العقوبات المعهودة لدى الفلسطينيين والانتخابات الإسرائيلية المرتقبة

بقلم: 

منذُ أعوام مضت تعيش القيادة والشعب الفلسطيني على أزمة الانتخابات الاسرائيلية تارةً والعقوبات الدولية  لاسيما الامريكو صهيونية تارةً أخرى، فالأزمات تتوالى فلا زيارة جون كيري وزير الخارجية الاميركي الى المنطقة أثمرت عن شيء ولا جولات توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية أفضت عن واقع جديد، بل كل ما في الأمر أن الكل العربي والغربي يعمل جاهداً لاطالة عمر الاحتلال.

" إطالة عمر الاحتلال"   وتأتي من خلال العمل على تفكيك الشعوب العربية ،  فكل ما يحصل من ثورات شهدتها أغلب البلدان التي وقفت الى جانب الفلسطينيين منذ عصور  تعني أن الشعوب العربية تسعى للخلاص بنفسها وليس لتخليص الشعب الفسطيني.

وتبقى العقوبات التي تفرضها اسرائيل على السلطة الفلسطينية في كل مرة تحاول الأخيرة أن تلملم أوراقها وتذهب بشعبها نحو الامم المتحدة، لتعود مكسورة " الخاطر" عربياً وغربياً ، فلا أحد باستطاعته تنفيذ ما يقول في الغرف المغلقة ، فالكل " أبكم" أمام العالم،  حتى المساعدات العربية والتي أقرت في جامعة الدول العربية تُستجدى تلك الدول لدفعها ولا تفعل، فأين الخلل هل بالشعب الفلسطيني أم بالشعوب العربية اللاهثة وراء الخلاص الذي يعني مزيداً من النغماس في الطين، أم يعني أن على الشعب والقيادة الفلسطينية أن ترى مصالحها بعيداً عن الكل العربي.

ولعل أجمل ما يمكن أن توصف به المرحلة الراهنة بأنها مرحلة اللاعودة ، او مرحلة النهاية، فالعودة الى الوراء يعني القبول بمزيد من الاستيطان والخضوع ، والنظر الى الأمام  يعني المزيد من العقوبات والخضوع الى مزيج من الحلول الغربية العربية لانهاء القضية التي شابها مؤخراً الصف الوحدوي .

وفيما يبقى المتنفس الوحيد للادارة الاميركية واللجنة الرباعية وحتى العرب اللعب على وتر الانتخابات الاسرائيلية المقبلة ، فإن فاز اليمين  او اليسار او الوسط، فــ الكل الاسرائيلي  واحد في وجه العالم ، والكل العربي منقسم  أمام العالم، هي المعادلة لم تختلف منذُ عقود مضت،  فالأزمة المالية التي تعيشها السلطة الفلسطينية ليس من الضروة أن تُحل بعد الانتخابات الاسرائيلية، وأيضاً الجمود السياسي كذلك. والكل يتطلع الى الأمم المتحدة المنوط بها حفظ الأمن والسلم في العالم، ومن هنا بداية ونهاية الحكاية.