صباح أنيق يشرق من خزانة ثيابكِ!

صباح الخير

يملك الصباح من الرقة ما يجعله مظلوما بصيغة المذكر التي لطشت منه أنوثة برقة الندى في فستانها الأزرق !

الصباح أنثى ، تعرض لسطو التذكير اللغوي " لعرب " بصيغة التأنيث تقدس الذكورة ، وتربط التاء المربوطة بحبل من مسد ، مصابة بحمى التذكير تبذل ما في وسعها لتنسى "عار " نون النسوة !

وبعيدا عن مشاكسة اللغة ، الصباح امرأة تشرق فينا كل صباح بأناقة شالها الأزق ، وبنعمة الفستان حول قهوة الفنجان ، تقرأ لنا يومنا بشفتين من زهر اللوز ، وتدخن سجائرنا وتلوّن دخانها بألوان مكياجها الصباحي كقوس قزح !

الصباح هو روحنا الطازجة تشرق فينا كل يوم ، وتشرب فينا قهوتها ، وتدخن سجائرها ، وتمشط شعر بنات افكارها ، وتعد لها شطائر الحنين ،وتأخذها وتأخذنا الى بلاد ومدن ونساء واصدقاء والى ايام لم تعد في ايامنا !

الصباح هو النساء يثرثرن في صمتنا الصباحي ، ويطلقن بنات افكارنا على " حل شَعرهن "، لنكتب اجمل الحب بقلم كحلهن ، ونتقن الجَدل من وحي جدائلهن ، ونفهم المعلقات في خزانة ثيابهن ، ونرسم لوحات تشكيلية ، لنحلّ اشكال ما في " شكلة شعر " تحوم في روحنا كفراشة ، ونطلق سراح قصيدة من ضيق الفيزون تشرح لنا صدرنا !

الصباح هو الانثى فينا تصحو بقميص النوم لتوقظ جلافة ذكورتنا لصباح لطشنا انوثته الى صيغة المذكر ، صباح أنيق يشرق من خزانة ثيابك ، تتدحرج من فستقة فمه عبارة : صباح الخير حبة ملبس بطعم النعنع !

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.