الفلسطيني عميد اللاجئين العرب !

لاجئ

ولأنه في هذه المرتبة فهو أكثر قدرة على الاحساس بمعاناة اللاجئين من الاشقاء العرب، الذين يهيمون على وجوهم هذه الأيام بحثا عن مخيم في أمة تستورد الأسلحة وتصدّر اللاجئين ، في أمة توحد الله وتفرق عباده في حرب التدمير الذاتي التي تجعل من الوطن زورق مطاط في بحر ايجة ، او شاحنة دجاج على حدود النمسا في أوطان مثل القطط تأكل اولادها ، وترمي بفلذات اكبادها في بحار العالم في هذا الحلف الجهنمي بين الطاغية والداعية والمُهرّب !

يملك الفلسطيني من وجع الخبرة المرّة ما يؤهله لإتقان وصف أوجاع اللاجئين الجدد من ابناء العمومة الذين يعيدون اليوم حكاية اللجوء الأول في بلاد العرب ،
ولأنه اللاجئ " الطليعي " فهو أكثر اطلاعا على المرارة التي يلكوها لاجئ سوري في محطة القطارات في بودابست فهو ابن مخيم اليرموك الذي تقاسم الوطن مع السوري يوم كانت سوريا ملاذ اللاجئين لكل العرب من فلسطينيين ولبنانين وعراقيين وحتى الارمن ، وهو الان يتقاسم مع السوري المخيم !

هل توجد مرارة في الدنيا أكثر من هذا الوجع القومي ، الذي يجعلنا أمة لاجئة واحدة ذات رسالة بائدة ؟!
ماذا يفعل المخيم حين يهاجر الوطن المضيف ؟!
سؤال الفلسطيني المرّ ، وهو يتقاسم مع اخيه السوري أو العراقي أوطان الاخرين في السويد المانيا النمسا والقائمة تطول !

كم فلسطين صارت في بلادنا ! حين صدقنا العنترة العربية الكاذبة بأننا سنلقي إسرائيل في البحر، لنتفرج اليوم على العرب وهم يرمون شعوبهم بالبحر، ويقيمون السفارات الإسرائيلية في عواصمهم !

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.