تــدويل القضية الفلسطينية ومعاقبة إسرائيل

بقلم: 

دخل الفلسطينيون في معترك المحافل الدولية لاستعادة أرضهم المسلوبة والتي يتفاوضون عليها منذ أكثر  من عشرين عاماً  وبرعاية أميركية، ولكن دون جدوى، فمن اتفاقية اوسلو إلى كافة ملاحقها استطاعت اسرائيل التنصل دائماً، موقعةً الولايات المتحدة في شــرك العملية السياسية وفي انضمامها نحو محاربة ما جرى تسميته الإرهاب.

هذه المرة لعلها مختلفة عن غيرها.. فالقيادة الفلسطينية رأت أن كل ما طرحه وزير الخارجية الأميركية جون كيري ضمن " ورقته" او خطته أو "اتفاق الاطار"  هو في مجمله وجهة النظر  الإسرائيلية كاملةً لا زيادة ولا نقصان فيها، سـوى آلية طرحها والتي اتفق على أن تكون من خلال مهمة كيري إلى الشرق الأوسط.

أخطأت الولايات المتحدة في تقديرها للموقف السياسي والوضع الذي "حشرت" من خلاله الرئيس محمود عباس في " زاوية" اللا حل ، أو الموافقة على ما هو دون الحل السياسي والذي من شأنه أن يُعلي من شأن قيادة منظمة التحرير وفقاً لما طرحته في وثيقة إعلان الاستقلال مع إجراء بعض التعديلات الطفيفة على حدود الدولة العتيدة.

هذه المرة اعتقد أنها مختلفة تماماً عن سابقاتها، فهي تأتي رداً على الصفعة الإسرائيلية لجون كيري بنقض اتفاق الإفراج عن الدفعة الرابعة والاخيرة من أسرى ما قبل أوسلو، وتأتي أيضاَ بعد أن أصبحت فلسطين دولة غير عضو في الأمم المتحدة بصفة مراقب، وهذا مستجد لم يكن من قبل، أضف الى ذلك الانظمة العربية الجديدة بعد الثورات، والصراع الإيراني الأميركي وتوجه السعودية لأن تتخذ مكاناً بدل القاهرة عاصمة العرب.

الخطوة الأخيرة سياسية وتـكتيك تفاوضي جديد لم تعهده الولايات المتحدة وإسرائيل من قبل، وحتى تبقى القيادة ملتزمةً بالحل التفاوضي لا بد من وقفات في محطات التفاوض كافة، يسعى من خلالها الفلسطيني إلى طرق أبواب المنظمات الدولية كافةً لاستعادة الحق الفلسطيني وإعادة القضية الفلسطينية إلى قلب العالم ليعمل على إنهاء آخر احتلال في العالم.