إسرائيل متخوفة من سقوط السيسي

زمن برس، فلسطين: قالت شبكة أخبار "بلومبرج" الأمريكية إن هناك مخاوف متزايدة الآن من حلفاء الرئيس السيسي من سيطرته على "الجهاديين" و"التنظيمات الإرهابية" على حد وصفهم، حيث نقلت عن مسؤولين إسرائيليين مخاوفهم من احتمال ترك السيسي للسلطة.

وأشارت الشبكة إلى أنه منذ عام 2013، والسيسي يشدد من قبضته الأمنية على البلاد، حيث سجن وقتل وأقصى معارضيه خاصةً الإسلاميين، على حد قولها.

وفي حوار له في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى قال "فين ويبر" العضو الجمهوري السابق في الكونجرس، والرئيس المشارك لفريق عمل مركز الأبحاث حول السياسة المصرية، إنه خلال حديثه مع بعض المسؤولين الإسرائيليين وآخرين فإنهم أبدوا له مخاوفهم من سقوط نظام السيسي.

وأضاف ويبر "خلال مواجهتنا للعديد من المسؤولين داخل وخارج إسرائيل، أجمعوا على مخاوفهم من عدم إكمال الرئيس السيسي لمدته الرئاسية"، مشيرًا إلى أن ممثلي الحكومة الإسرائيلية رفضوا التعليق على تقريره، حيث اجتمع فريق عمل ويبر مع مسؤولين كبار في الأمن الإسرائيلي ودبلوماسيين، وفقًا لما ذكره التقرير الصادر عن الفريق هذا الأسبوع.

وتابع ويبر "في ظل التهديدات المستمرة بالقتل التي يعاني منها السيسي، العديد من الأشخاص لا يعلمون المكان الذي يقطن فيه بالتحديد"، مضيفًا "السؤال الأهم الذي يدور في رؤوس المسؤولين الإسرائيليين الآن هو هل ستنجح حكومة السيسي؟".

ورأت الشبكة الأمريكية أن السؤال حول قدرة السيسي على الاستمرار في السلطة هو حدث عاجل وجديد هذا الأسبوع، خاصةً بعد إعلان الحكومتين الأمريكية والبريطانية ضلوع تنظيم "داعش" في تفجير الطائرة الروسية فوق سيناء.

من جانبه، قال "جرج كريج" المحامي البارز السابق في إدارة الرئيس أوباما، والمشارك الرئيسي في فريق عمل المعهد، إن "الجيش المصري يعمل بقرب أكثر مما كان عليه في أي وقت سابق مع المخابرات الإسرائيلية، خاصةً فيما يتعلق بالأوضاع في شبه جزيرة سيناء، ولكن رغم ذلك أعطى أحد المحللين العسكريين الإسرائيليين درجة منخفضة جدا للعمليات التي يقوم بها الجيش المصري ضد داعش".

وأوضحت "بلومبرج" أن الحكومة الإسرائيلية تتمتع بتعاون غير مسبوق مع نظام الرئيس السيسي، خاصةً فيما يتعلق بسيناء وتدمير الأنفاق الحدودية، لذلك فإنه إذا سقط نظام السيسي فإن إسرائيل ستواجه عداءً من جارتها الجنوبية، حسب قول الشبكة.

وألمحت الشبكة إلى أن الاغتيالات السياسية معروفة وشائعة في التاريخ المصري الحديث، ففي عام 1981 اغتال الجهاديون الرئيس السادات صاحب اتفاقية السلام مع إسرائيل، وفي عام 1995 حاول آخرون اغتيال الرئيس محمد حسني مبارك خلال زيارته إلى إثيوبيا، لذلك فهو مثل سابقيه، يواجه السيسي تهديدات، وربما من داخل الجيش نفسه، ففي أغسطس الماضي قضت محكمة عسكرية بالسجن على 26 ضابطًا لاتهامهم بمحاولة الانقلاب على الرئيس.

كما قال اللواء المتقاعد، سامح سيف اليزل، لمجلة "فورين بوليسي" العام الماضي، إن ما بين 2 مليون و3 ملايين شخص يكرهون الرئيس وإن "كل شخص يعلم أنه مستهدف".

بينما أعرب مسؤولون أمريكيون وخبراء من خارج الولايات المتحدة للشبكة عن مخاوفهم من أن يؤدي أسلوب القبضة الأمنية المحكمة التي ينتهجها السيسي إلى إسقاط حكومته.

ففي ذات السياق، قال "ميشيل دان"، مدير برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كاريني للسلم، إن "السياسة التي ينتهجها السيسي تؤدي لخلق العديد من الأعداء له داخل البلاد"، مضيفا "هناك احتمالية أن أحد هؤلاء الأعداء قد يشن هجوما عليه سواءً من خلال العنف أو الانقلاب.. هناك العديد من الأشياء التي يصعب التنبؤ بها".

من جانبه، قال "ديفين نونيس" رئيس الأعضاء الجمهوريين بلجنة الاستخبارات بمجلس النواب للشبكة، إن "احتمالية اغتيال السيسي مقلقة بدرجة أقل من القضية الأكبر، وهي استقرار مصر". مضيفا "جميع القادة في المنطقة تحت تهديد مستمر بالقتل، ولكن ليس هذا ما يهمني".

وأضاف نونيس -الذي قام بجولة مع السيسي في شبه جزيرة سيناء هذا العام- "ما يقلقني هو عدم الاستقرار الاقتصادي الذي يزداد، وانضمام العديد من الشباب للجماعات الجهادية"، متمنيًا أن "يستطيع الرئيس السيسي الإبقاء على تماسك البلاد".

وتابع العضو الجمهوري بمجلس النواب "علاوة على ذلك، الجهاديون يتجولون في كل مكان بسيناء، وعلى الجانب الغربي توجد ليبيا، حيث لا توجد لدينا أي خطط هناك، وهذا بالطبع سيوقع مصر داخل دوامة الفوضى".

وأشارت الشبكة في نهاية تقريرها إلى أن العديد من حلفاء السيسي يخشون من كون التهديد الأكبر لحكمه ليس من التدخل الدولي، ولكن من الداخل المصري، "حيث تحول العديد من المصريين إلى راديكاليين بسبب قبضته الأمنية التي ينتهجها لتعزيز حكمه".

حرره: 
م . ع