عن هويتهم الفلسطينية وتنازلهم عن القضية، لكن ما قتلني اليوم وهز جدران روحي أن أرى شابة فلسطينية تهين رمزا نحبه جميعا والسبب هو نيل الشهرة.
  بعد وصف إبراهيم حمامي للشهيد الراحل ياسر عرفات ب " الخائن " على قناة الجزيرة وبالتحديد في برنامج الإتجاه المعاكس، تطل علينا اليوم الفتاة ن.م وهي طالبة في جامعة بيرزيت لتهين روح الشهيد بكلام يستحي من نطقه السفيه، هذه الفتاة تجرأت على تجريد عرفات من شهادة كلنا نعرف أنه استحقها ونالها عن طلب، وكلنا نعلم أن عرفات تعرض لمادة مشعة كانت هي السبب الرئيس في استشهاده، فكان كلامها كالأتي: ((" اسم "كتلة الشهيد ياسر عرفات" احد اسباب فشل الذراع الطلابي لفتح، حيث ان الطالب عندما يحمل الورقة و يجلس ليختار الكتلة الطلابية يرى اسم "ياسر عرفات" تسبقه كلمة "شهيد" فيسعق من المشهد و عقله يرفض وضع صح بجانب الجملة التي تساوي بين شهداءنا الحقيقيين و المدعو "ياسر عرفات".من كتابي الجديد "لماذا سقط السقوط؟")). هذا ما نشرته ن.م على حسابها على موقع الفيس بوك، قدح وإهانة لشخص كلنا وجدنا فيه الأب والرفيق، جردته من وصف الشهيد لأنه لم يتلقى رصاصة في صدره كغييره من الشهداء، هي نفسها لا تدرك أن الشهيد ليس فقط من يتلقى الرصاص بجسده، هي نفسها لا تعي ما تقول، لربما هي لا تعرف من ياسر عرفات سوى اسمه، وهدفها الوحيد هو الترويج لكتابها ونيل الشهرة على حساب ذلك الأسد الذي صرح يوما عبر قناة الجزيرة من خلال الهاتف وهو محاصر  في مقر المقاطعة " يريدونني إما أسيرا وأما جريحا وإما طريدا ولكنني أقول لهم شهيدا شهيدا شهيدا"، ولربما لم تسمعه حين صرخ في وجه صحفية عندما سألته عن صحته فكان جوابه " إنتي بتسأليني عن صحتي، إسأليني عن شعبي.. شعبي بيتدبح".
إن الإستخدام السيء لمواقع التواصل الإجتماعي من قبل هؤلاء الأشخاص اللاهفين للشهرة نتيجة شعورهم بالنقص أو لربما لمشاكل نفسية أو لدناوة وعيهم الفكري يؤدي بنا لما هو أسوء من ذلك، لعلنا أصبحنا بحاجة للرقابة ليس على تلك المواقع بل على ذلك الفكر المتشرذم الذي يتبناه هؤلاء.

ختاما، لقد تجاوزت هذه الفتاة وأمثالها الخطوط الحمراء، وأنا أتمنى من كل فلسطيني شريف وواعي ويغار على دينه وأرضه وقضيته ويحترم رموز الشعب ودماء الشهداء أن يوقفوهم عند حدهم دون النزول إلى مستواهم الفكري، كما وأتمنى أن تكون هناك أليات رادعة كل من تسول له نفسه المساس بالديانات السماوية الثلاث في فلسطين أو بالقضية التي استشهد عرفات والياسين وأبو علي والشقاقي والكثيرون فداءا لها.