معركة المعلمين غطاء لأي حكاية

راتب جزء بين أكل يقي الاطفال الجوع وبين دفعة قرض مستحق من الشهر الفائت ولن ننسى قسط الغسالة والتلفاز لينتهي المطاف بتوفير الزيت والزعتر لطفلك الحكاية لخصت بقضية حق مسلوب يطالب به

لكن قبل الخوض بمعركة لا ندري من الكاسب فيها لنستخدم المنطق اولا فنحن لاخفاء خطأ اقترفناه وربما حكاية تمس احدهم نلجأ لاعلاء صوت وربما التنسنس خارج الصف اي التسلل الى زاوية مظلمة لا يطالها احد لنغطي بها انفسنا، وسعيا لاخفاء ذاك الجزء الذي من الافضل أن لايقال قد نلجأ لبهرجة الحكاية والتضليل.
وحقيقة الامر أن الواقع السياسي ملعون وقاعدة الغاية تبرر الوسيلة صادقة كل الصدق سياسيا.. والسؤال ها هنا ما الطاريء على قضية رواتب معلمي المدارس؟، فعليا نحن لا ننكر حقهم بل نقف يدا بيد، ولكن أليس الامر مريب أن ما يحدث يعبر عن زعزعة اجتماعية تخللها غطاء ديني، أي عاطفة دينية تشكل سلاح للعب على الشعب ليحقق المراد، ويصبح جل شغلنا ازمة داخلية تغطي على الأخرى. كبرت القضية ونشطاء الفيس بوك ثاروا ما بين مؤيد لزيادة راتب وأخر يسخر من الأمر. لا باس فالقضية تستحق وليعلو صوتها ولتتهبرج عاليا، بالمقابل المثير للشك والريبة غطاء الدين بأن جندت الحكاية ليطالب امام الجامع بعودة المعلمين للتدريس، لكن ما دخل المساجد في ازمة المعلمين؟، ولما يكون طرف للحديث والدعوة بهذا السياق، أم أن الحكاية تتلخص بالآتي أن ارادت جهة خفية تحقيق مطلب فأنها تجعل الطرف البعيد قريب وأقصد هنا بالطرف البعيد القريب "الدين".

اصواب أم خطأ لكن المريب مريب يشبه الأمر تزامن خطبة عساف مع انتفاضة الاقصى وانشغال الشعب بتصريحات الطرفين "لينا وعساف" لتبقى قلة تتذكر وتنتفض، أن خطبة عساف انستنا الشهداء لفترة وخففت من وهج الانتفاضة والتحريض عليها، وربما لم تنسينا لكن حولت اهتمامنا لشيء أخر.

الخلاصة أن في ظل ازمة المعلمين والاضراب والمطالبة والتهكن والتأييد كان هنالك شهداء ترتفع ارواحهم فداء للوطن احداهم محمد خلف الذي استقرت بجسده  50 رصاصة اطلقها جنود الاحتلال، خلف استشهد لكن ازمة المعلمين اخذت القوة لتصبح الشغل الشاغل اعلاميا وفيسبوكيا، فالحال اصبح بكون االشهيد يذكر ساعة الاشتشهاد ولاحقا عند الدفن والسلام ختام عليه وعلينا، أن تذكرنا وتحدثنا بغير ما يسوقه الاعلام السياسي وأي مصلحة يحقق...

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.