العالم يكره اسرائيل

بقلم: 

كلنا يعلم ويرف تماما كيف نشأت اسرائيل فوق ارض فلسطين بفعل اغتصابها لارض شعب اخر بمساعدة دول استعمارية بغيضة، وهي بكينونتها ككيان صهيوني مغتصب لا تتفق باي حال مع الحد الادنى من المبادىء التي رسختها تجارب الشعوب والامم عبر التاريخ، ومن الناحية القانونية والسياسية ليس لها اي سبب او مرجع قانوني وهذا ما ابقينا عليه على طول الصراع نحن اليوم واجدادنا في الامس.
المتتبع لنظرة الشعوب حول العالم في الشرق والغرب وخلف المحيطات والبحور واليابسة على الامتداد كله يدرك مدى كره العالم بمختلف فئاته واتجاهاته التكوينية لاسرائيل واعتبارها مارقة ودولة ارهاب من الطراز الاول، في حديث مع بعض الاجانب في زيارة ما كانت نظرتهم تشاؤمية من حيث عدم رغبتهم في زيارة المنطقة لما تشكله حالة وجود بعض الصراعات وهذا مرتبط بوجود اسرائيل وعدم تلبيتها للحد الادني لمطالب القانون والمجتمع الدولي في الكف عن اعتداءها على الفلسطينيين.
وفي الحديث بعمق معهم ومع بعض السياسيين يظهر مدى كرهم لوجود اسرائيل من خلال الحقائق التي اصبحت تنقل مباشرة بواسطة مواقع التواصل الاجتماعي دون منتجة او رقابة اعلامية، فالحقيقة اصبحت تصل الى الجماهير الشعبية عبر الاثير مباشرة وخلال ثواني معدودة، فالضمير العالمي سيطرت عليه في هذا الوقت المبادىء الانسانية واصبح يحتكم الى ضميره ومقارنة مبادئه مع ما يجري دون الالتفات الى الاعلام والنقل المسموم او المفبرك، والالة الصهيونية التي درج الاستعمار الاعلامي والسياسي على رسمها كما يراهى وتتفق مع مصالحه التي لا تتفق مع الحق الفلسطيني. لان مشاكل العالم كلها نقطة ارتكازها وجود اسرائيل وحلها بتغييب اسرائيل.
لذا واذا ما نظرنا الى لغة الخطاب الفسطيني ومنذ اكثر من عشرة سنوات في ظل هذه الثورة فانها كانت وما زالت مخيبة للامال وخاصة الانقسام الفلسطيني وصب مواردنا في هذا الاتجاه لاتهام متبادل وخاصة بين الضفة وغزة، فحان الوقت لاستغلال هذا الكره لصالحنا.
اجزم كذلك بانه لا يوجد لغة خطاب قوية لدى المؤسسات الفلسطينية او العربية في معظمها وان سفاراتنا في الدول المختلفة مشغولة بعيدا عن محاورة وتكريس هذا الكره الى افعال مادية لدى هذه الشعوب، فسمعنا من البعض يقول بانني لا يمكن ان اكون عربيا اكثر من العربي والبعض الاخر لا يمكن ان اكون فلسطينيا اكثر من الفلسطينيين انفسهم.
ولا اظلم احدا ان قلت في ظل تغييب الكفاءات الفسطينية عن المشهد انه لا يوجد قائد فلسطيني الا ما ندر ولا يسمع له، قادر على مخاطبت الجماهير التي تكره اسرائيل بحرية وبقدرات مؤهلة له، فيجب على المؤسسات الفلسطينية محاولة ايجاب صيغ وخطط للنهوض بهذا الواقع المؤلم وتعزيز مقاربة الراي العام العالمي وبلغات قادر على ان يفهمها بسهولة، لعلها تكون الحل نحو وجود لائق ودولة فلسطينية وتشجيع هؤلاء الذين يكرون اسرائيل والكيان المغتصب.