إشارة حمراء بقبعة بيضاء

بقلم: 

حاملة ابنها وتلصقه بصدرها،  وتستغل تلون الشارة بالأحمر لتقترب من سيارتك طالبة المن عليها بما يخرج من نفسك.

تضعك تلك المرأة في وضع لا يمكنك ازاحة النظر عن طفلها  6 اشهر -على ابعد تقدير، وتجعلك رهينة استغلال طفولته لاستدرار عطفك و جيبك وما توفر فيها من "فراطة" المصاري.

توزيع المتسولات على اشارات المرور، ليس بريء كما استخدام طفل حديث الولادة، يصلب على صدر امه في عز دين النهار وفي درجة حرارة تزيد عن 30 درجة مئوية.

المارة من المواطنين والمستوطنين ومركبات الشرطة الاسرائيلية والفلسطينية تمر عنها دون ان يسألها او حتى يعاقبها احد عما تفعله بطفلها من تعذيب لقاء حصولها على بضعة شواقل لا يعرف  مع من تتقاسمها في نهاية يومها.

اثناء مرورك بتلك المرأة المنقبة بالسواد كمتطلب لمهنة التسول الحديث، وطفلها الذي يرتدي طاقما مع قبعة بيضاء تحمي رأسه من اشعة شمس الغور، لا يمكنك تجاهل سؤال : هل يحق لأم  استغلال طفلها بهذه الطريقة؟، وهل يمكن معاقبة الام على فقرها ان كانت فقيرة؟، ومن هي الجهة المسؤولة عن مكافحة ظاهرة التسول.

الاسرائيليون في اطار مساعيهم لتبرير سلسلة جرائمهم الوحشية خاصة بحق اطفالنا  في قطاع غزة حاولوا تبرير تلك الجرائم بالادعاء بان الفلسطينيين يستخدمون اطفالهم والمدنيين دروعا بشرية وعمد بصورة كبيرة الى استخدام اية صور او معاومات بهذا الخصوص لاطفاء المصداقية على رواياتهم الكاذبة والمخادعة والتضليل، وهنا في هذا المقال فان مظاهر انتهاك حقوق الاطفال  باي شكل من الاشكال يجب ان تكون محرمة ومن المقدسات الواجب حمايتها ، فلا يحق للام او الاب او غيرهم استخدام واستغلال الاطفال باي شكل من الاشكال.

فلا يمكن لوزير الشؤون الاجتماعية ، ووزراء  ومسؤولين كثر، السفر الى بيت لحم  او المجئ من الجنوب الى وسط الضفة دون مشاهدة تلك المرأة او بقية النسوة المتسولات بجانب  الشارات الضوئية!.

كما لا يمكن للمستوطنين ايضا  المرور دون  مشاهدة تلك الصورة المؤلمة للطفل والام، لتضيء لنا كل الاضواء الحمر التي يجب التوقف عندها واتخاذ القرارات.