حزب الله وايران تحت الضغط

حسن نصر الله

العملية الاخيرة في الجولان حققت هدفها في نقل رسالة « أننا لا نتحمل فتح جبهة في الجولان»
بقلم اليعيزر (تشيني) مروم٭

في خطابه الاخير، كشف نصر الله عن الضغط الذي يوجد فيه حزب الله وايران في ظل الوضع في الشرق الاوسط. تشعر ايران بالضغط المتعاظم للإسلام السني على مناطق تحت سيطرة الإسلام الشيعي بما فيها ايران نفسها.

القاعدة في افغانستان وداعش في سوريا والعراق تهدد وتدق على حدود ايران. جبهة النصرة والمتمردون السنة يهددون نظام الاسد في سوريا وسيطرة حزب الله في لبنان. وصحيح حتى الآن أن انجازات الحوثيين في اليمن هي عزاءهم الوحيد. الضغط الغربي على المشروع النووي، العقوبات والانخفاض الدراماتيكي على أسعار النفط ضرت جدا بالاقتصاد الايراني، ويبدو أن الحلم الشيعي لاحتلال العالم الإسلامي يتضاءل.

خطاب نصر الله جاء بعد أن التقى مع قائد «قوة القدس» في الحرس الثوري الايراني، قاسم سليماني، الذي وصل إلى لبنان للوقوف أمام قبر جهاد مغنية. وصول سليماني إلى لبنان يجسد الصدمة الايرانية من الضربة القاتلة في الجولان.

في لقائهما سمح سليماني لنصر الله أن يقول إنه لم يعد هناك قواعد للاشتباك وكذلك التفوه بأقوال متبجحة يمكن أن نعزوها للضغط الواقع تحته حزب الله وايران. في اقوال نصر الله يختبيء يأسه من الحرب في سوريا، وقد اتهم اسرائيل اتهامات باطلة بدعمها لجبهة النصرة التي تهدد نظام الاسد. في عملية استراتيجية صحيحة ومهمة عملت اسرائيل ضد بعثة حزب الله وايران في هضبة الجولان، من اجل أن توضح أنها لا تتحمل فتح جبهة إرهابية هناك. لقد تم نقل الرسالة بكل ثقلها، ورد حزب الله الذي لم يتأخر حصد ثمنا باهظا يتمثل بجنديين اسرائيليين.

قررت اسرائيل رغم الخسارة والألم ألا ترد، وتم نقل الرسالة بصورة واضحة. من جهة الميزان الاستراتيجي فان الهدف الأعلى الاسرائيلي – منع الاعمال الإرهابية من الجولان التي يمكنها أن تجر اسرائيل إلى المستنقع السوري – تم تحقيقه. لقد فوجيء الايرانيون وحزب الله من العملية، ومن جهتهم فان محاولتهم جر اسرائيل إلى الحرب في سوريا لم تنجح.

بنظرة للمستقبل يثور السؤال: هل في العملية التي نسبت لاسرائيل حافظت على الردع أو قللت منه؟ من اجل الاجابة على هذا السؤال يتوجب علينا فحص المصالح، في البداية المصلحة الايرانية. ليس هناك شك بأن حربا شاملة مع اسرائيل أمر غير مرغوب فيه لايران في هذا الوقت.

مصلحتها العليا ومصلحة حزب الله هي الحفاظ على نظام الاسد. إن الربط بين هذه المصلحة وبين تجنب مواجهة شاملة مع الجيش الاسرائيلي، من المعقول أن يبقي الهدوء في الشمال على حاله.

٭ لواء احتياط، قائد سلاح البحرية السابق

معاريف

حرره: 
س.ع