ساحة الحرم… مجانينهم ومجانيننا

الحرم المكي

متطرفو إسرائيل هم أعواد الثقاب التي ستوقع علينا خراب الهيكل الثالث
بقلم ايتان هابر

عن حاييمكا لفكوف يروون أساطير بلا نهاية. من الرجل؟ رجل أمن قديم كانت يده في أفعال امنية كثيرة في دولة اسرائيل وفي الحروب لاجل قيامها. في احدى وظائفه الاخيرة حاييمكا ضابط أمن انبوب النفط ايلات – عسقلان.

وتروي احدى الاساطير بان ذات مرة استوعب للعمل في الحراسة على انبوب النفط شابا كان ملائما للوظيفة، غير أن شيئا ما في ماضي ذاك الرجل أزعجه: فالعامل الجديد تسرح في وقت مبكر اكثر مما ينبغي في الخدمة في الجيش الاسرائيلي. فنبش حاييمكا في ماضيه واكتشف بانه تسرح من الجيش لانه كان محبا لاشعال النيران، ويستمتع بذلك. فألقى حاييمكا به في غضون ساعة من العمل. هذا فقط ينقصه.

محبو اشعال النار عندنا لا يلقى بهم. بل العكس: فالابرياء (وهناك من سيقول الاغبياء) بيننا لا يزالون يصفقون لهم ويشجعونهم على المواصلة. فهم أعواد الثقاب التي من شأنها أن توقع علينا خراب البيت الثالث في محاولاتهم السخيفة خلق بيت كهذا لنا.

وهاكم التفسير: كل رؤساء وزراء اسرائيل على أجيالهم وأحزابهم بذلوا جهودا لان يفصلوا بين الدول العربية وجيوشها وبين الدين الاسلامي الذي يقدر عدد المؤمنين به بنحو 1.2 مليار نسمة والذين يتوجهون خمس مرات في اليوم في صلاتهم نحو مكة. وفعلت اسرائيل على مدى عشرات السنين كل فعل وخلقت كل وضع ممكن كي لا تنشب حرب دينية. ونجاحها الاكبر في الـ 66 سنة من وجودها كان ايضا الفشل الاكبر للدول العربية للانطواء معا تحت علم الاسلام.

كل رئيس وزراء اسرائيلي، ولا يهم من اي حزب كان، الخبير بالوضع الحقيقي في مجالات الامن، كان يعرف كيف يقدر على نحو سليم فرص دولة اسرائيل في البقاء في حرب دينية مع عالم اسلامي موحد. دافيد بن غوريون، ليفي اشكول، غولدا مئير، مناحيم بيغن، اسحق رابين وحتى اسحق شمير وبيبي نتنياهو، أفلم يكونوا يعرفون أهمية الحرم في نظر اليهود؟ الم يتعلموا التوراة والتاريخ؟ أوليس إرث اسرائيل – الجد هاما لهم؟ أفلا تتحدث اليهم آلاف سنوات التاريخ؟
ولكن هم أيضا وآخرون (وليسمح لي أن اضيف هنا موشيه دايان وموتي غور) فهموا الوضع وموازين القوى. أمام ناظريهم كان مثالا من الماضي: استرالي مجنون يدعى دينس روهن أشعل قبل سنين أطراف بساط في المسجد الاقصى، فاذا بكل العالم الاسلامي يعصف. وسيقال: ولكن في النهاية لم يحصل شيء. صحيح، ضمن امور اخرى لانه لم يكن يهوديا، كان مجنونا والفعلة كانت هامشية.

لقد عرف اصحاب القرار الكبار في اسرائيل في الماضي كيف لا يعرضوا للخطر وجود الدولة، حياة أبنائنا هنا. بل انهم كانوا مؤمنون أبناء مؤمنين، متدينون بين المتدينين، عرفوا هم وآخرون بان باري العالم وحده لن ينفعنا في يوم الامر. يتعين عليه أن يأتي في الطائرات والدبابات، وفي الحالة التي أمامنا فان هذا ايضا على ما يبدو لن يكون كافيا لانقاذ حياتنا.

اذا ما سمح لي أن أخاطر بأجوبة عادمة وموجات قمامة مكتوبة ومنطوقة، فسأخمن هنا بان في الحرب الدينية ليس لدولة اسرائيل تقريبا أي أمل. وهذا هو السبب الاساس الذي من أجله تحافظ كل حكومات اسرائيل بشد على الاسنان على الحرم والاماكن الاسلامية الهامة.

وهذه هي نفس الحكومات، من العمل والليكود، التي تقاتل ضد عصبة غير كبيرة تحاول أن تعلم دولة اسرائيل والشعب اليهودي ما هي أهمية الحرب. محبو اشعال الحرائق عندنا، مشعلو الحرائق الاسرائيليون يلتقون مؤخرا بمحبي اشعال الحرائق عندهم، الفلسطينيين ممن «ينتظرون عند الزاوية» ويحلمون باشعال حرب دينية بين دولة اسرائيل وبين 22 دولة اخرى.

مشكلتنا الحقيقية في هذه اللحظة هي أن بضعة سياسيين اسرائيليين صغار، يعتقدون أنهم زعماء عظماء، تمسكوا مؤخرا، ولا سيما لاسباب شخصية واعتبارات انتخابية وحزبية صغيرة، بفكرة الحرم. هذا بالضبط ما كان ينقص حتى الان عصبة «امناء جبل البيت» هذا ما كان ينقص الحجاج الى الحرم: زعماء سياسيين يشجعونهم كي لا يبقوا معسكرا صغيرا هامشيا وتافها.

يفكر اولئك السياسيون الصغار بأنفسهم فقط وبانتخابهم. فقد نسوا الشعار الحكيم لوزارة المواصلات: لا تكن محقا، كن حكيما. هؤلاء السياسيون يشعلون نار الحرب الدينية الكبرى في مواجهة العالم الاسلامي. وهم يعرضون للخطر حياتنا جميعا. وآمل ألا أكون ابالغ.

يديعوت

حرره: 
س.ع