ترهات نتنياهو

نتنياهو

هذا المديح يفوت هذه المرة رئيس الوزراء: ففي حالة أزمة السكن، لا يبدو أنه كان اول من شخص الحالة. ولا الثاني ايضا.

فحسب تقرير المراقب، احتاج نتنياهو لاكثر من سنة كي يشخص أنه توجد على الاطلاق ازمة في السكن. ولكن هذا لا يزال لا شيء مقارنة بالمدة الزمنية التي مرت منذ أن شخص وحتى يومنا هذا ـ حين لم يحصل أي شيء والازمة في ذروتها.

تناول نتنياهو أمس تقرير السكن مثلما تناول التقرير عن نفقات منزل رئيس الوزراء: فقد مر عنه مرور الكرام وكأن الحديث يدور عن صغائر، عن شؤون غير هامة ينقض عليها أناس تافهون بدلا من أن ينشغلوا بالامر الحقيقي. تماما مثلما في الدعاية الانتخابية لليكود، حيث يدخل في كل لحظة احد ما إلى مكتب رئيس الوزراء ويبلغه بقضية سخيفة اخرى الصقتها به وسائل الإعلام، هكذا بدا أمس نتنياهو حين عقب لاول مرة على التقرير: «نحن نتحدث عن اسعار السكن، عن غلاء المعيشة»، قال، «انا لا انسى للحظة موضوع الحياة نفسها، المعيشة، أي الحياة، والتحدي الاكبر الذي نقف امامه هو التهديد بتسلح إيران بسلاح نووي مع هدف معلن لابادتنا».

بتعبير آخر: دعوني من غلاء المعيشة وغلاء السكن. دعوني من المشكلة الاكثر حرجا في دولة اسرائيل، مشكلة مئات الاف الازواج الشباب، العاملين، الذين ليس لهم أي احتمال في أن يشتروا شقة، والذين حرموا من هذا الامر البسيط، المتمثل باقامة منزل. لرئيس وزرائكم توجد امور أشد أهمية على الرأس ـ الحياة نفسها. فما الذي تقولونه لي عن اليأس في الحياة اليومية، عن انعدام الامل، عن اناس ابناء 30، 40، يسحقون رواتبهم على ايجار شقة خيالي، او يضطرون للسكن لدى الاهل. ما الذي تروونه لي عن اناس يبتعدون من سنة إلى سنة عن حل شراء شقة، في الوقت الذي تقترب فيه إيران من سنة إلى سنة لتكون دولة حافة نووية.

فقط واحد لديه فيللا في قيساريا وشقة اخرى في القدس، وكل نفقات السكن والمعيشة لديه يدفعها الجمهور، يمكن له أن يكون ساخرا بهذا القدر من الازمة رقم واحد لمواطني دولته. ولماذا نتفاجأ؟ فقبل اسبوع فقط أجرينا جولة بصرية في منزل رئيس الوزراء ورأينا القلق الصادق لربة المنزل على وضعه. وفي اثناء الاسبوع تبين ان السكن الوحيد الذي يعني عائلة نتنياهو هو منازله. كل الثلاثة. وكم سخرية ثمة في قول نتنياهو، في أن الامر هو إما هذا أو ذاك. وأنه لا يمكن معالجة الامرين معا. فهو إما النووي الإيراني أو المنزل ـ قرروا أنتم ما هو الافضل.

يديعوت

سيما كدمون

حرره: 
ز.م