نظرا لتصاعد المواجهات في القدس ستتخذ الشرطة اجراءات ستزيد من التوتر

الشرطة الاسرائيلية

حرم النزاع
بقلم نداف شرغاي

هكذا يندلع الحريق في الحرم، أموال من صناديق اسلامية في أنحاء العالم، تتحول كدعم الى الجناح الشمالي للحركة الاسلامية، الحركة التي يقف على رأسها الشيخ رائد صلاح. الحركة تدفع شهريا آلاف الشواقل لمئات النساء والرجال، الذين هم اعضاء المرابطين والمرابطات الذين يتواجدون منذ أشهر طويلة في الحرم. ظاهريا هم مجموعات تعليم ساذجة هدفها التعمق في كتب الاسلام. وفعليا هذا أمر مختلف تماما.

كل يهودي ذهب الى الحرم يعرف عنهم، هم مجموعات من المحتجين والمحتجات يصرخون الله أكبر، يحيطون بالمجموعات اليهودية، يهتفون ويشتمون. احيانا يستمر الصراخ لعدة ساعات، وأصحاب القلوب الضعيفة لا يصمدون. الجنود في الحرم لا ينجحون دائما، يحثون المصلين اليهود على انهاء المسار القصير الذي تمت الموافقة عليه في أسرع وقت ممكن، المهم الخروج من هناك بسلام. هذا الامر مستمر منذ ما يقرب من عام، وزيارات اليهود في الحرم قصيرة جدا.

شهدت الاشهر الاخيرة تصعيدا كبيرا، ولا يلوح أي تغيير في الأفق. ليس الحديث فقط عن صيحات وشتائم، فقد تحول الحرم الى ملجأ للمخلين بالنظام ومخزنا للسلاح الخفيف، الحجارة والحصى والزجاجات الحارقة والقضبان الحديدية. مثل باقي المناطق فان الموضة الاكثر انتشارا في القدس هي الالعاب النارية، حيث يقوم المسلمون باطلاقها مباشرة باتجاه الشرطة والزوار اليهود، وفي الخلفية زيارات اليهود في الحرم، هذه الزيارات التي ازدادت وتوسعت في الآونة الاخيرة. ويُشار الى أن هذه الزيارات تتم بشكل قانوني وباذن مسبق.

عشية عيد العرش، وفي هذا الاسبوع ايضا، سجلت أرقام قياسية للعنف. الاصابة بالمفرقعات قد تتسبب باصابة بالغة وقاتلة ايضا، وهذا لم يحدث حتى اليوم. لكن رجال الشرطة أصيبوا بالمفرقعات وهم يُعالجون في المستشفى. المفرقعات التي تحتوي على بودرة حريق سوداء يتم شراءها بتمويل من فتح وحماس، ويتم تهريبها الى داخل الحرم من خلال ملابس النساء المسلمات، وحفاظا على احترامهن لا يقوم أحد بتفتيش أغراضهن. المُخلون بالنظام يصلون قبل أن تقوم الشرطة بوضع القيود على الدخول بيوم أو يومين، حيث تسمح بالدخول لكبار السن فقط. وحين تقوم الشرطة بوضع هذه القيود يكون المُخلون بالنظام قد ناموا يوما أو يومين داخل الحرم.

تقوم فتح وحماس بتأجيج النار، مجموعات المرابطات يجلسون مع بعضهم البعض، والحرم بالنسبة اليهم هو قلب الاجماع، وأبو مازن الذي دعا في هذا الاسبوع الى منع اليهود من تدنيس الاقصى، يعود ويقول ما يقوله كل مسلم في أنحاء العالم.

منذ بداية القرن الماضي وفي أيام «المفتي الكبير»، ولا سيما بعد حرب الايام الستة، يعود المسلمون ويقولون إن اليهود ينوون بناء الهيكل المزعوم. وبمجرد وجودهم فانهم يُدنسون المدينة. الزيت الذي يصبونه على النار هو عبارة «الاقصى في خطر». والغريب هنا أن إصبع الاتهام موجهة لاسرائيل وحكومتها، حيث منحت المسؤولية عن الحرم للأوقاف والتي بدورها تمنع اليهود من الصلاة فيه. إلا أن الحقائق لا تحتل موقع أساسي هنا، وتسيطر على الحوار الأكاذيب. فحسب الرواية العربية اسرائيل تحفر تحت الحرم من اجل التسبب في انهياره، وهي ستقوم بقصف الحرم بالصواريخ، وتريد افتعال هزة ارضية اصطناعية لأجل هدم الحرم، وكذلك موجات برق اصطناعية.

في نظر المسلمين هناك رابط بين «الاقصى في خطر» وبين اليهود الذين يدنسون القدس الاسلامية، وبين الاف اليهود الذين يريدون زيارة الحرم، حيث الحديث عن سياح أو يهود علمانيين. عادة تنتهي الزيارات بسلام، وعند الحديث عن يهود بلباس ديني حتى وان كانوا الاكثر انضباطا وسذاجة فان المسلمين يخرجون عن طوعهم، لا يوجد هنا معسكرات وخلافات واشخاص مركزيين مثل نجاح بكيرات والذي ينتمي الى حماس أو عدنان غيث مسؤول فتح في القدس.
التنسيق مع المملكة الاردنية الهاشمية وزيارات ضباط الشرطة الدائمة للقصر الملكي لا يستطيع التخفيف من حدة الكلمات التحريضية في الاردن ضد اسرائيل التي تسمح لليهود بالذهاب الى الحرم.

تهديد لن يتحقق

الشرطة موجودة على جبهة المواجهة المعقدة والمندلعة بشكل يومي تقريبا، تقوم بالكثير من الاعتقالات وتمكن اليهود من زيارة الحرم، واحيانا كثيرة تمنعهم من الدخول الى الحرم، وتقوم بالتحاور مع الجهاز القضائي الاسرائيلي في محاولة يائسة للحصول على ادوات لمواجهة الموقف، كانت الشرطة تود منع تواجد المرابطون ومنع وصول الناشطين المسلمين من المثلث والجليل ولكن لان الحديث عن مواطنين اسرائيليين وليس سكان الضفة الغربية فان القانون لا يسمح لها بذلك، الاداة المركزية التي تقوم الشرطة باستخدامها هي تقييد عدد المسموح لهم بدخول الاقصى من المسلمين حيث تمنع من هم دون الـ 40 او الـ 50 من الدخول الا ان ذلك لا ينجح دائما لانها تحتاج الى انتشار اوسع وتحتاج الى اعداد كبيرة من الشرطة.

من خلال النقاشات الكثيرة بين ضباط الشرطة والاوقاف الاسلامية، تتحدث الشرطة عن امكانية تخصيص اوقات لزيارة الحرم لكل طرف من الطرفين على حده مثلما هو حاصل في الحرم الابراهيمي «العنف الذي تستخدمونه يستفيد منه المتطرفون اليهود وقد يدفعنا في نهاية المطاف الى هذا الامر».

هذا التهديد الذي هو حلم حركات الهيكل واعضاء كنيست كثيرين يعتبر صعب وفيه اشكاليات: أولا، الواقع السياسي والدولي حاليا حيث أن هذه التهديدات تؤكد ما يقوله المسلمون منذ سنوات. وهذا التهديد لا تستطيع اية حكومة اسرائيلية تطبيقه.

ثانيا، هذا التهديد الذي يؤكد ما يقوله المسلمون حول الخطط والنوايا الاسرائيلية لا يردع ولا يخيف حماس والجناح الشمالي للحركة الاسلامية وانما على العكس فانه يزيد من التوتر والحريق.

اختار وزير الامن الداخلي اسحق اهرنوفيتش هذا الاسبوع للتلويح بسيف آخر حين أعلن انه يدرس امكانية اغلاق الحرم بشكل مؤقت بوجه المسلمين اذا لم يتمكن اليهود من زيارة الحرم بأمان، امكانية اخرى يتم تدارسها وراء الكواليس هي أن تقوم الشرطة بكسر الحظر الذي فرضته على نفسها بعدم اقتحام المسجد الاقصى حيث تحول الى معقل وملجأ للمخلين بالنظام.

إسرائيل اليوم 

حرره: 
س.ع