لا ارغب في الموت ولكن يقيني أن الحرية هي الأهم !!!

   في الحياة أمور كثيرة لا غنى عنها وتكاد حاجتنا إلى تلك الأمور أن تماثل حاجتنا إلى الطعام والشراب بل أبالغ إذا قلت بان حاجتنا إليها تفوق حاجتنا إلى الزاد والماء ومن تلك الأمور هي الحرية. فالسجين في المعتقلات النازية الذي يضرب عن الطعام والشراب لا يفعل ذلك لأنه راغب في الموت بل يفعل ذلك ليقينه بان الحرية أهم بالنسبة له من الطعام والشراب ولأنه يعلم بان حياته دون الحرية لا قيمة لها ويعلم أن حرمانه من حريته يماثل ضرورة حرمانه من الأكل والشراب.

فشفاه المضرب عن الطعام تجف وصوته يئن وعروقه تذبل ويصبح جسده بارد كالجليد فهو يشرب من فيض الشقاء ويشبعه ،على سرير مستشفى العفولة الاسرائيلي يخوض الاسير الصحفي محمد القيق إضرابه الذي فاق الثمانون يوما مكبلا مربوطا في السرير معزولا يذوب جسده ودقات قلبه تضعف ولكن بجسده الضعيف أصبح عميد الرايات ورمز الحركة الأسيرة والشعلة المتوهجة وبوصلة الأحرار والأمل المعهود واللواء المرصود وأصبح الناصر المظلوم ونصير القضية العادلة ، فهو فولاذ لا يلين ، يواصل معركة الحرية والكرامة ، حالته الصحية حرجة وما زال يرفض إجراء الفحوصات الطبية ويرفض تناول المدعمات والفيتامينات ، وأحضرت مصلحة السجون الإسرائيلية طاقم طبي لمحاولة إقناع الاسير محمد القيق بضرورة إجراء الفحوصات الطبية ولكن محمد القيق متمسك بموقفه ويرفض الخنوع والخضوع.
يتمتع بمعنويات عالية رغم خطورة وضعه الصحي اعتقل بتاريخ 21/11/2015  وحكم عليه الاعتقال الإداري وهذا الحكم جائر بحق الأسرى ومناف للقوانين الدولية وبالذات مادة (78) من اتفاقية جنيف الرابعة لذلك يخوض الأسير محمد القيق إضرابه رافضا هذا الاعتقال التعسفي وهذا الملف السري الذي لا يوجد دليل يدينه فهو يخوض إضرابه منذ تاريخ 24/11/2015  وهو متزوج وله طفلين.
فالأسير محمد القيق يعاني من صعوبة في التنفس واحمرار في العينين ويعاني من تشنجات ويشعر حاليا في كهرباء في اقدامه ، ويعاني من ارتفاع في درجة حرارته نتيجة الاضراب عن الطعام ، ومعرض في أي لحظة لجلطة دماغية ولم يغمض عينيه منذ 48 ، رغم تلك الحالة الصعبة إلا ان الكيان الصهيوني متعنت لا يرضخ إلا لعنصريته وهمجيته . فالأسير الصحفي القيق صاحب الكلمة الحرة لم يحمل حجرا بل اخاف الكيان الصهيوني بكلمته الصادقة ، فاعتقاله جاء للأسير القيق لمنع كلمته الحرة في التأثير على انتفاضة القدس فهو كان دائم الحديث عن انتفاضة القدس وعن الاسرى في الفضائيات والإذاعات المحلية ، وهذا الامر لم يرق للاحتلال وجهاز المخابرات وكان الانتقام واضحا في دخول ضباط المخابرات ليقتحموا منزله فجر 21/11/2015 ، فهو لم يحمل حجرا او سلاحا سوى انه ينحاز لشعبه وآلام شعبه الفلسطيني .

فهؤلاء الأسرى يرفضون السياسات الظالمة التي تعج مضجعهم ويحتاجون إلى تدخل عاجل لإنقاذ حياتهم وحياة الأسير محمد القيق  فأصبحت حياتهم مهددة بالخطر الشديد أمام عنجهية الكيان الصهيوني. فعلى المؤسسات الحقوقية والجمعيات التي تعنى بشؤون الاسرى وفي مقدمتها اللجنة الدولية للصليب الاحمر ومنظمة الامم المتحدة للتدخل للضغط على الكيان الصهيوني من اجل انقاذ حياته ونيل حريته وكرامته .
فمن داخل أسوار سجون الظلام تكمن ثورة الأمعاء الفارغة من اجل استعادة كرامة الإباء في غابة السيادة العنصرية التي يسودها التوحش والافتراس بكل ضعيف وشريف فهي ثورة حق تتقدمها نداءات من الملأ الأعلى تنادي ببزوغ فجر العدالة لتطوي صفحة الظلم والمهانة لكرامة الإنسان فهي صرخة الم ومعاناة فالجروح تفاقمت وتعالت الصيحات فالموت خير إذا كان من اجل استعادة حرية الإنسان وكرامته ، لو الموت ثمن الحرية لبيك يا موت من اجل الوطن في ساحات الشرف والكرامة.

فهو يضرب عن الطعام من اجل ثورة الحرية والإرادة ليزيل الظلام ويكشف الستار عن جور السجان....

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.