إذا استمر أبو مازن في التوجه إلى مجلس الأمن، ولم يستعمل الفيتو فسيكون ذلك محور الانتخابات

مجلس الأمن

الفلسطينيون بؤثرون علينا
دان مرغليت

لا يوجد مصدر حقيقي يثبت أن بن غوريون قال ذات مرة الجملة التي تنسب اليه حول المنظمة الدولية بأنها «أوم شموم»، ولكن اذا كان قال هذا الامر بتهكم أو بغضب فانه لم يتعامل أبدا باستخفاف مع امور الشرق الاوسط واسرائيل.

قرارات مجلس الأمن تغذي النشاط السياسي في الشرق الاوسط. هناك من يعتبرها القدمين اللتين تستند اليهما أية حركة دبلوماسية إلى الأمام أو إلى الخلف، وهناك من يعتبرها محرك من اجل استئناف النشاط السياسي. منذ 1967 لم تكن خطوة في الساحة الاسرائيلية الفلسطينية ولم تذكر القرارات 242 و338، التي لخصت حربي الايام الستة ويوم الغفران.

قرارات مجلس الأمن ليست تلخيصات وتصريحات في لجان دولية، قال ذلك ذات مرة نائب وزير الخارجية زئيف إلكين، لأنه لا رجعة عنها. وما من شأنه أن يبدأ اليوم سيستمر لفترة غير معروفة، لكن نهايته قد تتسبب بضرر كبير لاسرائيل.

يهدد أبو مازن منذ فترة طويلة باطلاق الرصاصة السياسية الاخيرة. اذا قدم اليوم اقتراحا لتحديد تاريخ انهاء التواجد الاسرائيلي في يهودا والسامرة، حتى وإن كانت الصيغة مخففة من قبل الفرنسيين والبريطانيين، فان الاساس سيتوافق مع المبادرة الفلسطينية – سينشأ وضع يزيد من التعلق بالفيتو الامريكي، والامر الاصعب، لاول مرة قد تمتنع ادارة براك اوباما عن استخدام الفيتو، ويمكن رؤية المؤشر على ذلك أول أمس عند انتهاء اللقاء بين بنيامين نتنياهو وجون كيري، حيث امتنع رئيس الحكومة عن قول اذا ما وعده كيري باستخدام الفيتو عند الحاجة.

الخطوة الفلسطينية هي ذروة عملية زاحفة من اجل مقاطعة منتوجات المستوطنات، والحاق الضرر بالاقتصاد في داخل الخط الاخضر. وهذا سيضخ دماء فاسدة للعلاقات بين القدس وبين السلطة الفلسطينية. إن الخطوة في مجلس الأمن تحدث في توقيت سيء، اسرائيل غارقة في العملية الانتخابية الصدامية بين السياسيين وبين المعسكرات السياسية.

اذا صمم أبو مازن على رأيه وكذلك فرنسا، واذا لم تستطع امريكا وقف الخطوة حتى شهر آذار – فان الامر سيتسلل إلى العملية الانتخابية. سينادي نتنياهو باتحاد الجمهور من خلفه ومواجهة الدبلوماسية الغربية – الفلسطينية، وسيتهمه اسحق هرتسوغ بأنه السبب في هذا الوضع المتردي لاسرائيل في الساحة الدولية. كل شيء في صناديق الاقتراع.

اسرائيل اليوم

حرره: 
س.ع