على «عرب إسرائيل» أن يقرروا

فلسطينيي ال48

بقلم: حاييم شاين

إن الاضطرابات العنيفة في القدس ومنطقة المثلث ووادي عارة تلقي ظلا ثقيلا على امكان تعايش اليهود والعرب في دولة اسرائيل. وليست حنين الزعبي وعزمي بشارة ورائد صلاح اصواتا مفردة. فمئات المتظاهرين الذين سلكوا سلوكا وحشيا وعرضوا حياة رجال الشرطة ومقاتلي حرس الحدود والمواطنين للخطر يبرهنون على أن عرب اسرائيل أخذوا يتطرفون. وقد بدأوا يرفعون الرايات السوداء للرغبة في الانفصال عن دولة اسرائيل. ويُستوعب تحريض قيادة الجمهور العربي استيعابا جيدا وهو الذي يقوم على الكراهية وعدم الولاء للدولة التي هم مواطنوها. ولا يُسمع صوت القيادة المعتدلة إن كانت موجودة.
إن نفاق عرب اسرائيل يهيج ويثير الامتعاض، فهم من جهة غير مستعدين ألبتة للانفصال عن دولة الشعب اليهودي القومية وهم من جهة اخرى يؤيدون بأعلى صوت أخطر أعداء دولتهم. ويؤسفني أنهم لا يدركون أن اعمالهم هي سير على حبل دقيق جدا. ومن المؤسف أنه قد ينقطع اذا استمر سلوكهم الخياني. يحسن أن يقرر عرب اسرائيل في اسرع وقت أهم مواطنو دولة اسرائيل أم هم مقدمة الجند في النضال للقضاء على الكيان الصهيوني من الداخل. ويحسن بهم أن يتذكروا أنه لا يجوز للديمقراطية أن تقعد مكتوفة اليدين حينما توجد قوى في داخلها تريد أن تثور عليها وتقضي عليها. يجب على حكومة اسرائيل أن توقف على عجل مظاهر الفوضى. فكل واحد يعرف متى تبدأ الفوضى لكن لا أحد يعرف متى وكيف تنتهي. وأنا أتوقع من كل متحدثي اليسار الاسرائيلين الذين كانوا يحاولون منذ سنين اقناعنا بامكان التعايش مع السلطة الفلسطينية ومع حماس، أن يصرفوا تفكيرا الى امكان التعايش مع عرب دولة اسرائيل. ويحسن ايضا منع تحريض اليهود من الجهة الاخرى.
أخذ ينشأ نوع من الفوضى ايضا في حدودنا الجنوبية مع غزة. ويجب على قيادة الدولة لمواطنيها أن تضمن أمنهم الشخصي فليس من الممكن أن يكون سكان غلاف غزة رهائن لمجموعة ارهابيين تخدم مصالح ايران على حدودنا. كنت في الاسبوع الماضي في سدروت وادركت معاناة مواطنين مخلصين يعيشون منذ سنين تحت مطر الصواريخ.
صحيح انه توجد في الايام الاخيرة حماسة من وزراء وصحافيين وفي الشبكات الاجتماعية تدعو من فوق كل منصة الى العودة الى غزة. ومن المهم أن نذكر أنهم لن يكونوا هم الذين سيضطرون الى النظر في عيون أمهات يثكلن ابناءهن لا سمح الله في أزقة غزة العفنة. والذي جرب الثكل في عائلته يعرف الألم. يُحتاج الى الكثير من التفكير والاعتدال لكن لا يجوز على أي حال من الاحوال أن نعطي مواطني الدولة وأعداءها ايضا شعورا بالتردد والضعف. فاللغة الوحيدة التي يفهمها أعداؤنا هي لغة القوة ومن المهم أن نحدثهم بلغتهم. والسلام في الشرق الاوسط حلم، وكي نضمن الخلود يجب أن نحارب احيانا. يجب أن تقرر الحكومة الموعد والقوة والوقت، وكلما كان ذلك أسرع كان أفضل.

اسرائيل اليوم

 

حرره: 
م.م