ما زال ناجي العلي حاضرا برسوماته

بقلم: 

على الرغم من أنهم نالوا منك يا ناجي، إلا أن رسوماتك ما زالت تعيش فينا، ولقد تميزت يا ناجي بالنقد اللاذع ، وكان الفضل في نشر رسوماتك الشهيد غسان كنفاني، كما ارتبط اسمك يا ناجي العلي بحنظلة، الشخصية التي ابتدعتها، والتي وتمثل صبيا في العاشرة من عمره، يمثل الفلسطيني المعذب الذي يواجه الصعاب. فلا أحد من الفلسطينيين والعرب ينسى حنظلة، الذي لقي رسمه وصاحبه حب الجماهير العربية كلها وبخاصة الفلسطينية، لأن حنظلة هو رمز للفلسطيني المعذب والقوي رغم كل المعاناة، التي كانت تواجهه فهو شاهد صادق على الأحداث، ولم يخف أحدا.

ففي ذكر اغتيالك اليوم نتذكرك، مع أنّكَ دائما على بالنا، ولم ننساك، وننسى رسوماتكِ، فأنت كنت تمثل القضية الفلسطينية، لكنهم اغتالوكَ، لأنك أغظتهم برسوماتكِ المعبرة. لقد هاجمت ريشتك كلاب السياسة بذات الشراسة، التي يستقبل بها نباحهم، فأنت دفعت ثمن شجاعتكِ في الرأي المعبر من خلال رسوماتكِ، التي أشبه ببيان ثورة ضد أعداء الأمة العربية ومقدساتها المسيحية والإسلامية العربية والفلسطينية خصوصاً، ولكل من تسول له نفسه المساس بالقضية الفلسطينية باعتبارها قضية مركزية للأمة العربية، فأنت في رسوماتكِ أوحيت لنا بأن لا حلول وسطاً ما بين أن نكون أو لا نكون، ما بين الحياة والموت دفاعاً عن حياض الوطن. لقد اغتالوكَ لأن رسوماتك كانت كرصاصات واضحة البيان في أزمنة الصمت العربية على ما يجري للشعب الفلسطيني، الذي ما زال يئن تحت الاحتلال. فرغم رحيلك، إلا أنّكَ ما زلت حاضرا برسوماتكِ التي تملأ جدران الوطن.