مصر السيسي تستبعد إسرائيل من احتفال الاستثمار والعلاقات الدولية

السيسي

عن مؤتمر شرم الشيخ
بقلم سمدار بيري

 

هذا ما ينقص عبد الفتاح السيسي، الرئيس المصري: ان يتجول اسرائيليون، وزراء، نواب ومسؤولون اقتصاديون ـ بالاقدام في اراضيه الاقليمية ويلتقطون لانفسهم الصور الذاتية للانتخابات او للاعمال التجارية على حسابه. 30 حاكم، 100 دولة، عشرات الشركات الاقتصادية، مدراء البنوك وأكثر من الف مستثمر محتمل من العالم الواسع ومن الدول العربية حضروا في نهاية الاسبوع المؤتمر في شرم الشيخ. السيسي هو الذي قرر العنوان ـ «مصر المستقبل» ـ ولم يدع احدا يغرق في الاوهام: المستقبل منوط بتبرعات بالمليارات، تنقذ مصر من الحفرة العميقة التي سقطت فيها قبل اربع سنوات. إذا انهارت مصر، كما يحذر السيسي، فان الخطر سيحدق بكل دول المنطقة.

من لم يأتِ؟ عنوان سميك في «الاهرام» شرح امس بان سوريا، إيران واسرائيل لم تدع، «لانهم لا يستجيبون لمعايير الاستثمارات في مصر». فإيران لم يكن بوسعهم دعوتها بسبب السعودية، التي تعهدت بالتبرع بـ 4 مليار دولار لمصر. اما سوريا فلم يحلموا بدعوتها، حين يكون بشار الاسد، وليس فقط داعش، يواصل القتل. واسرائيل؟ في القدس بالذات حاولوا الجدال مع القاهرة. يوجد اتفاق سلام علني، يوجد تنسيق استراتيجي وشهر عسل أمني، المصالح مشتركة والاعداء هم ذات الاعداء، كما يوجد لنا ما نعرضه في التكنولوجيا العليا، في الزراعة وفي البنى التحتية.

تلقينا جملة من الاعذار: في أن المؤتمر يجتمع برعاية الجامعة العربية (ليس صحيحا)، في أننا لا نريد أن نحرج حكاما ليس لاسرائيل علاقات مع دولهم (من قال انه لا توجد؟) وبالاساس في انه «لم تحن اللحظة بعد؟. مصر، حسب روايتها، ليست معنية بان تتورط في الانتخابات؛ والقدس، كما أفهم، لم تتنازل بسهولة. فقد واصل الموظفون الضغط حتى بعد أن صدرت الدعوات، واقترحوا، ويا له من بؤس، الا يرفعوا في شرم الشيخ علم اسرائيل. وبدلا من الدعوى تلقينا أمس صورة رباعية: السيسي، جون كيري، ابو مازن وعبدالله ملك الاردن. ليس صعبا التخمين من هو الغائب ـ الحاضر وماذا كانت مواضيع البحث.

بمبادرته، يكشف السيسي الان عن أنه يتحدث بالذات «كثيرا»، وهذه صيغته، مع رئيس الوزراء نتنياهو. يتحدثان عن إيران، عن حماس في غزة، عن اللوبي الذي تفعله اسرائيل من اجله (دون نجاح كبير) في تلة الكابيتول وعن الاذن لادخال قوات عسكرية ومروحيات سلاح الجو المصري للحرب ضد مراكز الإرهاب في سيناء. اسرائيل تصادق، السيسي يعلن برضى، رغم القيود المتشددة في اتفاقات السلام، في أن هذا هو السلام الحقيقي.

ومع ذلك، من زاوية السيسي، فان الحضور الاسرائيلي في المؤتمر هو شوكة في الحلق. مؤتمر شرم الشيخ ليس فقط حملة لتجنيد الاستثمارات. هذا اختبار لقوته في الخليج، في العالم العربي وفي الساحة الدولية. وعشية المؤتمر طرح عليه عضو الكونغرس الامريكي سؤالا فظا: الا تخاف على ان يكون مصيرك كمصير أحد أسلافك، السادات الذي قتله الإسلاميون؟ فابلغه السيسي بانه اذا لم يساعدوا مصر فان كل الخيارات مفتوحة. ولكن وزير الخارجية الامريكي كيري لم يعلن بان الولايات المتحدة تخطط للاستثمار. فاوباما غارق حتى الرقبة في القصة مع إيران، ولم يتغلب على قضية اسقاط الاخوان المسلمين من الحكم ويصر على الابقاء على قنوات مفتوحة معهم. وبالنسبة لنتنياهو ـ اوباما، ينبغي الانتباه إلى ان واشنطن لم تطرح هذه المرة انذارا على السيسي: إما ان تدعو الاسرائيليين أو لا نأتي.

خلف الكواليس دارت حملة حراسة عظيمة، لمنع (وشكرا ايضا لاجهزة الامن عندنا) العمليات الإرهابية. وهكذا كان بوسع السيسي أن يعرض خططه الطموحة لتوسيع قناة السويس، لاقامة مصانع جديدة وبناء «القاهرة الجديدة» التي ستنتقل اليها الوزارات الحكومة، الرئاسة، السفارات الاجنبية وشركات ادارة الاستثمارات. اما نحن فيلقينا، حتى اشعار آخر، خارج الصورة.

يديعوت

حرره: 
س.ع