إستهداف الرأس

طيران الاحتلال

يجدر بكل زعيم لحماس يأمر بإطلاق الصواريخ أن يعرف بأن دمه مهدور

بقلم: اليعيزر (تشايني) مروم 

أمس، بعد عدد من حالات وقف النار وعدد من جولات محادثات المفاوضات بين اسرائيل وحماس، عادت النار لتسيطر في المواجهة بين الطرفين. يبدو أن حكومة اسرائيل لم تقصد ذلك، ولكن هذه بالتأكيد «استراتيجية خروج» معقولة من الوضع المحرج الذي علقت فيه بعد انتهاء الخطوة البرية في حملة «الجرف الصامد».
لقد دخلت اسرائيل الى المعركة انطلاقا من الافتراض بانها ستتمكن من تحقيق الردع لحماس وعندها انهاء المواجهة من طرف واحد وخلق هدوء. غير أن العملية العسكرية المحدودة التي نفذها الجيش الاسرائيلي بشكل فائق لم تؤدي الى الردع واسرائيل انجرت الى مفاوضات مع حماس التي تغلفت بوفد فلسطيني وبوساطة مصرية. وهذا وضع محرج بلا شك: دولة اسرائيل العظيمة والقوية لم تنجح في خلق ردع وتطلب الامر منها التفاوض مع حماس في القاهرة.
ان مفهوم الامن غير المكتوب في اسرائيل يقوم على اساس الردع، وهو الذي يسمح لها بان يكون لنا نمط حياة سليم في بلاد صغيرة ومحوطة بالاعداء. هذا ردع ينجح مقابل السوريين، مقابل حزب الله، مقابل الفلسطينيين وغيرهم، ويسمح لنا بفترات طويلة من الهدوء. حملة «الجرف الصامد» التي لم يتحقق فيها الردع مقابل منظمة ارهابية صغيرة، تتحدى مفهوم الامن الاسرائيلي هذا، وطرق مواجهتها في المستقبل لجملة من أعدائها.
ان استئناف النار أمس ينقذ اسرائيل، القوة العظمى الاقليمية، من الوضع المحرج، الذي جرت فيه الى مفاوضات مع منظمة ارهابية صغيرة بعد أن فشلت في خلق ردع ضدها.
يطرح السؤال ما الذي ينبغي لنا أن نفعله الان. بالفعل، على اسرائيل أن تعود الى مفهوم الامن الاساسي لديها والسعي الى تحقيق ردع مع حماس. ولهذا الغرض لا حاجة الى احتلال كل غزة. عمليا، لتحقيق الردع في الوضع الذي نوجد فيه اليوم، على اسرائيل أن تطرح تهديدا واضحا وعمليا على حياة كل قادة حماس، من القيادة السياسية ومن القيادة العسكرية.
يجدر بكل زعيم حماس يهدد بابادة دولة اسرائيل ويأمر باطلاق الصواريخ على مواطنيها أن يعرف بان دمه في رقبته. لدى اسرائيل منظومة عسكرية واستخبارية من الافضل والاكثر نجاعة في العالم. واذا ما كلفت بالمهامة، فلا شك ان بوسعها أن تنفذها بشكل كامل. وهكذا يعود الردع وفي اعقابه يعود الهدوء الى مواطني اسرائيل.

معاريف 

 

حرره: 
م.م