حلال في تركيا حرام في فلسطين !
هللت وكبرت وأقامت حركة حماس الاحتفالات، وقدم قادتها التهاني رالتبريكات، فاعتقدنا ان فلسطين قد حررت او القدس عادت او تم الإفراج عن أسرى الحرية او ان حق العودة اصبح حقيقة، او تم تحقيق إنجاز على طريق الوصول لإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس، ام ان الحصار الاسرائيلي لقطاع غزة قد رفع، لنكتشف ان مبعث الفرحة والبهجة الحمساوية، فوز حزب الحرية والعدالة التركي في انتخابات البلديات.
مما يدفعني الى طرح تساؤل مشروع، هل السبب انتصار الديمقراطية يا حماس؟ وإذا افترضنا انه كذلك فلماذا ترفض حماس اللجوء الى صندوق الاقتراع في الحالة الفلسطينية؟؟؟
ام ان اردوغان قد حرك جيوشه لتحرير فلسطين، ام لعودة العلاقات بين تركيا واسرائيل، ام لتدخل اردوغان في الشؤون العربية وخاصة ما تشهده الشقيقة سوريا من قتل وتدمير.
لقد اعتقدنا ان حماس قد أجرت مراجعة، تفضي بها لعدم وضع بيضها في سلة واحدة، خاصة بعد ما سببته من كوارث لشعبنا وقضيتنا جراء تدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية.
لكن يبدو ان حماس قد اتخذت قرارها كفرع للاخوان المسلمين في فلسطين، بالاستمرار في ربط قرارها بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، رافضة العودة الى جذورها الفلسطينية، غير مكترثة بالثمن الباهظ الذي سيدفعه شعبنا وقضيتنا الفلسطينية، بسبب الاجندات الغير فلسطينية والغير وطنية.
نحن لسنا ضد نسج علاقات قوية خاصة بمحيطنا العربي والإسلامي، لكن بما يعود بالخير على المصلحة الوطنية العليا لشعبنا وقضيتنا، خاصة في ظل المرحلة الدقيقة والخطرة التي تمر بها قضيتنا، والمؤامرات التي تحاك والتهديدات والضغوطات التي تتعرض لها قيادتنا وعلى رأسها الرئيس محمود عباس (ابو مازن)، القيادة التي كانت وما زالت المؤتمن على الثوابت الفلسطينية، فيا حماس يصبح من المعيب ان لم يكن خيانة للوطن والدين، ان نسمع تصريحات على لسان الناطقين باسمكم، تريد اضعاف والنيل من صمود قيادتنا الفلسطينية.
وأخيرا نقول لحماس سامحكم الله عودوا لرشدكم، فالوقت مازال لديكم للتنفيذ الفوري لاتفاقيات المصالحة التي عقدت في القاهرة والدوحة، وان تكونوا جزء من الكل الوطني، لان شعبنا قد سئم الانتظار، والا فالتمرد عليكم قادم لا محالة، فشعبنا الأبي في غزة هاشم، والضفة والقدس ومناطق 48 وفي جميع مخيمات اللجوء واماكن الشتات الفلسطيني ، والذي قدم التضحيات الجسام دفاعا عن القرار الفلسطيني المستقل، لن يرحمكم ولن يغفر لكم التلاعب والمتاجرة به إرضاء لاجندات غير فلسطينية وتلبية لأوامر التنظيم الدولي للإخوان المسلمين.
* رئيس تحرير المكتب الصحفي الفلسطيني - الدنمارك "فلسطيننا"