كل نقد هو كفر

نقد

بقلم: عاموس هرئيل

التحقيق الذي بثه الاسبوع الماضي برنامج «عوفدا» التلفزيوني عن المعركة التي قتل فيها في الصيف الماضي سبعة جنود في مجنزرة غولاني في حي الشجاعة في غزة يمس بامن الدولة ـ هذا الادعاء المفاجيء أطلقه مؤخرا ضابط كبير في الجيش الاسرائيلي. لا شك أن التحقيق الذي استعاد سلسلة القرارات ونقاط الخلل التي في نهايتها اصيبت مجنزرة ام 113 القديمة، اثار حرجا ما في القيادة العسكرية. ومعقول انه القى بظلاله ايضا على علاقات الجيش ببعض من العائلات التي ثكلت أبناءها في المعركة. ولكن ماذا بين هذا وبين المس بامن الدولية؟

تذكر الملاحظة بادعاءات انطلقت في اثناء الحروب التي كانت موضع خلاف عميق، من جانب جنرالات امريكيين في اثناء حرب فيتنام، أو سياسيين اسرائيليين في اثناء حرب لبنان الاولى. ولكن الحرب الاخيرة في قطاع غزة حظيت بالاجمال بعناق آخر من الاجماع الاسرائيلي. وباستثناء انتقاد محدود من اليسار، ساد في أثناء الحرب اجماع شبه جارف بين الجمهور لان حماس هي التي بادرت إلى القتال، واطلاق الصواريخ الكثيف من غزة إلى الاراضي الاسرائيلية استدعى ردا عسكريا شديدا وأنه كانت حاجة إلى خطوة لتدمير الانفاق الهجومية على الحدود. فلماذا يشعر الضباط بالتهديد من تحقيق موضعي؟
الجيش الاسرائيلي، واكثر من ذلك الجنود انفسهم، محبوب جدا في المجتمع الاسرائيلي، كما تشير كل الاستطلاعات التي أجريت في العقود الاخيرة. وفي نفس الوقت، تجري مسيرة متواصلة تضعف فيها أجهزة الرقابة والاشراف الخارجية على الجيش. ويفترض أن تملأ الفراغ، بقدر ما، وسائل الاعلام. ولكن على مدى قسم هام من الوقت تخطيء هذه في اداء مهامها.
فالحرب في غزة هي مثال جيد على غياب آليات الرقابة الناجعة على جهاز الامن. وحين يوجه رغم ذلك انتقاد شديد، في حالات نادرة للغاية، يرد الجيش في الغالب بالمفاجأة، بل وبالشعور بالاهانة. ان قضية التقرير المسحوب للجنة الخارجية والامن في الكنيست عن الحرب تكاد تكون كل شيء. فقد حققت اللجنة مع عشرات الوزراء والضباط، راجعت مئات الوثائق الداخلية، ولكنها أوقفت عملها مع اعلان الانتخابات وليس لديها أي نية لاستئنافه في أعقابها. فهل كانت حرب؟ هذا موضوع لاحتفالات اوسمة البطولة، وليس للمراجعات الجذرية.
الى الامام: لقد سن لمجلس الامن القومي قبل بضع سنوات قانون ممتاز، يضع في يديع صلاحيات رقابة واسعة. ولكن المجلس يواصل العمل بالاساس كهيئة بحثية لرئيس الوزراء، لراحة قادة اذرع الامن الذين لا يسارعون إلى استقبال النبش الخارجي في شؤونهم. اما مكتب مراقب الدولة ولا سيما الدائرة الامنية فيه، فيشارك فيها عاملون مجربون، جديون. القانون هو الاخر يمنحه اسنان. ولكن بداية، يستغرق وضع التقارير زمنا طويلا. وثانية، يخيل ان الروح القتالية في قيادة المكتب لم تعد كما كانت عليه.
ان الخطوة الواعية لحكومة نتنياهو في أن تنصب في منصبي المستشار القانوني للحكومة ومراقب الدولة افراد من حماة الحمى الاكثر تسامحا، تضعف ليس فقط المعركة في سبيل طهارة المقاييس بل وايضا آليات الرقابة الخارجية على جهاز الامن. فلجنة رقابة الدولة في الكنيست ضعيفة وغير ذات صلة. وفي بعض تقارير المراقب حتى لا تحرص على اجراء النقاش فيها كما يتطلب القانون.
فماذا بالنسبة للطريقة التي يحقق فيها الجيش مع نفسه. جودة التحقيقات، وبالتأكيد حول الحرب الاخيرة موضع خلاف. فقد نشر «صوت الجيش» وبعد ذلك برنامج «عوفدا» في الاسبوعين الاخيرين من تحقيقات جفعاتي عن احداث يوم الجمعة الاسود في رفح. وتؤكد النتائج في معظمها تفاصيل تحقيق «هآرتس» الذي نشر هنا بعد نحو اسبوع من المعركة.
لقد اعرف قادة اللواء علنا بعدة اخطاء، ولكن مسألة مركزية واحدة بحث فقط بشكل محدود في تحقيق جفعاتي: سياسة استخدام النار، حول اعلان جراء «هنيبعل» بعد أن تبين اختطاف جثة الملازم هدار غولدن. في هذا الشأن لا تزال حاجة إلى اتخاذ قرار من النائب العسكري الرئيس اللواء داني عفروني، اذا كان يجب فتح تحقيق من الشرطة العسكرية عقب موت عشرات المدنيين الفلسطينيين. سلسلة من كبار المسؤولين، من وزير الدفاع موشيه يعلون فما دونه، اعربوا منذ الان عن معارضة قاطعة لتدخل النيابة العامة في القضية وانتقدوا أيضا فتح تحقيقات اخرى.
في الوقت الذي عنيت فيه قيادة المنطقة الجنوبية بعدد كبير وشاذ من التحقيقات، على نحو متوازٍ، كانت على ما يبدو فجوات حقيقية في التحقيق على مستوى هيئة الاركان. وخلافا لسلوكه بعد حرب لبنان الثانية، حرص الجيش الاسرائيلي هذه المرة على عدم منح موطيء قدم لرجال الاحتياط في التحقيقات. في 2006 جعل فريق من الجنرالات في الاحتياط ممن ترأسوا طواقم التحقيق ـ دورون الموغ، موشيه سوكينك، يورام يئير وأخرون ـ جعلوا الموت للجيش حين وجهوا انتقادات شديدة على ادائه في الحرب. اما هذه المرة، ولما كان لم يدعَ الاحتياط للمشاركة في القتال نفسه، فقد ابعد الضباط الكبار المتقاعدون عن التحقيق فيه ايضا.
لقد صرح رئيس شعبة التخطيط في هيئة الاركان اللواء نمرود شيفر هذا الشهر في مقابلة مع «اسرائيل اليوم» بان الجيش بحاجة ماسة إلى الشرعية الجماهيرية لاعماله. ويخيل احيانا ان قسما لا بأس به من الصحافة الاسرائيلية مستعدة لان تمنع هذه الريح المساندة دون تشكيك أو اسئلة تقريبا. اما البرنامج عن الشجاعة فهو الاستثناء وليس القاعدة. جملة من التقارير الصحفية في الاعياد في وسائل الاعلام تضمن ضمن امور اخرى زيارة مصورة لوحدة الغواصات البحرية، تغطية لمناورة المدرسة العسكرية لمكافحة الارهاب في أبراج عزريئيلي، مقابلة منحت فيها فرصة لقادة كتائب جفعاتي لاغداق المدائح من كل القلب لقائد لوائهم وتقرير ملون عن قيادة سرية من قيادة الجبهة الداخلية التي تعتقل فلسطينيين في المناطق.
ثمة، بالطبع، الكثير من الحقيقة ايضا في الادعاءات التي يوجهها الجيش لوسائل الاعلام. كعكة المداخيل المقلصة للصحف والقنوات جعلت المنافسة بينها ميدان قتال تحطمت فيه القواعد المتفق عليها. وقسم كبير من المفاوضات الاوية مع الجيش عن تنسيق المقابلات والتقارير الصحفية يجري في اجواء من الشك والتهديد. ويجد رجال الناطق العسكري أنفسهم غير مرة يطفئون الحرائق حيال ضابط كبار وعائلات ثكلى.
ولا يزال يحظى الجيش بشكل عام بمنصة وبموقف عاطف يمكن لكل هيئة اخرى في الدولة ان تحسده عليهما فقط. فتحت تصرف الجيش توجد منظومة خبيرة من العلاقات العامة التي كادت تضاعف حجم قواها البشرية ثلاثة اضعاف في العقود الاخيرة. وفي نفس الوقت، فان مكانة الناطقين آخذة في التعزز، قريبا من اذن رئيس الاركان. ويوفر الجيش لوسائل الاعلام ما يريده هو، وعلى ما يبدو ما يريده المواطنون ايضا: مخزون لا نهاية له من قصص البطولة والمشاعر، ما يجعل الدموع ترغرغ في العيون. ومع السنين، بتأثير دخول ثقافة البرامج الواقعية إلى الزمن الذروة التلفزيونية، فان الشكل الذي تقدم فيه التقارير الصحفية العسكرية تغير هو الاخر. فالخلفية الموسيقية العاطفية ترافق تقارير الحداد والذكرى. وهذا يعد اليوم جزءا لا يتجزأ من كل تغطية للمعركة. والمنافس الحقيقي للتقرير عن غولاني هو الحلقة الاخيرة من «الاخ الاكبر»، بحيث لم يعد هذا بحثا جافا عن حجم ميزانية الدفاع. ويوجد بالطبع وجه ايجابي في قصص البطولة والتخليد، ولكن عندما يكون قسم كبير بهذا القدر من الانشغال الاعلامي يدور حول المواقع الرقيقة، الحسية، فانه تنشأ مسيرة استكمالية لاضعاف هيئات الرقابة الخارجية على جهاز الامن.

سلسلة أسئلة مقلقة

ان الامتناع عن الانشغال بالمسائل الاكثر ثقلا يرتبط ايضا بما وصفه النائب عوفر شيلح بعد الحرب ككبت الخوف من أن يكون «الجيش الاسرائيلي ليس جيشا جيدا بالقدر الذي نعتقد». هذه مسألة ينبغي التوجه اليها بحذر، على اطراف الاصابع، بالتأكيد في نهاية اسبوع كله ذكرى واستقلال. ولكن هيا نعود للحظة إلى المعركة في الشجاعية، احدى المعارك الشديدة في الحرب، التي وقعت كلها في القطاع على عمق كيلو متر ـ اثنين في الاراضي الفلسطينية. لقد عرض تحقيق «عوفدا» الدخول في مجنزرة قديمة، الثغرات في اعداد القوات، نقاط الخلل التكتيكية. اما النقاش في جودة المجنزرات فمهم ـ والجيش يستغله لاغراضه، حيث يركز على مطلب شراء المزيد من مجنزرات «نمر» الجديدة والاكثر تحصينا ـ ولكنه يطرح المزيد من الاسئلة المقلقة: ماذا كانت الاعتبارات خلف حركة المجنزرات بدلا من مشاة نحو الاهداف ـ رغم المسافة القصيرة وخلافا لطريقة العمل التي اختارتها بعض الالوية الاخرى التي قاتلت في القطاع؟ ولماذا لم تسبق الاندفاع إلى الداخل محاولة لممارسة خطوة تضليل أو خداع؟ لماذا لم يجرِ هجوم جوي أولي بشدة مناسبة، في ضوء المقاومة الشديدة التي كانت متوقعة؟
في تقرير صحفي منافس، اعد على عجل وبعث في القناة 10، وصفت اصابة الصاروخ للمجنزرة، التي توقفت عقب خلل قرب فتحة نفق حماس كـ «صدفة شبه قدرية». وهذا بعيد عن ان يكون تفسير مرضٍ. الموضوع الاوسع هنا هو غياب التجربة وانعدام الخبرة الكافية لدى الجيش في الحرب في محيط مديني مكتظ، ولا بد عندما يتصدى لاول مرة بمثل هذه القوة لمنظومة القتال التحت ارضية لحماس. ويبدو ان هذا هو التحدي الاشد والاكثر صلة امام الجيش في السنوات القادمة ـ في غزة وفي لبنان. وفي ضوء انعدام الاستقرار على الحدود، فان الاحتمالات لاندلاع مواجهة اخرى، ولا سيما في غزة، عالية جدا.
لقد قتل في المعارك في الشجاعية، إلى جانب سبعة جنود المجنزرة من كتيبة 13، 9 آخرون من مقاتلو غولاني. قائد اللواء وثلاثة من قادة الكتائب فيه اصيبوا (اثنان، اصيبا بجراح خطيرة لم ينتعشا حتى اليوم بشكل يسمح لهما بالعودة إلى قيادة كتيبتيهما). أولم تكشف الحرب في غزة مشكلة بعيدة السنين في الجيش البري، تغطي فيها الفجوة في التأهيل والوسائل المناسبة، قدرة ارتجالية عالية، يقظة وبسالة استثنائية عندما تندلع الحرب؟ ثمة من سيقولون ان بالتأكيد هذا ما يحصل في كل حرب. الفكرة نفسها ـ الايفاء بالمهامة في المعركة، حتى بثمن عال ـ جديرة بكل ثناء. ولكن من الصعب البحث بصدق في نقاط الخلل والقصورات التي تنكشف عندما يكون يسود في الخطاب الجماهيري رسالة شبه موحدة تقضي بان الجيش مقدس، معصوم عن الاخطاء وبالتالي محصن من النقد.
هذا حقل ألغام تخافه وسائل الاعلام. وحتى «عوفدا» سار فيه بحذر. فاحد لا يريد أن يمس بالاهالي الثكلى او ان يستخف بالتضحية والمخاطرة التي أخذها على عاتقهم القادة والجنود. ولا يزال، يجدر التحذير من فجوة التوقعات التي قد تنتهي بخيبة أمل شديدة في حالة جولة قتال اخرى، ولا سيما اذا ما وقعت في لبنان. قائد سلاح الجو، اللواء امير ايشل، سبق أن لاحظ في مقابلة مع مجلة السلاح بان لمنظومة القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ توجد قيود ستنكشف في حالة حرب اوسع وان «تقرير الفشل كتب منذ الان»، في ضوء التوقع الجماهيري المغلوط لحماية تامة توفرها القبة.
في الجانب الهجومي، طرأ تقدم كبير في قدرة الجيش على الحاق الضرر بالعدو. ولكن اسرائيل لا تزال تجد صعوبة في وضع حلول مرضية للتهديد الاساس الذي تشكله منظمات الارهاب وعلى راسها حزب الله ـ اطلاق الاف الصواريخ نحو الجبهة الداخلية.
رئيس الاركان الجديد، غادي آيزنكوت يواصل ميولا بدأت في ايام سلفه بيني غانتس وانتهج بالتوازي ايضا عدة تغييرات ضرورية في سلم الاولويات. ولكن الطريق طويل، ويخيل ان الحل اصعب مما يقدره الكثير من المواطنين. غير أنه بدلا من بحث جماهيري موضوعي في هذه الثغرات، او في الخلاف على حجم ميزانية الدفاع بالنسبة للاحتياجات الاجتماعية، فاننا نغرق في تقارير عاطفة سطحية عن الجيش تتجاوز كثيرا الاطار اللازم في يوم الذكرى. فاذا كان لواءا غولاني والمظليين يعرضان علينا كخلاصة الاسرائيلية في أفضل صورها، فما الذي يجعلنا نتوقع منهما أن يتحسنا؟ وسائل الاعلام، في معظم الاحوال، تربت للجيش الاسرائيلي على الكتف والجمهور يخرج باحساس بانه اذا ما وضع لواء مشاة اسرائيلي قيد الاختبار امام لواء غربي موازٍ، بريطاني أو امريكي، لكان شبابنا المتميزون سينتصرون بلا أي صعوبة.
فهل هذا بالضرورة هكذا؟ على مدى نحو عقدين وأنا اعطي انباء الجيش التقيت، في كل مكان تقريبا بضباط وضابطات متفانين، فهيمين. يخيل لي ان الاخلاقية التنظيمية في الجيش الاسرائيلي في معظمها نظيفة واكثر نزاهة من تلك المتبعة في معظم الاجهزة المدنية. ولكن الجيش والمجتمع الاسرائيلي يؤثرات الواحد على الاخر في الاتجاهين. فاذا كنا نصطدم كل يوم يمظاهر الاستهتار والارتجال في السلطات المحلية، في جهاز التعليم، في صندوق المرضى، فلماذا نعتقد بان الشاب الذي يصل إلى سن 18 ويرسل إلى الجيش، ستصبح الامور له افضل؟
ان اداء المهام العسكرية يحتاج، إلى جانب اليقظة والبسالة في المعركة، إلى مستوى عال جدا من النظام، التخطيط المسبق والانضباط ايضا. منذ سنوات والتقارير الدورية لمراقب الدولة تعكس صورة اخرى، اقل تشجيعا، في الجبهة الداخلية، في ادارة مخزون الذخيرة وقطع الغيار للجيش الاسرائيلي، في منظومة الاحتياط. أفلا يمكن، على الاقل عند رسم الرؤيا التنظيمية، تمني ان يدار الجيش بمقاييس اقرب لتلك المتبعة في معهد وايزمن، في انتل او في تشيك بوينت؟ مفهوم ان الحرب لا تجري في ظروف الصيدلية. المعركة هي اختبار انساني فظيع يجري في ظروف صعبة للغاية. ومع ذلك، يخيل أنه بدلا من الربت الدائم على الكتف، يمكن أن نسألة اذا كان ممكنا أن نقرب قليلا شكل الادارة الجارية للقوات البرية من الثقافة التنظيمية المتبعة في سلاح الجو.
بعد حرب لبنان الاولى، الفشل العسكري الذي نسي وكبت بسرعة على خلفية الخلاف السياسي على عدالة المعركة نفسها، نشر العقيد عمانويل فالد كتاب «لعنة الادوات المحطمة» الذي وجه انتقادا فتاكا لاداء الجيش في الحرب. فالد، في كتاب آثار جدالا حادا في الجيش وخارجه، شخص سلسلة مشاكل في اداء الجيش الاسرائيلي في حرب الايام الستة وما بعد. واعادة قراءة الكتاب، بعد نحو 30 سنة تبين على نحو مفاجيء أن عددا غير قليل من نقاط الخلل التي اشار اليها لا تزال على حالها.
في الاسبوع، قبيل يوم الاستقلال، نشر أرشيف الدولة سلسلة صور التقطت عند دخول الجيش في الحملات والحروب في جنوب لبنان وبعد ذلك في زمن الانسحابات منها. وقد بدا الجنود مبتسمين في طريقهم إلى الداخل ومبتسمين في طريقهم إلى الخارج. وبين هذه وتلك لم تكن سوى الدموع. فهل هذا سيكون بالضرورة مختلفا في المرة القادمة؟

 

حرره: 
م.م