لا تنتصروا على واشنطن

اوباما

بقلم شموئيل روزنر

المقالات الافتتاحية لصحيفتين كبيرتين، «نيويورك تايمز» و «واشنطن بوست» أمس تشكل تفسيرا جيدا لكل ما تمت الاشارة اليه ولكل أمر اشكالي جاء في خطاب رئيس الحكومة. كان ذلك «مسرحا استغلاليا»، كتبت «نيويورك تايمز»، خطاب غير مقنع. الصحيفة تؤيد محاولة الرئيس اوباما للتوصل إلى اتفاق تسوية مع إيران. «يجب على اوباما اعطاء رد»، كتبت «واشنطن بوست»، وحتى الآن لم يقم بذلك. الصحيفة تشك منذ فترة بالاتفاق الآخذ في التبلور ولا تمنحه التأييد. هكذا في الولايات المتحدة مثل اسرائيل، الردود على الخطاب «سياسية» على الاقل مثل الخطاب نفسه، وفي الحقيقة أكثر. زعيمة الاقلية الديمقراطية مجلس النواب، نانسي بلوسي، وصلت وهي مصممة على الغضب والشعور بالاهانة. وهكذا فقد غضبت وأُهينت. «تقريبا إلى درجة ذرف الدموع»، كما كتبت في تصريحها لوسائل الاعلام.

هي معتادة على ذلك، حيث أن نتنياهو ليس رئيس الحكومة الاسرائيلي الاول الذي أغضبها. اولمرت ايضا أغضبها عندما سافرت إلى سوريا في 2007 وتفاخرت بعرضها على بشار الاسد موقفا اسرائيليا جديدا في المفاوضات، وقد اضطر اولمرت إلى نفي الاقتراح. مقالات هيئة التحرير وبختها وأوصتها برفع يدها عن شؤون غير مخولة للعمل فيها في حينه.

معارضو الخطاب حذروا ـ بصدق ـ من أن فيه خطرا. فهو يحول اسرائيل إلى مسألة حزبية، ولكن يجدر القول: هناك ثلاثة لاعبين عليهم الموافقة فيما بينهم أن اسرائيل ليست موضوعا حزبيا، من اجل أن لا تكون اسرائيل هكذا. اسرائيل بالتأكيد يجب أن توافق على ذلك، والاكثر من هذا يجب أن يكون الحزبان الامريكيان يريدان ذلك، ومن الصعب قول أنهما يريدان. الجمهوريون لا يرغبون بما فيه الكفاية لأن لهم مصلحة في الحصول على اعتماد والربح من دعمهم الاكثر لاسرائيل. الديمقراطيون لا يرغبون بما فيه الكفاية بذلك لأن دعم اسرائيل يجبرهم على تنازلات يصعب استيعابها. مثلا الاعتراف بأن الادارة التي يدعمونها تتجه إلى مصالحة خطيرة مع إيران.

من السهل على الجمهوريين استخدام نتنياهو واحتضانه من اجل مناكفة الرئيس اوباما. من السهل على الديمقراطيين استخدام نتنياهو من اجل التحفظ منه ومناكفة الجمهوريين. نتنياهو ليس بريئا: بعد ساعات من خطابه ومشاهدة الاعلانات الدعائية لليكود في التلفاز يمكن للمشاهد أن يتخبط ويظن أن العدو الاكثر خطرا على اسرائيل هو الولايات المتحدة. بن غوريون انتصر على الامريكيين عندما أعلن اقامة الدولة، اشكول انتصر عليهم عندما شن حرب الايام الستة، بيغن انتصر عليهم عندما قصف المفاعل العراقي، والآن جاء دور نتنياهو لينتصر على العدو في البيت الابيض.

هذه الدعايات معيبة من عدة جهات. بن غوريون أعلن اقامة الدولة بعد اقتناع الرئيس الامريكي. اشكول شن الحرب بافتراضه بصدق أن الامريكيين مستعدون لذلك. بيغن عمل ضد العراق لكنه لم يحبط بذلك عملية امريكية استراتيجية. بكلمات اخرى ليس هناك أي شبه بين المُشبه والمشبه به.

اضافة إلى ذلك، هذه الدعايات مقلقة لأنها تعرض رئيس حكومة اسرائيل وكأنه يتنافس في الانتخابات القريبة ليس مع خصوم ضعفاء في الداخل بل ضد رئيس الولايات المتحدة. ربما يكون هرتسوغ صغيرا بالنسبة اليه، وربما اسرائيل أيضا صغيرة بالنسبة اليه. على كل حال هناك أمور من الافضل بشأنها اتخاذ سياسة التظاهر البناء وعدم تحويلها إلى مواجهة مكشوفة.

يجب على حزب حاكم مسؤول أن يقول إن الحزبين الامريكيين يدعمان اسرائيل بنفس الدرجة. حزب حاكم مسؤول يجب عليه القول إن امريكا في كل الظروف هي صديقة وركيزة لنا.

معاريف 

حرره: 
س.ع