المصداقية على المحك

قصف

ناحوم برنياع

توجد امكانيتان وكلتاهما غير طيبتين. الاولى، ان تكون حماس، بيأسها، اختارت خيار شمشون. فاذا ما قيض لها أن تحشر نحو الحائط، فانها لن تحشر لانه ليس لديها مال لدفع الرواتب، او لانها فقدت سيدها في العالم العربي او لان رجالها في الضفة تضرروا بشدة في الاسابيع الاخيرة والشارع في غزة هجرها. علي وعلى أعدائي يا رب.

الامكانية الثانية تعتبر هنا، في اسرائيل، واقعية اكثر. رجال الذراع العسكري في غزة، أجروا تقويما استخباريا وتوصلوا الى الاستنتاج بان حكومة اسرائيل تخدع. التهديدات التي يطلقها كبار وزرائها فارغة من المضمون.

واذا كانت حماس تريد الوصول الى انجازات في نهاية هذه الجولة، واذا كانت تريد ان تردع اسرائيل لاحقا، فهي ملزمة بان تثبت لاسرائيل كم هي قوتها عظيمة. والصواريخ التي اطلقت نحو تل أبيب هي خطوة بدء للمفاوضات.

باختصار، كان للحماسيين مفهوم فكري. وكان لهذا المفهوم أساس في الحقائق: الاغلبية في المجلس الوزاري، في الحكومة وفي قيادة الجيش الاسرائيلي لا ترى أي نفع سينشأ لاسرائيل من المناوشة مع حماس في غزة وسعت الى منع هذه المواجهة. ووقف خلف هذه السياسة رئيس الوزراء ووزير الدفاع.

عندما يفقد طرف ما الثقة بتهديدات الطرف الاخر، تكون النتيجة ضياع الردع. بدأت مسيرة خطيرة، في اثنائها تسمح حماس لنفسها بالعربدة وحكومة اسرائيل، التي لا تسارع الى المعركة، تضطر الى ان تأمر بتوسيع الرد العسكري، بما في ذلك استخدام القوات البرية. وهي لا توهم نفسها بانها ستصل بذلك الى انجازات بعيدة، ولكنها ملزمة بان تثبت لنفسها، لسكانها ولحماس بان كلمتها هي كلمة. المصداقية، هي اسم اللعبة.

بعد يوم من انتهاء هذه الجولة سيتعين علينا أن نسأل أنفسنا كيف حصل أن عدوا مثل حماس كف عن تصديق تهديدات رئيس وزراء اسرائيل، هل هذا حصل لانه هدد اكثر مما ينبغي ايران، حماس، السلطة الفلسطينية، وعمل اقل مما ينبغي، أم لان حماس فقدت قدرتها على الاستماع وفهم عملية اتخاذ القرارات في اسرائيل. مثل هذه الاخطاء ارتكبتها محافل عربية غير مرة في الماضي.

صحيح حتى يوم أمس، يمكن للاسرائيليين أن يكون راضين عن الاستعدادات التي تمت قبيل هجوم حماس.

عمليتان سعت حماس الى تنفيذهما – واحدة من خلال نفق قرب كرم سالم واخرى من البحر، قرب زيكيم، احبطتا دون اصابات في قواتنا؛ الصواريخ، حتى ساعة متأخرة من يوم أمس، لم تحدث اصابات في الارواح واضرار حقيقية في الاملاك. غوش دان هوجمت ولكن دون اصابات، وهكذا ايضا في بئر السبع وعسقلان ومدن اخرى. وللقبة الحديدية يوجد معنى استراتيجي.

لقد كان رئيس الاركان امس في فرقة غزة واقر خططا. السؤال اذا كانت ألوية المشاة التي استعدت في غلاف غزة ستدخل الى المناطق المأهولة في القطاع لا يزال مفتوحا. في حملة «عمود السحاب» قبل قرابة سنتين كان الانطباع الناشيء بانه ستجرى عملية برية، ولكن القوات لم تدخل حقا الى المدن ومخيمات اللاجئين. حماس تضررت ولكنها لم تضرب. وقتال حقيقي لم يكن.

وزير الخارجية ليبرمان طلب في جلسات المجلس الوزاري التصرف هذه المرة بشكل مختلف: الدخول من أجل الحسم.

وهو مستعد لن يدفع الثمن الذي ينطوي عليه ذلك، بحياة الجنود، بقتل المدنيين في الطرفين، بالصور القاسية التي تبث في العالم. في المرة القادمة، هكذا يقول للوزراء، سيكون الثمن اكبر. لحماس لن تكون 3 الاف صاروخ، بل عشرات الالاف. حاليا هو في الاقلية. الاغلبية في الحكومة تسعى نحو الردع وليس الحسم.

 

يديعوت