ريم بنّا.. فلسطين حين تغني فينا !

ريم البنا

وعكة صحيّة في صوت ريم بنّا ، شلل في الوتر اليساري الذي تسبب به عطب ما في العصب الموصول به .. والسبب؟ "مجــهــول" .. هكذا شرحت ريم الوضع الطبي لصوتها الذي وصفته بسلاحها الذي تشعر انها سيجرد منها !

ولأن صوت ريم هو صوتنا .. صارحتنا أمس بصوت صوتنا الذي تعرض للخلل ، أحد أوتار " الكمنجة " الفلسطينية تعرض لعطب ما ، تحاول ريم اصلاحه هكذا وعدت ريم جمهورها الذي اخذته معها الى طبيب حنجرة فلسطيني .. جراح ومختص د. ربيع شحادة "الذي أمضى معها أكثر من ساعة ليكوّن صورة شاملة عن وضعها .. وكانت دهشته كبيرة .. حين رأى أن الوتر اليميني السليم .. يجتهد كي يقوم بدور الوتريْن معاً .. وصرخت ريم بعنفوان الفلسطينيات : يا إلهي .. حتى أعضاء جسدي كلها تُقاوم وتُجاهد .. "

قبل شهرين على هذا الاعلان، التقيت بريم بنا هنا في مالمو بالسويد، وفي ليلة اسكندنافية باردة كانت تعوي رياحها خلف نافذة مطعم تركي في مالمو السويدية، كنت احدّق في "بحة " صوت ريم وهي تشرح لي الوضع الطبي لصوتها، وكنت اصغي لأصابعها التي تشير لي إلى الوتر اليساري في رقبتها، الذي كانت تعرف أنه سيجردها من " سلاحها " وينتزع الأغاني التي لم تعد " ممكنة " ، وكنت أحاول مشاكسة دمعة تتورم في عيني، وأنا استمع الى عصفورة من عصافير الجليل تبحث عن تغريدها بأصبعين تتحسس بهما وترا في الكمان ، قد لا يقوى على " الزقزقة " في سماء الجليل !

خجلت دمعتي امام عنفوان هذه " النصراوية " وكفت عن دمعها، وقلت لريم مازحا : ستغني يا ريم حتى لو غاب صوتك سنطرب لك، حتى لو غنيتِ بلغة الاشارة !

ريم صوتنا بحناجر 12 مليون فلسطيني يبحثون في صوت ريم بنّا عن " تهاليل " امهاتهم في " يا ليل ما اطولك " بين المخيم والجليل، بين فلسطيني مثلي في آخر الارض في مدينة اسكندنافية يحدّق في " بحة " صوت ريم بنّا في ليلة باردة بمالمو السويدية لتعبق في المطعم التركي رائحة الزعتر والطيون في مرج ابن عمار الذي يشرب صباح ريم بنّا في الناصرة ، ويصدح بالغناء !

ريم بنّا هي فلسطين حين تغني فينا ، ولن تكف فلسطين عن الغناء !

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.