القوة لوقف الإرهاب

نتنياهو

لم تُهزم إسرائيل في حروبها الوجودية وستتجاوز الحرب الحالية
بقلم بوعز بسموت

لماذا يختار المخربون والمخربات ـ بمن فيهم ابن الـ 13 سنة ـ في موجة الإرهاب الحالية، الموت؟ هذا ليس بسبب اليأس، بل شيء آخر. شيء مرضي إلى حد كبير. توجد أمامنا ظاهرة لم نعرفها من قبل. نوع من الفيروس الإرهابي المعدي ينتقل من واحد إلى الآخر.

واقع الشرق الاوسط المريض فقط يستطيع انتاج سيناريو بشع مثل العملية التي حدثت أمس في بسغات زئيف: شاب عربي ابن 13 سنة خرج مع قريب له عمره 15، مُسلح بسكين في رحلة صيد اليهود. وأراد القدَر أن تكون الضحية عمرها 13 سنة ايضا وهو يركب على الدراجة. العربي أراد أن يقتل حتى وإن كانت النتيجة موته، وأراد اليهودي أن يعيش حتى وإن كانت الحياة صعبة احيانا.

الشباب في جيل 13 سنة يدركون أن الحياة هي مبدأ سامي وأن الموت يمكنه الانتظار. هذا على الأقل ما يفترض أن يسمعوه في البيت من البالغين. إلا أن حرب السكاكين ضد مواطني إسرائيل التي وصلت أمس إلى يومها الثاني عشر تعلمنا أن الشرق الاوسط لا يتقاطع معنا بالمباديء والقيم. حرب السكاكين تضعنا أمام واقع متشائم حيث لا يخاف الشباب والشابات الفلسطينيون من الموت طالما أنهم يقتلون اليهود.

يا ليت هذا كان نابعا من اليأس ـ لأنه كان يمكن حينها التفهم. اليأس موجود في منطقتنا: في سوريا والعراق واليمن وليبيا. اسألوا المسلمين الذين يعيشون تحت إمرة داعش. لكن اليأس لا يسكن عندنا. ليس في اوساط اليهود ولا في اوساط العرب. هل يستطيع أحد تفسير كيف أن شابة عربية عمرها 19 سنة تدرس التاريخ في الجامعة، تكون يائسة؟ لماذا ترفع أم لاولاد وعمرها 29 سنة وهي طالبة ماجستير، السكين في محطة الباصات في العفولة؟ لماذا من بين كل الخيارات الموجودة أمامهم يختارون الموت؟ هذا ليس يأسا ـ هذا شيء آخر. شيء مرضي جدا جدا. نحن أمام ظاهرة لم نعرفها: نوع من الفيروس الإرهابي المعدي الذي ينتقل من شخص إلى آخر. نوع من المرض النفسي يحصل على الشرعية من اماكن مقدسة.

إن قصص ألف ليلة وليلة عن اليهود الذين يريدون بناء الهيكل وتدمير المسجد الاقصى تنتشر في الانترنت. لأن اعضاء في الكنيست في القائمة العربية الموحدة يعتقدون أنهم انتخبوا ليكونوا عبدة اصنام، حتى وإن صوروا أنفسهم في وسائل الإعلام على أنهم مطفئو الحرائق. كل ذلك يمنح اولئك الشباب فجأة شرعية من الله للقتل.

لقد عشنا في الماضي معارك صعبة، ويجب وضع الامور في نصابها. يمكن القول إنه بعد أن تجاوزنا المعركة الصعبة في 1948 و1973 وانتفاضتين كبيرتين فاننا سنتجاوز هذه المعركة ايضا التي قد يكون فيها سلاح يوم الحساب هو النونشاكو والنينجا.

لكن في ايام مجنونة كهذه بحاجة إلى قوة في الميدان. على الشاب الذي يركب الدراجة الهوائية في بسغات زئيف أن يشاهد الجنود أمامه وخلفه وليس المخربين. إنها ليست انتفاضة بعد، ونأمل أن لا تصبح كذلك. لكننا دخلنا إلى معركة الاعصاب المكشوفة. تواجد الشرطة والجنود المكثف سيساعد على تهدئة المواطنين.
لم تُهزم إسرائيل في حروبها الوجودية وستتجاوز حرب آكلي لحوم البشر الحالية.

إسرائيل اليوم 

حرره: 
س.ع