أنفاق غزة .. السلاح الاستراتيجي في وجه العدو

بقلم: 

أنفاق غزة الهجومية، وتطور أساليب المقاومة في القطاع يمثل الشغل الشاغل للكيان الصهيوني، وذلك ضمن الاستعدادات لأية معركة عسكرية جديدة مع القطاع؛ ويعتبر الكيان أن أنفاق غزة لها دور بارز في المعركة الأخيرة عدوان 2014م على غزة، خاصة أن هناك تقرير (إسرائيلي ) حديث يتحدث عن الإخفاقات الكبير للجنود الصهاينة في الحرب الأخيرة، وذلك بسبب الجهل الكبير لضباط الجيش الصهيوني بالتعامل مع أنفاق غزة الهجومية، والتي شكلت السلاح الاستراتيجي في الحرب الأخيرة مع غزة.
وإن وحدات الاستخبارات الصهيونية والرصد والمتابعة العسكرية ترصد باستمرار أية تطورات تدخلها المقاومة على الأسلحة التي تمتلكها، بل إن الكيان الصهيوني يتابع بجدية التجارب الصاروخية التي تجريها فصائل المقاومة؛ ولكن وتبقى أنفاق المقاومة الفلسطينية الهجومية على الحدود هي السلاح الأقوى والاستراتيجي في أي معركة قادمة مع الكيان؛ أما سياسة تعامل الكيان العبري مع أنفاق غزة الهجومية تبقى من الأمور التي تتربع على عرش أولويات وزارة الدفاع الصهيونية، وأولويات مجلس" الكابينت" خاصة عند اتخاذ القرارات العسكرية الحاسمة في التعامل مع قطاع غزة .
إن المتابع للتقارير الإعلامية والسياسية داخل الكيان يدرك مدى القلق الكبير  في الكيان من خطورة الأنفاق على أية معركة عسكرية قادمة، وخطورة التطور العسكري الكبير في  استعدادات كتائب القسام وفصائل المقاومة لأية مواجهة عسكرية مع الكيان؛ وقد أعلن صراحة رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الصهيوني (آفي ديختر) إن ( إسرائيل) تبذل جهودا كبيرة على كافة المستويات حتى لا تصيبها مفاجأة من أنفاق حركة حماس، وذلك عبر التطوير التقني والموازنات المالية وطرق القتال وجمع المعلومات للنجاح في التعامل مع هذا التهديد الأمني، مشددا على أن حماس تستثمر المزيد من جهودها البشرية والمالية والتسليحية في الأنفاق، موضحا أن في غزة أكثر من ألف شاب ينزلون إلى الأنفاق لأنهم يعرفون أنهم في المواجهة القادمة سيحتاجون إليها، فالأنفاق تمنحهم إمكانية تغيير وجه المعركة من خلال إرسال عدة خلايا مسلحة إلى داخل حدود الكيان، وأن مواجهة (إسرائيل) مع  حركة حماس ستكون في وضع مختلف عما كان عليه عشية نهاية الحرب الأخيرة على القطاع عام 2014م.
هذه المخاوف من تطور أنفاق المقاومة والقدرات العسكرية الحديثة التي تمتلكها كتائب القسام تحدثت عنها إذاعة الجيش العبري في تقرير حديث نشرته عن الإخفاقات الكبيرة للجيش (الإسرائيلي) خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وقد قامت لجنة في الجيش بإجراء تحقيق شامل عن تعامل الجنود الصهاينة مع أحداث الحرب الأخيرة، وتتكون هذه اللجنة من ضباط الجيش الإسرائيلي وتحوي أكثر من 30 ضابطاً وخبيراً، فيما  يعد هذا  التحقيق الأشمل الذي شارك فيه تقريباً عدد كبير من  ضباط الجيش الذين كان له دور بارز في الحرب الأخير  .
وتحدثت لجنة التحقيق الإسرائيلية أن سلسلة أن حجم الإخفاقات للجيش الصهيوني في الحرب كان أكبر مما هو شائع، وأن خطرَ الأنفاق كان أقرب إلى "المجهول" لدى قادة الجيش، وأن هناك سلسلةَ عيوب والأخطاء كانت ملموسة في أداء الجيش، وقد عرضَ التحقيق لعدد من العيوب والأخطاء الكبيرة  في جاهزية الجيش على مختلف مستوياته، وخصوصاً كل ما يتعلق بخطر الأنفاق، وجاء في خلاصة التحقيق الإسرائيلي أنه "عشية الحرب، كانت الأنفاق الهجومية بالنسبة لمعظم قادة القوات المشاركة نوعاً من المجهول.. كان هناك إدراك للخطر، ولكن شدته وأبعاده لم تكن مدركة وكان تعامل الجنود مع الأنفاق ارتجالياً، وأكد ضباط شاركوا في الحرب أنهم لم يُدركوا المغزى الحقيقي للأنفاق إلا بعدما واجهوها مباشرة للمرة الأولى.
كما تحدثت اللجنة الصهيونية عن أن منظومات القيادة والسيطرة لدى المقاومة الفلسطينية ومنظومته الصاروخية عملت باستمرار حتى اليوم الأخير من الحرب، وأن وعدد المصابين أساساً في صفوف حماس كان متدنياً نسبياً مقارنةً بحجم النيران المستخدمة"، كما أوضح التحقيق أن تخطيط الأوامر الميدانية للجيش الإسرائيلي عانى من العيوب، وهو ما أثرّ على الطريقة التي بنى فيها الجيش الإسرائيلي وحداته القتالية في قطاع غزة.
إن هذه النتائج الخطيرة على مستوى إخفاقات الجيش الصهيوني في الحرب الأخيرة على القطاع كان لها الصدى الكبير لدى رئيس وزراء الكيان الصهيوني (نتنياهو) ومجلس الوزراء المصغر (الكابينت) حيث أن مثل هذه النتائج المفزعة لها مدلولات خطيرة على أي معركة قادمة مع قطاع غزة ، حيث أوردت مصادر عسكرية صهيونية بأن بان التقرير بمثابة تحقيق داخلي خاص بقيادة الجيش وأكد أن "إسرائيل" لم تكن مستعدة للتهديد الذي تشكله الأنفاق خلال حرب 2014، وفق ما نقلت وسائل الإعلام.
إن الكيان الصهيوني يحسب ألف حساب لغزة واستعداداتها العسكرية، وإن فصائل المقاومة الفلسطينية تأخذ بالحسبان الرصد (الإسرائيلي) لتطورات أساليب المقاومة، ولكن لا يخفى على أحد مدى اعتماد القسام وفصائل المقاومة على سلاح الأنفاق كسلاح استراتيجي في مقاومة العدو والدفاع عن قطاع غزة في أي هجوم عسكري جديد؛ لذا تبقى أنفاق غزة الهجومية اللغز المحير للكيان في كيفية التعامل مع هذه الأنفاق في أية حرب عسكرية قادمة مع القطاع .