كيف يخطط عباس لحكم الدولة؟

ابو مازن

حتى لو حصل أبو مازن على دولة فلسطينية مستقلة فلن يستطيع أن يحكمها دون مساعدة إسرائيل

بقلم رونين اسحق

ليست الدعوات الى انشاء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، ليست جديدة، لكن يبدو أنها اخذت تقوى في الايام الاخيرة بسبب الضغط الامريكي على اسرائيل وتأميل الفلسطينيين ان يحظوا بدعم دولي. لكن يبدو بسبب الوضع في الشرق الاوسط انه حتى لو حصل ابو مازن على مطلوبه فليس من المؤكد أن يستطيع السيطرة عليه زمنا طويلا.
اصبح الحكام العرب يواجهون منذ كان الربيع العربي الذي حدث في نهاية 2010، يواجهون عدم استقرار سياسيا، وارتفاع مكانة الاسلام وازداد الارهاب قوة في الشرق الاوسط. وتعلمون ان من العوامل الرئيسة التي افضت الى نشوب الاحداث الوضع الاقتصادي السيء جدا في الدول العربية وفساد المؤسسة الحاكمة وقد تجد السلطة الفلسطينية نفسها كسائر الدول العربية بالضبط بسبب ازدياد نسبة البطالة في الشارع الفلسطيني التي تقترب من 30 في المئة، والضيق الاقتصادي والفساد المنتشر في قيادة فتح، ويشمل المقربين من الرئيس ابو مازن وابناءه. وقد كانت السلطة الفلسطينية في السنة الاخيرة على شفا انهيار اقتصادي ولم ينقذها سوى مساعدة طارئة من العربية السعودية ولكن ما يرى في الافق حل حقيقي للمشكلة الاقتصادية في السلطة الفلسطينية. ولهذا فانه ما بقيت المساعدة الخارجية للسلطة صغيرة وجباية الضرائب جزئية وغلاء المعيشة في ارتفاع، فان خطر انهيار السلطة الفلسطينية وعزل ابو مازن، حقيقي.
يضاف الى ذلك انه منذ انشئت حماس حاولت هذه المنظمة عدة مرات ان تقوض القيادة الفلسطينية فتحتل مكانها. وفي الانتخابات الحرة التي اجريت في كانون الثاني 2006 حظيت حماس بنصر حاسم واضطر ابو مازن الى ان يعين اسماعيل هنية رئيس وزراء من قبله. وما زالت حماس تحظى بحسب تقديرات فلسطينية بمشايعة الفلسطينيين، وقد تفوز بكل معركة انتخابية تجرى. لكن حتى لو لم تكن حماس بطريقة ديمقراطية فانها تملك قوة عسكرية مستقلة وجهاز تحريض ودعاية. وقد حاولت حماس عدة مرات ان تغتال ابو مازن وان تنفذ انقلابا وتستولي على السلطة. ولولا ان اسرائيل انقذت حكم ابو مازن لعزل عن منصبه منذ زمن.
ونقول في النهاية ان الارهاب الاسلامي على هيئة الدولة الاسلامية «داعش» ومنظمات ارهاب سلفية اخرى تطمح هي ايضا الى انشاء خلافة أو دولة اسلامية تهدد السلطة الفلسطينية بقدر لا يقل عن اسرائيل. وفي هذه المرحلة يبدو التهديد في الحقيقة بعيدا كثيرا عن الضفة الغربية لكنه اصبح يوجد اليوم عدد من مؤيدي هذه المنظمات في الضفة. وفي حين نجحت حماس في قطاع غزة في القضاء على ظواهر مشايعة الدولة الاسلامية والمنظمات السلفية، لم تنجح اجهزة السلطة في الضفة الغربية في القضاء عليها. وكلما مرت الايام قويت مشايعة الدولة الاسلامية وحركات سلفية اخرى.
ان السلطة الفلسطينية ما دامت قائمة تساعدها اسرائيل باعتبار ذلك جزءا من الاتفاقات الدولية على مواجهة هذه المشكلات وغيرها، لكن اذا نشأت دولة فلسطينية مستقلة، فهل يكون حكامها قادرين على مواجهة تلك التحديات وحدهم؟

إسرائيل اليوم 

 

حرره: 
س.ع