لو يراعي الحب فروق التوقيت !

الحب

سأخذ من عمري فقط 25 عاما ، وأترك الباقي تحت الوسادة ، سأتحايل على وقاري ، وانتظره ليدخل الحمام ، واغلق عليه الباب بالمفتاح ، وسأقنع " الجل " بالتصالح مع شيب شعري في لمعان الفضة ، سأقول لسروال الجينز : الصديق وقت الضيق حاول ان تخفي ما يعتقد انه كرش يتقدمني ، سألبس " التيشرت " الاحمر و "سأطنش " عن كتابة غير لائقة مطبوعة على قماشه ، سأغلق باب بيتي على ما تبقى من عمري و وقاري ، وأهرع الى موعدكِ بحذاء "الأديداس " مثل " شيخ الشباب " !

وسأصل المقهى مقطوع الانفاس ، لن أقترب منك ، سأتفرج عليك عن بعد وأصابعك .. أصابع " البوبو ياخيار " تنقر " الاي فون " ، سأطل على ربيعك يشرب الكابتشينو بشفتين بلون زهر اللوز ، سأقول وأنا ألهث شيخوخة : يا ساتر !

سأتردد .. وأنا أحاول عبثا البحث عن التوزان الاستراتيجي بين ربيعك وخريفي ، بين نضارتك وشحوبي ، بين دلعك و وقاري ، بين حبة دواء الضغط ، وحبة " البامبون " !

سأحسم أمري .. وأقترب منكِ " واللي بدو يصير يصير " ، سأسعل .. وأنت تضحكين ، لا أنت تتوقفي عن الضحك ، ولا أنا أتوقف عن السعال ، تمدين لي كأس الماء ،أشرب .. و أواصل السعال ، وأنتِ تضحكين ، وأحسم امري أخيرا.. وأقول لك : صباح الخير يا عمو..

سأتوقف عن السعال ، وأنتِ تتوقفين عن الضحك ، وألتقط أصابعك الصغيرة ، وأهمس لك : لنكف يا صغيرتي عن هذه اللعبة المريرة بين الحديقة والمقبرة ، وأودعك، وأعود الى بيتي ، لأخذ ما تركته من سنوات عمري ، وأطلق سراح وقاري الحبيس في الحمام ، وأتفرج أنا وحفيدي على " توم وجيري " ، وأضحك ، وأكف عن السعال !

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.