إضراب المعلمين والمكاسب المحققة

بقلم: 

"صام صام وأفطر على بصلة..... كل هذا الإضراب علشان 200 شيكل...، شو هالهبل ضحكوا عليكم...." هذه أهم الانتقادات التي صدرت عن كثير من المعلمين أو حتى الطلاب أو لأولياء الأمور، ولكن كل هذه الشعارات غير صحيحة، فهناك مكاسب أخرى حققها المعلمين (ولا أريد أن أخوض في الماكسب المادية التي في بعض الحالات قد تتجاوز 800 شيكل لمعليمنا القدامى وهم أحوج لذلك في نهاية خدمتهم لما يخص الراتب التقاعدي) وأهم هذه المكاسب:

1. وحدة المعلمين: رغم اختلاف أهوائهم، وآرائهم السياسية إلا اننا وجدنا وحدة لم أشهد لها مثيل من قبل وأعطوا دروساً للجميع بصعوبة شق صفوفهم، حيث في جميع اعتصامات المعلمين لم ترفع إي راية فصائلية بتاتاً من شمال الضفة حتى جنوبها، وهذا يدل على مدى وعي المعلمين، وعند محاولة شق صفهم من خلال التهديد غير المباشر أو اعتقال زملائهم أو حتى منعهم من التوجه إلى رام الله أو الترغيب بجزء من المستحقات كان ردة فعلهم أعمال وليست أقوال حيث إزدات وحدتهم. وهذا أكبر مكسب لهم برأي.

2. النظام والترتيب: وهذا كان جلياً في جميع الاعتصامات وخاصة الضخمة في رام الله بشهادة الجميع.

3. إلتفاف العامة حولهم: من أولياء أمور وطلبة، رغم وجود عدد قليل من الأهالي الذين لهم إجندات فصائلية أو شخصية لكن السواد الأعظم من الأهل (رغم الضرر الذي لحق بأبنائهم) أيدوا المعلمين في إضرابهم لنيل الحقوق، وشاهدت بأم عيني بعضاً من طلابي يطالبون بحقوقنا، ومن هتافات: المعلم قالها والطالب لبى لها، كرامة كرامة....، مما انعكس معنوياً على نفوس المعلمين (تربينا ما ضاعت هدر).

4. إيصال رسائل هامة للحكومة: أن مشكلة المعلمين قنبلة موقوتة ويجب العمل على حل مشاكلهم بشكل صحيح وأن التعنت وتغيير الحقائق لا تجدي نفعاً، ومن هنا أذكر المسؤولين بأن مشاكلهم لم تحل جذرياً، فما طرحه السيد الرئيس هو أدنى ما يمكن للمعلم تحصيله، لذلك تعود الاحتجات في القريب العاجل.

5. المعلمين قادة المجتمع: أظهر المعلمون بأنهم بحق قادة للمجتمع وقدوة لطلابهم وحتى لأجهزة الأمن وللأهل من خلال انضباطهم في احتجاجاتهم أو تفاعلهم على مواقع التواصل الاجتماعي وتصميمهم وإفراز ممثليين عنهم خلال زمن قياسي دون وجود قيادة مركزية.

6. توعية المجتمع وباقي المعلمين: أصبح كثير من المعلمين يعرفون معنى كثير من المصطلحات كإلغاء أدنى مربوط الدرجة، وكيفية حساب الراتب ونقل مشكلتهم للعامة والخاصة وتوضيح الأمور لورزير التربية والتعليم ورئيس الوزراء اللذان للأسف كان عندهم تضليل في بعض الأمور، ونقل قضيتهم لجميع أفراد المجتمع.

7. الجانب المعنوي: كان كثير من المعلمين يتردد عند سؤاله عن مهنته، ولكن أصبحنا نشاهد شعارات وتطبيق لها على أرض الواقع مثل: أفتخر بأني معلم، وإرفع رأسك أنت معلم، وهنا أدعو لجان التنسيق ومعلمي التربية الفنية بعمل شعار يلصق على السيارات ونحوها يتوسطه عبارة (أنا أفتخر بأني معلم) إسوة بشعار المهندسين والأطباء والصيادلة.

8. لفظهم للأجسام الغريبة المنغرسة بينهم: وأهم هؤلاء أعضاء الاتحاد الذين لم يكونوا أمناء، زملائهم المتسلقين من معلمين ومدراء، بعض الإداريين في مكاتب التربية، بعض المسؤولين في مديرات ووزارات أخرى....، وقد أظهرت الأزمة الغث من السمين، وليس كل ما يلمع ذهباً فلا يعرف الذهب الأصلي إلا عند تعرضه للنار.

هناك الكثير من النقاط لا يوجد مجال لسردها، وأقول في النهاية (بعيداً عن المكاسب المادية):

أنــأ أفتـــخـــر بــــــأني مـعــلم

ولن ننسى دور الماجدات فهن ولاول مرة في تاريخ التربية والتعليم تعلوا اصواتهن للمطالبة بحقوقهن .. فوجدنا القائد ووجدنا المطالبة ووجدنا الاخت والزميلة والطالبة كلهم في خندق واحد

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.