الجيش الإسرائيلي لم ينتج في السنوات الأخيرة قادة ذوي شخصيات فذة

صورة توضيحية

جنرالات أقل وصحافيون أكثر
بقلم يردين سكوب ويونتان ليس

 

بعد اسبوعين بالضبط سوف يخرج مواطنو اسرائيل لاختيار اعضاء الكنيست الـ 20. إلى حين ذلك الموعد سوف تنتشر التوقعات، ويجري السياسيون المقابلات، وبدءا من هذا المساء سوف تصل الشعارات لجميع القوائم مباشرة إلى غرف الصالون، إلى كل من يرغب ببث الدعايات الانتخابية.

قبل 14 يوما من فتح صناديق الاقتراع ترسم الاستطلاعات الثلاثة الاخيرة صورة الكنيست القادمة، ويتكشف عن سلسلة من التغييرات البارزة في تركيبة البرلمان الاسرائيلي: تراجع في عدد «الامنيين»، وارتفاع في عدد البروفيسورات واستقرار في عدد النساء: 27 فقط.

يبدو ان المعطى الاخير سيكون مفاجئا قليلا، وبشكل خاص على ضوء الخطاب الواسع حول مسألة تمثيل المرأة وكذلك إلى جانب الارتفاع المتتابع في الحملات الانتخابية الاخيرة في عدد اولئك اللواتي حظين بمقعد في الكنيست. من اجل ذلك بالغت الاستطلاعات قبل شهر وتنبأت ان الكنيست القادمة سوف تكسر الرقم القياسي فيما يتعلق بتمثيل النساء في البرلمان الاسرائيلي وقالت ان عددهن سيصل إلى (31). الا ان تأرجح الاستطلاعات الي عززت في الاسابيع الاخيرة حزب ايلي يشاي، الخالي من النساء، والليكود الذي – وضع في الاماكن الـ 23 الاولى 4 نساء فقط ـ على حساب القوائم التي يوجد بها تمثيل كبير للنساء :كولانو، يش عتيد والبيت اليهودي. لقد تضررت قائمة كولانو بسبب إلغاء ترشيح تساغا مالكو، التي كان من المتوقع ان تحتل المكان الثالث في القائمة، في حين ان المرأة الاولى في القائمة وهي راحيل عزريا تحتل المكان الخامس. في يش عتيد، والتي كان من بين اعضائها الـ 19 في الكنيست السابقة يوجد 8 نساء، فإن عدد مقاعدها حاليا حسب الاستطلاعات يتراوح بين 10 إلى 12 مقعد، حيث ان بنينا تمانو شطة، ويفعات كريب ورت كالدرون يتأرجحن. واعلنت كل من عادي كول ورينا فرنكل عن انسحابهن. وعضوتا كنيست حاليتان لن تتنافسا في هذه الانتخابات وهن الوزيرة ليمور لفنات، ونائبة الوزير فاينه كيرشنباوم التي تتعرض للتحقيق امام الشرطة.

في قائمة ميرتس يوجد اربع نساء في الاماكن العشرة الاوائل، ولكن جميع الاستطلاعات تتوقع للحزب اقل بكثير من عشرة مقاعد.

معطى آخر من الممكن ان يكون مفاجئا وهو التغيير المتوقع في عدد رجال الامن الكبار الممثلين في الكنيست ـ الصف الاول من الجيش والشاباك والموساد والشرطة ـ الذي سيتقلص بصورة ملفتة في الكنيست القادمة. ففي حين الكنيست الـ 16 كان عددهم 12، وفي الكنيست المنتهية ولايتها 10، فإنه في الكنيست القادمة لن يكون هناك اكثر من 6 فقط، ( ضباط برتبة جنرال وما دون لم تحتسب على الرغم من ان عدد اعضاء الكنيست الذين يحملون هذه الرتبة ليس قليل). فقط لواءين في الاحتياط سينضمون إلى القوائم في الكنيست القادمة ـ وكلاهما اماكنهما مضمونة: يوآف غالانت الذي احتل المركز الثاني في حزب كولانو، وايال بن روبين الذي احتل المكان الـ 24 في المعسكر الصهيوني بالتزكية عن حزب هتنوعاه.

الى حانبهم يبدو انه سيوجد في الكنيست القادمة رئيس اركان سابق واحد فقط هو موشيه يعلون (الليكود). رئيس الاركان الاسبق شاؤول موفاز، اعلن قبل عدة اسابيع عن انسحابه من الحياة السياسية.

رئيس اركان متقاعد آخر،ايهود باراك، انسحب مع انتهاء ولاية الكنيست السابقة، ولم يتنافس مرة اخرى. وعلى الرغم من ان اللواء في الاحتياط عاموس يادلين هو مرشح المعسكر الصهيوني لتولي منصب وزير الامن، الا انه ليس ضمن قائمتها للكنيست لغاية اليوم، ولا يراهن الكثيرون على انه سيجلس حول طاولة الحكومة القادمة.

لماذا طرأ الانخفاض على عدد «الامنيين»؟ بوسعي ان افكر بثلاثة اسباب، فقد قال لـ «هآرتس» احد المسؤولين في الليكود، والذي كان مطلعا على محاولات البحث عن مرشحين من الجيش الاسرائيلي واجهزة الامن لقائمة الحزب. ووفقا لاقواله، «الموضوع الاقتصادي ـ الاجتماعي، استبدل إلى حد بعيد، جدول العمل اليومي الامني. فنحن الآن لسنا بحاجة إلى الكثير من الامنيين ونبحث عن الكثير من برامج العمل الاقتصادي. عدا عن ذلك، فإن رجالات الجيش الكبار هم اناس مدللون : وهم ليسو على استعداد لمواجهة الانتخابات التمهيدية ولا يرغبون بتحطيم اسمائهم في مكان متأخر في القوائم.

ومن جهة اخرى، علينا الاعتراف، فإن الجيش الاسرائيلي لم ينتج في السنوات الاخيرة جنرالات ذوي شخصيات فذه يلهث ورائهم الناخبين ويمنحون رصيدا غنيا للقوائم المختلفة».
في الكنيست السابقة، جلس العديد من افراد الامن الكبار: فالى جانب يعلون وموفاز انتخب من قبل حزب هتنوعاه الجنرالات السابقين عمرام متسناع (انسحب) اليعازر شتيرن الذي انسحب إلى مكان مضمون في يش عتيد).في حين ان اربعة من مفتشي الشرطة السابقين الذين التحقوا في سلك السياسة، لن يجلسوا في الكنيست القادمة: الوزير يتسحق اهارونوفتش (اسرائيل بيتنا) وعضو الكنيست ديفيد تسور (هتنوعاه) اعلنا عن انسحابهما، ورئيس قسم التحقيقات السابق، موشيه مزراحي احتل مكانا مضمونا في المعسكر الصهيوني. وفقط قائد شرطة القدس السابق ميكي ليفي (يش عتيد) من المتوقع لغاية الآن ان يدخل.

وايضا صديق ليفي في القائمة، رئيس الشاباك السابق يعقوب بيري، من المتوقع ان ينتخب في الكنيست القادمة. ولكن محاولات خلفه آفي ديختر، في ان يفوز بمكان مضمون في قائمة الليكود، فباءت بالفشل. نائب رئيس جهاز الموساد السابق، يسرائيل حسون، انسحب قبل عدة اشهر، بعد انهيار كاديما، وتم تعيينه رئيسا لسلطة الآثار.

عدد اعضاء الكنيست العرب (بما في ذلك البدو والدروز) من المتوقع ان يزداد قليلا في الكنيست القادمة، ويصل إلى 16 مقابل 13 في الكنيست السابقة.
والسبب في ذلك، هو تشكيل القائمة المشتركة والمتوقع ان تفوز ب 13 مقعدا او اكثر، ووجود عرب في اماكن مضمونة في قوائم المعسكر الصهيوني (زهير بهلول)، ميرتس(عيساوي فريج) واسرائيل بيتنا (حمد عمار). معطى آخر هو عرضة للتغيير الدائم، وهو اعضاء الكنيست الذين لم يولدوا في اسرائيل. في الكنيست القادمة من المتوقع ان يكون عددهم 22، مقابل 32 في الكنيست المنتهية ولايتها، و37 في الكنيست الـ 18 و46 في الكنيست الـ 17.

في اعقاب «فرار العقول» في الكنيست السابقة، تسبب ذلك بوجود بروفيسور واحد فقط فيها، – ابيشاي برومان (العمل) ـ فإن الكنيست القادمة ستكون في قياسات معينة اكثر تأهيلا، ومن المتوقع ان ينضم اليها ثلاثة بروفوسورات:مناويل تريختنبيرغ ويوسي يونا من المعسكر الصهيوني، ويوسف جبران (القائمة المشتركة)، وهو احد البروفيسورية العرب القلائل في اسرائيل (ولم نذكر الحاملين لشهادة الدكتوراه حيث تواجد منهم عدد ليس بالقليل في الكنيست السابقة) ولغرض المقارنة، ففي الكنيست الـ 17 تواجد اربعة من حملة شهادة الدكتوراه، ممن عملوا رؤساء ومحاضرين في مؤسسات اكاديمية: رئيس جامعة بن غوريون، البروفيسور في الاقتصاد برومان، المحاضر في الجامعة العبرية السابق مناحيم بن شوشان، ورئيس جامعة حيفا السابق، البروفيسور في علم النفس شلومو برونتس ورئيس المركز المتعدد المجالات في هرتسليا، البروفيسور في القانون اوريا ريخمان.

إحدى المجموعات التي حظيت بتمثيل كبير في الكنيست الاخيرة كانت الصحافيين، فعدد رجال الاعلام في الكنيست القادمة من المتوقع ان يبقى كما كان عليه في الكنيست السابقة (14).

والصحافيين المتوقع ان يتحولوا إلى اعضاء كنيست هم يونان مجال (البيت اليهودي)، زهير بهلول وكسنيا سبتلوف (المعسكر الصهيوني) وشارون جال (اسرائيل بيتنا).

وعلى الرغم من ان العديد من القوائم وضعت الموضوع الاجتماعي الاقتصادي في سلم اولوياتها، الا انه من المتوقع ان يجلس في الكنيست القادمة فقط 21 عضو كنيست ممن يسكنون في الضواحي. وهي زيادة ضئيلة بالمقارنة مع الكنيست السابقة، التي سكن فيها 17 عضو كنيست في هذه التجمعات.

عدد اعضاء الكنيست المتدينيين، من المتوقع ان يتقلص قليلا، ويصل إلى 36، مقابل 38 في الكنيست السابقة. وفي الكنيست القادمة سوف يكون هناك 11 عضو كنيست يسكنون في المستوطنات مقابل عشرة في الكنيست السابقة.

للقائمة المريبة من اعضاء الكنيست الذين ادينوا في الماضي ومن بينهم كان في الكنيست السابقة ارييه درعي (شاس) وتساحي هنغبي (الليكود) يبدو انه سينضم اليهم عضو الكنيست يوسف باروخ مارزل (ياحد)، الذي ادين في العام 2003 بالاعتداء على شرطي.

هآرتس

حرره: 
س.ع